يشهد جناح منطقة القصيم المشارك بمهرجان الجنادرية لهذا العام في دورته التاسعة والعشرين إقبالا كبيرا من الزوار الذين يحرصون على التعرف بتراث هذه المنطقة الزاخر المتناغم مع عبق الماضي الأصيل والممزوج بحداثة الحاضر حيث يعتبر أهالي تلك المنطقة من أكثر سكان المملكة تمسكاً بتراث منطقتهم ومن أكثرهم محافظة علية حتى وقتنا الحالي. ويشاهد زوار جناح منطقة القصيم نموذجاً لقصر القصيم (قصر الحكم ببريدة)، والذي أنشئ عام 1280ه، وكان القصر مكان الحكم الإداري في المنطقة عبر مختلف العصور إلى غاية عام 1373ه، وفي عام 1376ه تدمر القصر بفعل السيول التي اجتاحت بريدة في ذلك العام. قصر الحكم وبرج الشنانة وصخرة عنترة من المعالم الحاضرة في جناح المنطقة كما يشهد الزائر نموذجاً لبرج الشنانة بمحافظة الرس والذي وقعت عنده احدى معارك الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له ، وهو من المعالم الأثرية بمنطقة القصيم ومازال قائماً إلى الآن. إلى ذلك بين محمد سليمان الضالع رئيس وفد منطقة القصيم المشارك بمهرجان الجنادرية 29 أنه في هذا العام حاولوا التسويق لمنطقة القصيم من مناحي عدة، من الناحية التراثية بوجود سوق المسوكر، وسوق المجلس بالمذنب، وقرية الخبراء التراثية، والتسويق للقصيم الزراعية من خلال أكبر مزرعة نخيل في العالم، وإقامة معرض للنخلة، والتسويق للقصيم السياحية وذلك بعرض روزنامة المهرجانات السياحية بالمنطقة، حيث في كل شهر مهرجان، بالإضافة إلى التسويق للقصيم الحضارية عبر أبرز المعالم الحضارية بالمنطقة، وتسويق إنسان منطقة القصيم ضمن خطط مدروسة، حيث تم هذا العام التسويق لشخصيتين، وهما النحات علي الجاسر والمخترع صالح الغضية، إضافة لتسويق الحضارة والثقافة والعلماء بمنطقة القصيم. الجلديات وصناعة الأحذية وأضاف الضالع أن الحرف اليدوية المشاركة في جناح منطقة القصيم عبارة عن 17 حرفة، أبرزها صناعة الأحذية الجلدية، وخرازة الروي، النجار والحداد والنحات على الخشب، بالإضافة إلى صناعة الألعاب الشعبية للأطفال، وفي داخل قصر القصيم هناك 9 أقسام مختلفة، و12 معرضا موجودة في قسم المعارض، ومحلات بيع الشعبيات القصيمية، بالإضافة إلى مجسم في منصف الجناح للكليجا، وهي الأكلة الأشهر في منطقة القصيم، وصخرة عنترة الموجودة من العام الماضي، بحكم أنه أحد أبناء منطقة القصيم، والفنون التراثية والغنائية والرقصات الشعبية. ومن ضمن الأقسام المعروضة داخل قصر القصيم قسم خاص لسوق المسوكر أو المسكوف بعنيزة، ويحتوي القسم على مجسم صغير للسوق، وهو أحد الأسواق التراثية بالمنطقة الذي يتخطى عمره ال 500 سنة، وقد جدد بإشراف المؤسسة العامة للسياحة والآثار قبل خمس سنوات تقريباً، كما يقول المشرف عمر عبدالعزيز العقيل المشرف على جناح السوق. وأضاف العقيل أن السوق يحتوي على جناح يسمى القيصرية، وهي منطقة خاصة للنساء في السوق، كما أن هناك رواقا للحرفيين ومجلس الضيافة في السوق، ويعرض القسم بعضا من صور الفعاليات المقامة بالسوق، الذي يعمل على مدار السنة من بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء. كما يوجد داخل قصر القصيم قسم خاص لسوق المجلس التاريخي بالمذنب والذي يبلغ عمره أكثر من 400 سنة، ويقول المشرف العام على القسم محمد علي العبودي ان فكرة القسم ربط التراث التاريخي بالحاضر، حيث يعرض في البداية صورا عن السوق القديم قبل الترميم، وبعد أن تبنت بلدية المذنب فكرة مشروع الترميم للسوق ونجحت في ذلك، مما جعل الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمم هذه الفكرة على جميع مناطق المملكة، ورأت بأنه لا بد من الحفاظ على المواقع التاريخية، ومازال السوق موجودم ويعمل الآن في المذنب، وهناك محلات تراثية في السوق تحتوي على قطع أثرية يصل عمرها ل 100 عام، كما يوجد في السوق جلسة ضيافة مفتوحة يومياً من بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء، يجلس بها كبار السن ويتجاذبون فيما بينهم أطراف الحديث. مجسم الكليجا كما أن هناك قسما لقرية الخبراء التراثية داخل قصر القصيم، ويشرح صالح المسلم المشرف الإعلامي لقسم قرية الخبراء التراثية بجناح منطقة القصيم عن القرية، حيث يرجع تاريخها لعام 1115ه، وسميت بالخبراء لأنها مكان تجمع للأمطار والمياه الفائضة من وادي الرمة، والذي يعتبر أكبر واد في الجزيرة العربية، وتقع في منتصف منطقة القصيم، وكانت الناس تسكن حولها لتجمع المياه فيها، ومع مرور الزمن هجرة القرية لمدة 28 سنة، وجاءت فكرة إعادة إنشائها وأعمارها عن طريق البلدية وهيئة السياحة، ومازالت القرية في مرحلة إعادة الاعمار لتصبح بلدة سياحية في منطقة القصيم، وتقام فيها من وقت لاخر فعاليات متنوعة، وهناك فكرة لإنشاء فندق سياحي في القرية بإشراف من هيئة السياحة والآثار. كما يوجد في قصر القصيم قسم لمعرض النخيل والتمور، يعرض فيه كل إنتاجيات النخيل من تمور ودبس ومشغولات يدوية، كما يعرض صورا لأكبر مزرعة نخيل في العالم، ورسوما بيانية عن تطور أعداد النخيل في المملكة، كما يعرض في القسم 45 نوعا لأصناف التمور، و70 نوعاً في لوحة جدارية، بالإضافة إلى جناح للنحات والفنان التشكيلي علي حمود الجاسر في قصر القصيم، يعرض من خلاله مجموعة من أعماله الفنية المنحوتة يدوياً، وجناح خاص للمخترع صالح يوسف الغضية، يعرض من خلاله 16 اختراعا قام بتصميمه من إجمالي اختراعاته التي تجاوزت ال 60 اختراعا، من أبرزها زيت مركب طبيعياً 100% يقضي على أكثر مشاكل شعر المرأة، أخذ منه 10 سنوات لينجزه، بالإضافة إلى مكيف صحراوي بدون أملاح وبدون قش واقتصادي في الكهرباء والمياه. كما تشارك في الجناح فرقة عنيزة للفنون الشعبية للمرة التاسعة والعشرين، ويقول صالح الفراج رئيس دار عنيزة للفنون الشعبية ان الفرقة تشارك بالعرضة السعودية والسامري والحوطي والناقوز، بالإضافة إلى بعض الفنون الخفيفة والسريعة الطربية، والفرقة مكونة من 30 شخصاً، تبدأ مشاركتهم من العصر إلى قبل صلاة العشاء بثلث ساعة، ثم تعود من بعد صلاة العشاء إلى غاية الساعة 12 ليلاً، ولفت الفراج النظر إلى أن أكثر ما يطلبه الزوار هو الأغاني الخفيفة الراقصة. وفي الحرف اليدوية تبرز مهنة الخراز الذي يعمل في الجلديات ويصنع الأحذية بها، ويقول محمد الجمهان الذي يمارس هذه المهنة منذ ما يقارب ال 35 سنة، ان العمل لإنتاج الجوز الواحد من الأحذية يحتاج وقتاً طويلاً يصل إلى أيام، وأحياناً يأتي الجلد جاهزاً ولا يحتاج إلا إلى تربيط ويأخذ نصف ساعة فقط. وأشار الجهمان إلى أنه يمتهن هذه المهنة منذ أن كان عمره 15 سنة، ويمتلك محله الخاص في القصيم في سوق الحرف اليدوية المشرف عليه من قبل هيئة السياحة، موضحاً أن الاختلاف في سعر الأحذية التي يبيعها عائد إلى الاختلاف بنوعية الجلد المستخدم في الصناعة، فالرخيص هو المصنوع من جلد الأبل ويصل سعر الجوز إلى 50 ريالاً، والغالي مصنوع من جلد العجل ويصل سعر الجوز إلى 300 أو 250 ريالاً، لكنها تعيش عمراً أطولاً من غيرها. بالإضافة إلى صناعة الخوصيات المصنوعة من سعف النخل، والتي يعرف من يعمل بها بالخواص، ويقول سليمان الضالع بأنه لا يزال هناك من يمتهن هذه المهنة إلى يومنا الحالي، وتستغرق صناعتها وقتاً طويلاً، وإذا كان الخوص جاهزاً فيتم صناعة قطعة واحدة في يوم كامل. قصر القصيم برج الشنانة النحات الجاسر أمام أحد مجسماته شرح أمام مجسم لقرية الخبراء