قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ولا ريب أن الموت والفناء نهاية كل حي في حياته الدنيا.. والمؤمن التقي يؤمن بالقدر خيره وشره، وكل منَّا فقد عزيزاً وغالياً، والمصيبة تهون وتسهل عند المؤمن المحتسب الذي يؤوب ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. في الأسبوع الماضي فقدنا أخاً عزيزاً وغالياً عرفته منذ سنوات فوجدت فيه الخلق الرفيع والدماثة ولين الجانب، يحمل قلباً رحيماً ونشاطاً مستمراً في مجال عمله الطبي، إنه الدكتور أحمد بن علي الجار الله استشاري المخ والأعصاب للأطفال في جامعة الملك سعود رحمه الله رحمة واسعة. فقد كان محباً لعمل الخير مشاركاً في كثير من الندوات الطبية الخيرية متواصلاً مع الأعمال الخيرية والتوعوية في الوطن. عرفته من خلال بروزه الطبي في مجال نوبات الصرع وسعة أفقه في هذا الجانب وثقافته الصحية العالية، تأسرك أحاديثه الطبية ومحاضراته القيِّمة وحسن تعامله مع مرضاه ومع والآخرين.. عندما تهاتفه من أجل موعد المراجعة للمريض يشعرك بأنه مشتاق إليك ويخفف معاناة المرضى والمراجعين ويقدِّم لك الخدمات الجليلة دون عناء الذهاب إليه عبر الهاتف والفاكس والإنترنت. شارك في عضوية كثير من الجمعيات الخيرية الطبية والإنسانية ويعتبر من المؤسسين للجمعية السعودية للتوحّد، ورأس برنامج مكافحة شلل الأطفال في وزارة الصحة وكان عضواً فاعلاً ومسانداً في قسم الصرع في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض.. ألَّف كتباً في علوم الأعصاب والمخ لطب الأطفال.. ومهما كتبت عن هذه الشخصية فلن أوفيها حقها (فقدم الى ما قدم)، أسأل الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه ويجزيه الأجر والمثوبة على ما قدَّم من أعمال خيرية وإنسانية يبتغي بها رضوان الله وجناته وألهم أهله وأسرته وزملاءه حسن العزاء والصبر إنه سميع مجيب.