"مصير الحي يتلاقى ولو بعد حين" هذا المثل الشعبي تحقق مع المواطنة روضة التي التقت أخيها سالم الإماراتي الجنسية 65 عاما ولأول مرة يجمع الله عز وجل روضة وهي من أب إماراتي بأخيها الأصغر منها وكانت الجنادرية هي من شهدت هذا الحدث الفريد وخصوصا في جناح الإمارات بل وتعرفت روضة على أخت لها لم تعلم عنها وهي تعيش في الإمارات حاليا ونفس الوقت تعرف سالم على أخته روضة والتي لم يسمع بها عن والده حيث أبلغه والده أن له أختاً اسمها بشرى وأخوين خميس وعقاب غادرا الإمارات بعد طلاق والدتهم متجهين للمملكة ويشاع أنهم يعيشون في مدينة الرياض. مصادفات غريبة وقد لا تصدق ولكنها الإرادة الإلهية التي جمعت الأخوة بعد 70 عاما من الفرقة. وبداية تحدثت روضة وهي من أب إماراتي قائلة جئنا للمملكة وعمري 3 سنوات تقريبا وذلك بعد زواج والدتي ولم يعلم والدي بأن له بنتا اسمها روضة حيث طلق والدتي وهي حامل بي وانقطعت الأخبار بعد أن وصلنا للرياض مع والدتي وإخوتي بشرى وخميس وعقاب ورحلنا الى مكة لفترة طويلة ثم عدنا للرياض وكانت والدتي التي توفيت قبل 12 سنة تحكي لنا أن لنا أخاً من والدنا ويقال إنه رحل الى البحرين وحاولنا السؤال عنه ولم نحصل على أية معلومات تدلنا عليه فقط نعرف أننا قدمنا من رأس الخيمة في ذلك الوقت وكان أخي خميس توفي قبل 20عاما فيما توفي أخي عقاب قبل 3 سنوات . وقبل يومين توجهت وبناتي وأحفادي لزيارة الجنادرية وعندما جئنا لجناح الإمارات حنّ قلبي للحرف اليدوية وجلست على الدكة لمشاهدة الحرفية وخصوصا مهنة صناعة القرقور وهو الشبك المخصص لصيد الأسماك حيث كانت تلك مهنة والدي حسب كلام والدتي. وتضيف ل(الرياض) وهي تحكي أغلى لقاء في حياتها أديت صلاة العشاء في جناح الإمارات وبدأت احكي لبناتي وأحفادي مهنة جدهم وكان أحد العاملين يتحدث معي عن علاقتي بالإمارات فشرحت له أن والدي من الإمارات وقد فقدته وفقدت أحد أخوتي فقال لي هذا الرجل من رأس الخيمة وقد يفيدك وعندما طالعت سحنته قفز قلبي فرحا وكأن أخي عقاب الذي توفي أمامي توجهت إليه وتحدثت معه وبعد أن عرفت أنه أخي حيث سأل عن أختي بشرى فقلت له توفيت وعن عقاب فأخبرته بأنه توفى ولم أتمالك نفسي من البكاء وتجمهر علينا الناس وعجزت عن تحمل الموقف فغادرت الجنادرية وفي اليوم الثاني جئت إليه وسلمت عليه وجلست معه وتأكدت أنه أخي والذي فاجأني أيضا بأن لي أختاً من والدي تعيش بالإمارات وتحدثت معها هاتفيا تلك المشاعر لن أنساها ولن روضة تنمهر بالبكاء عقب لقاء أخيها سالم أنسى فضل الله ثم فضل الجنادرية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين والتي أعادت لي أخي وأختي بعد 70 عاما وحاليا أنا متزوجة ولدي 9 من الأبناء والبنات ولديهم أبناء وأحفاد. وهنا انتقلت (الرياض) للمواطن الإماراتي راشد والذي قال هذه المرة الثانية التي أزور فيها المملكة مرة للحج قبل سنوات وهذه المرة وكنت اعتذرت وأصر رئيس البعثة على مشاركتي وعندما قابلت أختي عرفت أن الله تعالى أراد لي المشاركة ليجمعني مع أختي التي لم أكن اعلم عنها وكنت اعلم بأختي بشرى وأخي عقاب وبهذا تعرفت على أخت أخرى من والدي لم اكن اعرف عنها شيئا وهي تعرفت على أخت لها من والدها لم تكن تعلم عنها وكنت عملت في البحرين صيادا لقرابة 15 سنة ثم عدت لرأس الخيمة وعملت نوخذة وبعد التقاعد عدت للعمل مستخدما في أحد المدارس في رأس الخيمة ولدي 15من الأولاد والبنات وسنجتمع قريبا بمشيئة الله لنتعرف ويتعرف أبناؤنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا على بعضهم البعض وجزى الله ملك الإنسانية خيرا والذي جعل الجنادرية ملتقى للزوار والمشاركين من دول مجلس التعاون وأثمر عن تعرفي على أختي وتعرفها على أخيها وأختها وتلك نعمة من نعم الله على هذه البلاد بأن تكون ملتقى خير وتواصل رحم فله منا الدعاء والشكر.