طبيعة الإنسان البشري (الزَّعل) وهذا الكلام لا يختلف عليه اثنان مطلقا، لكن أن تتجاوز الحد والمعيار فهذا هو الذي لا نريده ونرفضه، أما الأهم من ذلك هي درجات الزعل التي وإن كانت متأصلة في الشخص لكنها تكون بدرجات متفاوتة، فبعض الناس يفضل أن يكتمه في صدره وفي قلبه، والبعض يكون زعله فترة ويرضى وينتهي الزعل أو إن صح التعبير (المشكلة)، والبعض الآخر يفضلها بأن تكون أياماً أو شهوراً أو سنوات وتنتهي بذلك، أما البقية التي لا تفضل إلا الحل الأقل عقلانية والأقل مفهومية وهو عدم الرضا أو كما يسميها البعض (القطاعة) أو مقاطعة الشخص الآخر وعدم مسامحته بشكل أو بآخر، وإذا سألته قال لك أية مقولة غير مرضية مثل هو اللي زعلان - رجاءً غير الموضوع - ما أعرف هذا الشخص - لا أعرف هذا الأاسم - لازم هو اللي يجيني، حتى وإن أتاه الشخص الآخر فلن يسامحه ولن يقبل عذره، فأنا شخصياً أستغرب من مفاهيم هؤلاء البشر، فهل من المعقول ألا يغفر له بينما الخالق سبحانه وتعالى ليغفر (لمن يشاء) إذا فعل ذنباً أو معصية لعبده المستغفر التائب، وهذا ربنا سبحانه وتعالى فما بالك بالعبد البشري الضعيف الذي دائماً هو يخطىء ويطلب من الناس الآخرين السماح له، بينما هو عكس ذلك تماماً، لا يريد أن يسامح أحدا على فعله سواء اعتذر له الشخص صاحب الخطأ بنفسه أم لم يعتذر فالنتيجة كما أسلفت عدم رضاه متجاهلاً جميع أخطائه لهذا الشخص أو غيره، فلماذا هذا الظلم المشين الذي يقترفه بعض الناس في حق الغير وهضم حق البعض والإجحاف والجور، أفلا يكون هناك تسامح متبادل بين الناس، أم أن هناك من يفضلها بنكهة خاصة أو يبحث عنها بمزاجه (ويتفرنك) في عدم الرضا ورضاه الشخصي وطلبات رضاه، فيا أيها الإنسان المسكين ألا تحب أن تكون الأفضل دائماً، إذن عامل الناس كما تحب أن يعاملوك حتى وإن أساؤوا إليك اتعلم لماذا؟ لأنك سوف تكسب رضا نفسك قبل أن تكسب رضا الآخرين، فبعد ذلك تفرض للناس احترامك وقبل هذا وذاك تفرض محبتك عليهم، قل لي بصراحة ماذا تحتاج بعد ذلك! وأنا شخصياً أعرف بعض الناس يحب أن يدقق على فعائل الناس صغيرها قبل كبيرها ويحب أن يظهر بمظهر أنه لا يخطىء بينما الناس يخطؤون وهو بدوره يدقق على أصحابه وزملائه دائما، فسوف يأتيه يوم يلتفت فلا يجد من يناصره أو يركتز عليه أو يتكل عليه بعد الله سبحانه وتعالى فلن يجد أحدا، وقد يجد شخصاً واحداً هو (السراب)، فإذا أصر على مقاطعة الناس بطريقته تلك فسوف يصاب بمرض نفسي ووسواس وداء ليس له أي دواء إلا دواء واحد هو الطيبة مع الناس والأخلاق واحترام الآخرين الذين هم مستأؤون من فعله لكنهم يبحثون عنه وهو الذي يتهرب عنهم وبمن الكل بطبعه المتعجرف، فاقول لبعض هؤلاء الناس (فاقد الشيء لا يعطيه). أرجو أن أكون قد صورت لكم صورة بعض الناس الصحيحة والطابع الصحيح ولم أجحف بحق أحد أو أظلم أحدا في هذا أو أسيء لأحد، وأرجو أن أكون قد أوصلت المعلومة التي يعاني منها بعض الناس، مع أن الطيبة في هذا الزمن كما يقولها البعض في أيامنا هذه (ما تنفع) لماذا؟ لأنهم يقولون إن الطيّب يقال عنه جاهل أو غبي أو (دلخ) وبهذه المصطلحات الغريبة وغيرها من العبارات، ومع ذلك يهضم حق الطيب، وأن غير الطيب هو من يأخذ حقه لا أعلم ما السبب؟ [email protected]