كل من خاض بحار العلم والتعليم وعانى الأمرين في سبيل الحصول على نتائج مشرفة نتيجة الصبر والمثابرة وتجشم الصعاب في سبيل ذلك ويعود إلى أهله وذويه أسرته ووطنه بعد كفاح مرير مع الغربة وتحمل المشاق المادية والمعنوية والصحية ناهيك عن الظروف الاسرية وهو يحمل قدرات علمية وفنية وشهادات بامتياز وطموحاته في التطوير لقدراته وإثبات تميزه في مجالات انجازاته تدفعه الى السير في هذا المجال وتطويع قدراته الفنية والعلمية لخدمة وطنه ومجتمعه. والسؤال: هل من الأفضل إتاحة الفرصة لأصحاب القدرات العلمية المميزة للتطوير وإفادة أنفسهم ومجتمعهم أو نقول يكفي ما وصلتم إليه من علم واحتفظوا بما لديكم لأنفسكم؟. إن واقعنا يفرض علينا التطوير العلمي والتقني وتشجيع البحث والابتكار لكي نقوم بأقل الواجبات لوطننا ومواطنيه من خلال افساح المجال لتطوير القدرات وتشجيع أصحاب المهارات حتى لا نكون اتكاليين فالأعمال الفنية والمهنية في وطننا تنفذ 90% منها بواسطة أيدٍ أجنبية بينما السياسة التعليمية في مملكتنا الحبيبة قائمة منذ أن أسسها المغفور له الملك عبدالعزيز على تشجيع العلم وتطوير القدرات العلمية ويبقى علينا كمواطنين أن ندرك أبعاد هذا التوجه ونعمل من أجل تحقيقه من منطلق الوطنية والابتعاد عن المجاملة والمحسوبية والانانية وحب الذات والتسلط وكبح طموح أصحاب القدرات في التطوير فالعمل أمانة والأمانة واجبة الاداء فتشجيع القدرات والمواهب وتطويرها مطلب وطني من كل شخص عنده وطنية يعمل لوطنه بكل أمانة واخلاص. ويعلم الجميع أن تقدم الشعوب ينبع من مجهودات أبنائها المخلصين والاخلاص للوطن هو العمل بأمانة وتفاني في الأداء والتطوير دون النظر الى العناصر الخاملة أو مثبطة العزائم وأن يكون الانتاج والوقت هو المعيار في التميز وتشجيع القدرات المميزة وتطويرها وقبول الآراء والمناقشة واتاحة الفرصة للأفكار التطويرية ورفع روح الحماس والتنافس الشريف في أعمال الابتكار والتعامل مع متطلبات التطوير بجدية والاستفادة من كل جديد يؤدي الى رفعة الوطن وتطوير القدرات الوطنية علمياً وعملياً طلبا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القدرات الوطنية تقنياً وفنياً وتغليب خدمة الوطن ومواطنيه على الاعمال الخاصة فإذا كنا كذلك من التوجه والعطاء فسوف نحقق الاكتفاء الذاتي ونصبح قدرة علمية وعملية مؤثرة في هذا الكون المترامي الأطراف بإذن الله ونرجو من الله التوفيق والسداد.