الموت هو شيء قد كتبه الله وقدره سبحانه وتعالى على جميع خلقه ومخلوقاته وعلى كل انسان وحيوان وعلى كل كائن حي والموت هو خروج الروح من البدن وانقطاع التنفس منه وتوقف جريان الدورة الدموية في العروق التي فيه، والموت ذلك الذي تصفر منه الوجوه والابدان والانامل بعد ان تتعطل جميع ما في البدن من الاعضاء بسبب خروج تلك الروح التي هي جوهر خفي ما يعلم كنهها الا الله الذي خلقها والتي ذكرها تبارك وتعالى في الاية 85 من سورة الاسراء في القرآِن الكريم فقال تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا) والموت قد وكل الله به ملكا من الملائكة يقبض الارواح والموت لم ينجو منه نبي من الانبياء ولا رسول من الرسل ولا ولي من اولياء الله او من عباده الصالحين والموت اذ نزل على انسان صار الى جثة هامدة يتطلب الامر الى سرعة دفنها في قبر من الارض ثم بعد ذلك تتحلل الجثة وتكون الى رفاة لا يبقى منها الا نواة في عجب الذنب يتكون منها ابن ادم حين البعث والنشور يوم القيامة وعندما يكون الحساب والجزاء ويكون الناس الذين هم من الابرار والاخيار في جنات النعيم ويكون الذين هم من الكفار والاشرار والفجار في النار وعذاب الجحيم وهذا حال ما سيكون لابن آدم بعد الموت. فعسى الله ان ينجي كل مؤمن ومؤمنه وكل مسلم ومسلمة من هول ذلك اليوم تالعظيم حين قيامهم من الموت. الذي ذكره الله جل وعلا في مواضع عديدة في كتابه الكريم ومن ذلك ما جاء في الاية 145 من سورة آل عمران قول الله تبارك وتعالى (وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتاباً مؤجلاً) وجاء في الآية 75 من سورة آل عمران ايضا (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة) وفي الآية 158 كذلك من سورة آل عمران قال الله جل وعلا: (ولئن متم او قتلتم لالي الله تحشرون) وفي الاية 78 من سورة النساء قال الله عز وجل (اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) وفي الآية 34 من سورة الاعراف قال الله تعالى (ولكل امة اجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). وفي الآية 35 من سورة الانبياء قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون) وفي الآية 11 من سورة السجدة قوله عز وجل (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون) وفي الآية 30 من سورة الزمر قال الله تعالى لرسوله: (انك ميت وانهم ميتون) وايضا في الآية 42 من سورة الزمر قال الله جل وعلا (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى الج مسمى ان في ذلك لايات لقوم يفكرون) وفي الآية 19 من سورة ق قال الله جل وعلا (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) وفي الايتين من سورة الرحمن 26 و27 قال تعالى (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربكم ذو الجلال والاكرام) وفي الآية 60 من سورة الواقعة قال الله عز وجل (نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين) وفي الاية 8 من سورة الجمعة قال الله تبارك وتعالى (قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تحملون) وفي الايتين 1 و2 من سورة الملك قال الله عز وجل (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور) وهذه الآيات التي جاء ذكرها سالفاً هفي بعض مما ورد في القرآن الكريم عن الموت. هذا ومما ورد من الاحاديث عن الموت فمن حديث جاء فيه (من فارق الدنيا عن الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له واقام الصلاة واتى الزكاة مات والله راض عنه) ومن حديث جاء فيه (اكثروا ذكر هازم اللذات) ومن حديث ذكر فيه (كفى بالموت واعظا وبالعبادة شغلا) ومن حديث جاء فيه (اذكروا محاسن موتاكم) ومن حديث جاء فيه (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث، صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له). وهذه الاحاديث التي جاء فكرها سالفا هي من ضمن العديد من الاحاديث الواردة عن الموت، هذا ومما قاله القس بن ساعدة الايادي خطيب العرب والمضروب به المثل في البلاغة والحكمة عن الموت. فقد قال ايها الناس اسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت. في الذاهبين الاولين من القرون لنا بصائر لما رايت موارداً للناس ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها تمضي الاكابر والاصاغر لا يرجع الماضي الينا ولا من الباقين غابر ايقنت اني لا محالة حيث صار القوم صائر هذا ومما قاله الشعراء عن الموت فقد قال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه: الموت فينا سهام غير خاطئة من فاته اليوم سهم لم يفته غداً. وقال شاعر: والموت فاعلم غائب لابد ان يأتي وآتيه ميقات ومن قول ينسب للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال: لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ولو تمتعت بالحجاب والحرس هذا ما اردت ان اذكره عن الموت الذي ما منه مفر والذي هو يباغت الناس فجأة بدون سابق انذار لهم وينهي حياتهم من الدنيا فمنهم الذي يموتون من حوادث المركبات بالالاف من البشر يوميا في دول العالم بالاضافة لمن يموتون بسبب الازمات القلبية والقتل والاقتتال الذي يحدث في الدول الاسلامية والعربية يوميا بسبب المتفجرات الناسفة وغيرها وبالاسباب الاخرى لذا فعسى الله ان يجعل مغفرته ورحمته لجميع الاموات الذين هم من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وممن هم من امة محمد صلى الله عليه وسلم. انه هو الغفور الرحيم.