عندما يشاهده الزوار ينتحون عنه جانباً معتقدين أنه من المحتاجين لأنه لا يجلس في مكانه كثيراً فهو يتنقل من مكان إلى آخر، وما أن يشرع المؤذن للصلاة ينهض قائماً لأدائها مع زملائه «الفلاحين» من الجهة المقابلة لموقعه.. يجيد حسن الإنصات للآخر.. يقدم إجاباته وهو يضحك بأسلوب لا يخلو من السخرية.. يهوى المزاح من العيار الثقيل وهو لا يرغب أن يساعده أحد ومقتنع برأيه فقط ويلبس نعلين بلونين ويمنحك صورة فوتوغرافية معه بعشرة ريالات. إنه المسن إبراهيم العلي العبدالله السعد القرعيط «94» عاماً أحد أكبر المشاركين مع جناح القصيم في الجنادرية «19»، والذي يتخذ شعار «ألا ليت الشباب يعود يوماً لأخبره بما فعل المشيب» «شواطئ» التقت أبو علي داخل دكانه في الجنادرية والذي يعمل فيه بمهنة «الخوصيات» والتي يعمل منها السُفر والحصيد والمماضر والنعال ويقول إن بدايته مع الجنادرية كانت مع «الفلاحين» وغاب عنها عاما واحداً بسبب سقوط «القليب» الذي يجلب منه الماء. يعيش إبراهيم القرعيط في القصيم لوحده وأبناؤه الثلاثة علي ومساعد وصالح يقيمون في الرياض وعن سبب عدم إقامته معهم يقول أنا رجل كثير المشي وأرعى الأغنام وأحب البيع والشراء وجميع أصدقائي في القصيم ويضيف أبو علي أن ابنتين وولدين من أبنائه قد توفوا وهم صغار أما زوجته فقد توفيت منذ «35» عاماً وهو الآن غير متزوج، إلا أنه خطب ثماني نساء ورفضنه لطلبهن مالاً كثيراً للمهر. وعن نعليه الأسود والبني الذي يرتديه أبو علي يقول أنا في الأساس لا ألبس نعال ولكن قدمت هدية ولا أعلم أنها بلونين. ويضيف القرعيط أن من أعز أصدقائه حالياً إبراهيم محمد القعيد والذي يشاركه في نفس الجناح ويصغره ب«12» عاماً ويعتبره أحد أبنائه و يقول إنهما اشتغلا سوياً في الحطب. وعن أخوته يشير أبو علي وهو أحد أكبر المشاركين في الجنادرية أنهم توفوا جميعاً إلا إحدى أخواته وهي كبيرة في السن وتصغره سناً. وحينما سألناه هل يعرف الإنترنت؟ رد أبو علي قائلاً: ماذا تقول لا أعرفها ولا أريد أن أعرفها قالها غاضباً. ولا أستخدم الجوال ولا أشاهد التلفزيون؟ وحول سؤالنا له عن مشاركته في العرضة مع جناح القصيم؟ رد أبو علي قائلاً: لأني «مزيون» وأخاف من العين قالها ضاحكاً ولذلك لم أشارك في العرضة.