ظاهرة الكتابة على الجدران داخل الأحياء وعلى قارعة الطريق وعلى أسوار المدارس والمساجد ومعابر السيول والجسور وكذلك الكتابة داخل حمامات المدارس أو المساجد تعتبر عملاً مشيناً يدل على نزوة سلوكية سلبية، وهي كذلك تشويه للوجهة الحضارية للبلد، وتعد على الأملاك العامة والخاصة، وتشويه لشكلها ومخالفة للذوق السليم. وهذه الكتابات وتلك الرسومات التي توجد هنا وهناك تعتبر مخالفة للدين والخلق اللذين يجب أن يحكما تصرفات المسلم. وقد تعطي هذه الظاهرة عند انتشارها صورة سيئة لشباب هذا البلد بشكل عام مع أن القائمين بتلك التصرفات قليلو الوعي والإحساس. ولا يعبرون عن أخلاق وتطلعات الشباب المسلم الواعي في بلادنا. فيا أيها الطالب:إربأ بنفسك وترفع عن مثل هذه التصرفات الصبيانية التي تدل على سذاجة أصحابها وسوء تربيتهم واختلال موازين الحسن والقبح لديهم. كما يجب أن يكون لك أيها الطالب دور بالتحذير من هذه الظاهرة والتنفير من صنيعهم من باب إنكار المنكر. قال عليه الصلاة والسلام:( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم. أما من رضوا بسفاسف الأمور فهم جبناء مهزومون حيث يكتبون خفية ليلاً أو نهاراً وعلى تخوف لأنهم يدركون قبل غيرهم أن ما يكتبونه لا يليق بالعاقل الذي يحترم عقله فضلاً عن المسلم المتعلم. وكفى بصنيعهم ذماً وأخلاقهم انحطاطاً وبفعلهم قبحاً أنهم يمارسون هذا النوع من الانحراف في دورات المياه (مكان قضاء الحاجة)!؟ فأي انحطاط بعد هذا؟؟وليعلم أولئك النفر أنهم وإن اختفوا عن أعين الناس ولم يُعرفوا فإن الله مطلع عليهم قال تعالى:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (6) سورة المجادلة، وأن ما يكتبونه من قذف بالفاحشة أو سب أو شتم أو فحش أو رسم محرم مكتوب عليهم. قال تعالى:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ {10} كِرَاماً كَاتِبِينَ} الانفطار (12)،قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها:( يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراماً، فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم) ج2 ص 489 (مختصر الرفاعي)، وأن أيديهم التي كتبت ستشهد عليهم يوم القيامة قال تعالى:{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (65) سورة يس. قال الشاعر: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه فيا من وقعت في هذا العمل ومارست هذا الانحراف وتلطخت يداك بهذه الظاهرة: لقد آن الأوان للإقلاع عن ذلك والتوبة منه واستحلال من كتبت عنهم أو فيهم أو الدعاء لهم قبل أن يقتصوا منكم يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام: ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فُحمل عليه) رواه البخاري. فهل تعترف بالخطأ وتظهر الندم وتعزم على عدم العودة فتتوب توبة صادقة ما دام في الوقت متسع أم تتمادى وتستخف الأمر وتحتقر هذه الفعلة حتى يفاجأك الموت وتفتضح يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ويأخذ خصماؤك حسناتك بلا جهد ولا تعب؟؟؟ حسبي إن كنت عاقلاً أن تقول: بل أتوب.. بل أتوب،، والله على ما أقول شهيد.. نسأل الله جل وعلا أن يصلح شبابنا ليترفعوا عن سفاسف الأمور ويتطلعوا لمعاليها وكما قال المنصور: لأن تموت طالباً للأدب خير من أن تعيش قانعاً بالجهل.