في مثل هذا اليوم من عام 1918 ولد الزعيم والرئيس المصري جمال عبدالناصر في إحدى مناطق الإسكندرية لأبوين من صعيد مصر. تربى مع عائلته في ظروف صعبة إلى حد كبير ولكنه تمكن من الالتحاق بالكلية الحربية لدراسة العلوم العسكرية وذلك بعد توقيع اتفاقية سنة 1936 التي سمحت لأبناء الطبقات الفقيرة من المجتمع أن ينضموا لهذه الكلية. ولعل مثل هذه الظروف الصعبة كان لها أثر كبير في حياته وقراراته بعد ذلك، لقد منحته مثل هذه الظروف القوة والصبر على تحمل الشدائد. وكأي مواطن مصري، ناهيك عن كونه عسكرياً، لم يرض عن حال البلد في ذلك الوقت، تلك الفترة التي كان الشعب المصري يرضخ تحت وطأة المحتل البريطاني وفساد الملكية العثمانية في نفس الوقت، الأمر الذي دعاه هو ومجموعة من زملائه الضباط أن يكونوا ما سمي بعد ذلك بتشكيل الضباط الأحرار لمحاولة إصلاح النظام والإصلاح من حال الشعب المصري في ذلك الوقت. بعد ذلك بدأت مشكلة فلسطين تلوح في الأفق، تلك القضية التي ألهبت المشاعرالعربية منذ بدايتها، وقد شارك الرئيس عبدالناصر في حرب 1948 كأحد ضباط الجيش المصري حيث أدى اشتراكه في الحرب إلى زيادة وعيه وإدراكه بالقضية. أدت هزيمة الجيش في حرب 1948 إلى اندلاع الثورة المصرية ، تلك الثورة التي كانت بداية عهد جديد لدولة مصر، وبعد الإطاحة بالنظام الملكي عُين الجنرال محمد نجيب كأول رئيس لمصر بعد إعلان كونها جمهورية عربية، كان ذلك عام 1953. جدير بالذكر أن الثورة لم تتخذ طابعاً اجتماعياً وسياسياً إلى جانب الشكل العسكري إلا على يد الرئيس جمال عبدالناصر عندما خلف الرئيس محمد نجيب، فقد أخذ الرئيس جمال عبدالناصر على عاتقه إصلاح الوضع الداخلي في البلاد بما يعود بالنفع على الشعب أولاً، لذلك كانت له كثير من الإصلاحات خاصة في المجال الزراعي حيث قام ببدء مشروع السد العالي، وعندما أراد الغرب إخضاعه والسيطرة على البلاد من خلال إغراق مصر بالديون بهدف تمويل مشروع بناء السد العالي قام الرئيس عبدالناصر بإصدار أوامره بتأميم شركة قناة السويس وتحويلها إلى شركة مساهمة مصرية. وكان ذلك حتى تتمكن مصر من تمويل السد بمجهودها الذاتي. كانت القومية العربية والوحدة بين البلدان العربية من أهم الأهداف التي سعى إليها الرئيس عبدالناصر، ولعل هذا ما جعله يحظى، وفي المقام الأول، بشعبية كبيرة على المستوى الخارجي وبين البلدان العربية كما حقق مكانة مرموقة عند ملوك ورؤساء العرب. ولم تكن تلك الشعبية في العالم الخارجي فقط، ولكن الشعب المصري كان يكن له الحب والاحترام. ولعل أكبر دليل على ذلك هو موقف الشعب المصري من قرار استقالته إثر هزيمة مصر أمام العدو الصهيوني في حرب 1967، حيث عارض الشعب هذا القرار وأصر على أن يبقى عبدالناصر في حكم مصر. عمل بعد ذلك عبدالناصر على إعادة بناءالجيش المصري، واستمر في ذلك حتى وفاته في عام 1970.