لا يكون الإبداع عثرة على صاحبه، ولا يكون محل نقص، بل يجب أن يكون مصباحاً يضيء أمام المميزين، فعندما تكون مبدعاً في عملك ومجال نشاطك، فلا تلتفت إلى صراخ الناعقين الذين يسوقون السراب والأوهام والانكفاء وخيبة الأمل ولا يهمك «فإن القافلة تسير..»، وليكن ذلك دافعك للتزود بالقوة والعزيمة والمثابرة لتطوير أدائك في العمل أو في نشاطاتك.. فلا تنظر إلى الخلف وتسلح بالطموح والاجتهاد والاستمرار في تحقيق مرادك، فإن أعداء النجاح فاقدون البصر والبصيرة ليس لهم هم أو هدف سوى قذف الأشجار المثمرة!! ولا يخلو مجتمع أو مؤسسة أو شركة أو جهة من القابعين في زوايا الكسل والوهن والفشل فهم أخطر فئة تحارب المبدعين والمجتهدين الذين يتنافسون في ميادين العطاء والعمل الدؤوب، وأما هؤلاء الفاشلون فليس لهم وجود في عالم الإبداع والطموح، ولا يهمهم سوى ملاحقة الناجحين بالإيذاء والتشويش وجرهم إلى هاوية الفشل التي يرتعون فيها. ولكن كم هو ذلك النقد البناء والهادف الذي يخرج من قلب صادق محب للخير، لا ينبغي سوى الدعوة للتقويم والتطوير والإصلاح لا للإفساد، ما أحوجنا لقيم الشفافية والإيجابية والتمسك بأسس ومقومات النقد البناء الذي يتناول مواضيع قد يستفيد منها الجميع على السواء دون الإساءة للآخرين والحيادية في الموضوعية، وتناول العبارات الرفيعة، ذلك هو الشعور المتبادل الذي لا يفسد للود قضية. ان هؤلاء الحاقدين الموتورين.. أعداء النجاح قد تناسوا أن الله سبحانه وتعالى قد قسم الرزق على خلقه بالتساوي ودبره بعلمه وحكمته بالعدل.. أما علموا أن الطير الصغير يأكل شيئاً مع النسر، وان السمك الصغير يأكل مع الحوت الكبير، ومهما نقشوا الصخور العاتية وصالوا وجالوا لا يأخذون آلا ما قسم الله لهم، ألم يتدبروا بآيات الله الكريمة التي تحث على الطمأنينة في كسب الرزق، فقد صاغ الأدباء والحكماء في هذا الموضوع وسطروا أحسن القوافي والنظم ليطمئن هؤلاء أعداء النجاح في هذه الأبيات الجميلة: عليك بتقوى الله إن كنت غافلاً يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري فكيف تخاف الفقر والله رازقٌ فقد رَزق الطير والحوت في البحر ومَنْ ظَنَّ أن الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئاً مع النسر تزول عن الدنيا فإنك لا تدري إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر فكم من صحيح مات من غير علةٍ وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر وكم من فتى أمسى واصبح ضاحكاً واكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري فمن عاش في الدنيا فإنه زائل فلا بد من يومٍ يسير إلى القبرِ