منذ نيف وثلاثين عاما تعرفت عليه رجلاً حازماً بشوشاً يسعى إلى تقديم خدماته لك دون ان تطلبها صراحة منه.. كان صوته قوياً واضحاً رناناً، عندما كان يتكلم معي عبر التليفون.. وكنت اشكو له ما آل اليه حال مؤسسة مروة للاعلان، التي كنت اعمل مديراً لفرعها بالرياض، كانت ديون هذه المؤسسة - قبل تصفيتها - تزداد يوماً بعد يوم دون أن نجد لها اي حلول جذرية وكان فهد العريفي يعمل مديراً عاماً لمؤسسة اليمامة الصحفية بالرياض. تذكرت تلك المواقف الحرجة، عندما طلب مني الصديق ابو يعرب محمد القشعمي أن اسهم بالكتابة في ملف أستاذنا القدير أحد رواد الصحافة السعودية ابا عبدالعزيز رحمه الله وقبل ذلك كنت اتابع اسهاماته ونشاطاته، في ادارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية.. وتمنيت وقتها ان اتعرف عليه شخصياً، وكنت وقتها اعمل مستشاراً اقتصادياً بوزارة البترول والثروة المعدنية بالرياض. ابو عبدالعزيز شخصية ساحرة حقاً.. يجذبك فيه تحليه بخلق مثالي وتعامل كريم.. رجل يخاف الله ويتقيه، ولا ازكي على الله احداً، كنت ولا ازال احفظ له العديد من المواقف الإنسانية العالية.. ارى فيه صورة للاب العاقل المتزن، والاخ الكبير الناصح، والصديق الذي افخر به بين الناس. فهد العريفي لا يحب النفاق والتزلف، يعشق العلوم والآداب والثقافة، ويسهم في رصفائه وزملائه واخوانه في كشف زيف بعض التصرفات غير اللائقة، تبدو من خلال التعامل بين الناس، كل الناس.. يحب الصراحة ويمارسها في تعاملاته مع الاصدقاء.. كل من تعامل معه اشاد بحسن اخلاقه وصدق افعاله، يقرأ كثيراً كثيراً ولا يمل.. يقرأ في الكتب العلمية والاسفار التاريخية والصحف والمجلات الادبية، ويطرح تساؤلات ويجيب على الاستفسارات بحب ظاهر وتفكير عميق ورأي سديد، ويدافع عن وجهة نظره بمحاولة طيبة انيقة حلوة..! تحية لهذا الصرح الاشم - فهد العريفي ومحبة لهذا الرجل الشهم - فهد العريفي والله اسأل له المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته.