وزير الحرس الوطني يحضر عرضاً عسكرياً لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الوطني الكورية    وزير الحرس الوطني يصل جمهورية كوريا في زيارة رسمية    ترمب يتحدث عن وجود تزوير في فيلادلفيا.. والمدعي العام ينفي    السعودية تتقدم عالمياً في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة مضاوي بنت تركي    «المالية»: 309 مليارات ريال إيرادات ميزانية الربع الثالث.. و«غير النفطية» تصعد 6 %    التعاون يواجه ألتين للتمسك بالصدارة في «آسيا 2»    الجبلين يتغلّب على نيوم بهدف في دوري يلو    الاتفاق يتغلب على القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج    «التعليم»: تدريس اللغة الصينية بما يعادل مدة الابتعاث    تنفيذ حكم القتل تعزيراً في أحد الجناة بمنطقة المدينة المنورة    آل الشيخ في مؤتمر «cop29»: تنوع الثقافات واحترام خصوصية كل ثقافة.. مطلب للتعايش بين الشعوب    «الحسكي».. مكونات سياحية بمحمية الإمام تركي بن عبدالله    مجلس الوزراء يقر إطار ومبادئ الاستثمار الخارجي المباشر    سان جرمان وبايرن يسعيان للعودة إلى سكة الانتصارات    بيولي: النصر يستهدف اللقب الآسيوي    مشروع رؤية 2030.. أول الغيث    9146 ريالا زيادة سنوية بنصيب الفرد من الناتج المحلي    الحوادث المرورية.. لحظات بين السلامة والندم    الزائر الأبيض    ازدهار متجدد    تبكي الأطلال صارن خارباتي    سلام مزيف    فلسفة الألم (2)    الممارسون الصحيون يعلنون والرقيب لا يردع    د. الذيابي يصدر مرجعًا علميًا لأمراض «الهضمي»    انقطاع نفس النائم يُزيد الخرف    القيادة تهنئ رئيسة مولدوفا    المنتخب السعودي .. وواقعية رينارد    Apple تدخل سوق النظارات الذكية لمنافسة Meta    أول قمر صناعي خشبي ينطلق للفضاء    إلزام TikTok بحماية القاصرين    أداة لنقل الملفات بين أندرويد وآيفون    محمية الغراميل    اتفاقية بين السعودية وقطر لتجنب الازدواج الضريبي.. مجلس الوزراء: الموافقة على الإطار العام والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    ثري مزيف يغرق خطيبته في الديون    الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً    الاحتلال يواصل قصف المستشفيات شمال قطاع غزة    معرض سيتي سكيب العالمي ينطلق الاثنين المقبل    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    يا كفيف العين    اللغز    خبراء يؤيدون دراسة الطب باللغة العربية    رأس اجتماع مجلس الإدارة.. وزير الإعلام يشيد بإنجازات "هيئة الإذاعة والتلفزيون"    عبدالوهاب المسيري 17    15 شركة وطنية تشارك بمعرض الصين الدولي للاستيراد    الصناعة: فوز11 شركة برخص الكشف بمواقع تعدينية    همسات في آذان بعض الأزواج    وقعا مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري.. وزير الدفاع ونظيره العراقي يبحثان تعزيز العلاقات الدفاعية وأمن المنطقة    X تسمح للمحظورين بمشاهدة منشوراتك    فالنسيا تعلن فقدان أثر 89 شخصاً بعد الفيضانات في إسبانيا    تأثيرات ومخاطر التدخين على الرؤية    التعافي من أضرار التدخين يستغرق 20 عاماً    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل المصري    أبرز 50 موقعًا أثريًا وتاريخيًا بخريطة "إنها طيبة"    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة مضاوي بنت تركي بن سعود الكبير    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    كلمات تُعيد الروح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهل العلا جبلوا على حب العلم منذ القدم
مدرسة العلا التحضيرية أول مدرسة نظامية في مطلع السبعينيات تركت الفتاة «الشنشورة» واتجهت للتعليم
نشر في الجزيرة يوم 15 - 06 - 2003


حلقات أعدها وصورها طلال حميد البلوي
في هذه الحلقة سوف نحدثكم عن التعليم بالعلا، الذي هو قديم قدم تاريخها ويوضح ذلك ما وجد من كتابات ونقوش على الجبال، كما سنتطرق إلى الإدارات الحكومية القديمة.
لم يعرف تاريخ محدد للتعليم في العلا ولكننا سنبأ حديثنا عن التعليم بالعلا من الكتاتيب.
الكتاتيب في العلا
الكتاتيب جمع كتاب يقوم بها فرد أو أفراد في المسجد أو البيت لتعليم مجموعة من الأبناء القراءة والكتابة والقرآن الكريم والخط وشيء من أمور الدين وشيء من الحساب وكان في العلا مجموعة من هؤلاء الناس قاموا بهذه المهمة في المساجد أو البيوت.
الأدوات التعليمية في الكتاتيب
كانوا يكتبون الدرس على ألواح من الشخب معدة لهذا الغرض وهو بمثابة كراس للطالب حالياً، يكتبون عليها بأقلام من البوص وبعد حفظ الدرس وإتقانه يغسل اللوح بالمدر «وهو نوع من الطين لونه بين الصفرة والإخضرار يتواجد في أماكن خاصة يعرفها الناس».. كما يكتبون بالطوب وهو نوع من الطين يتكون في المستنقعات التي تتجمع من جراء الأمطار والسيول يأخذونه بعد أن يجف الماء وهو ناعم الملمس سهل الحركة على اللوح، ويستعملون مع البوص حبراً أسود يصنعونه محلياً كما استخدموا أعواد من شجر الخوخ وريش بعض الطيور.
وكان التلاميذ يدفعون أجراً عينياً على قدر استطاعتهم، فهذا يدفع له حزمة من الحطب وهذا يقدم له شيئاً من التمر عند حصاد «جداد» النخل وذلك يقدم له شيئاً من القمح أو الشعير عند الحصاد، وهذا يقدم له شيئاً من الخضار ويؤدي البعض قرشاً أو نصف قرش في الأسبوع ممن يملكون النقود. كما يقوم التلميذ بتقديم ز كاة الفطر التي تخصه إلى معلمه.
التعليم النظامي
ثم بدأ بعد ذلك التعليم النظامي في العلا والتعليم النظامي بدأ في العلا في وقت مبكر جداً وذلك بعد المسيرة الطويلة في الكتاتيب والتي استغرقت مدة من الزمن وعلى فترات متقطعة تقريباً وبعد ذلك بدأ الناس يعرفون قيمة التعليم وأهميته حيث كان الرجل يأتيه خطاب من مكان ما فيبحث طويلاً عمن يقرأ له الخطاب!!. عندئذ تقدم الأهالي بطلب افتتاح مدرسة من الحكومة تتولى تعليم الأبناء وتم افتتاح أول مدرسة حتى الثالثة الابتدائية تدرس بالإضافة إلى القرآن الكريم والقراءة والكتابة مواد أخرى بسيطة وكان التعليم فيها مجاناً باللغة العربية وكانت في بيت بسيط متواضع فلما زاد عدد الطلاب فيها انتقلت إلى دار أخرى أكبر نسبياً يدعى بيت الشيخ صالح.
في حلول عام 1349ه وعندما أرسى المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - أسس دعائم النهضة التعليمية الحديثة بدأت أول مدرسة في العهد السعودي للتعليم الابتدائي وسميت مدرسة العلا التحضيرية، واتسمت بعدة أسماء وانتقلت في عدة مبانٍ وتعرف اليوم بمدرسة عبدالرحمن بن عوف وتقع عند مدخل العلا الشمالي، ثم توالى بعد ذلك افتتاح العديد من المدارس و تزايدت أعداد الطلاب الشيء الذي رأت معه الوزارة أهمية افتتاح إدارة للتعليم في محافظة العلال وتم ذلك في عام 1402ه.
الإدارة في المدارس القديمة
الإدارة المدرسية.. تتكون من مدير المدرسة والمعاون والمراقب ثم بقية المدرسين وقد وجدت وظيفة المعاون بعد أن كثر عدد الطلاب وتعذر على المدير القيام بكل الأعمال لوحده نظراً لزيادة عدد فصول المدرسة. وهو ما يسمى اليوم بالوكيل، مع ملاحظة أن المدير والمعاون والمراقب عندهم بعض الحصص بالإضافة إلى عملهم في الأعمال الإدارية.
والمدرس كان يقوم بتدريس نصاب كامل يصل إلى أربع وثلاثين حصة ثم صارت اثنتين وعشرين حصة إلى أن أصبحت أخيراً أربعاً وعشرين حصة في الوقت الحاضر.
الفسح في المدارس القديمة
وكانت هناك فسحتان الأولى بعد الحصة الثالثة ومدتها عشر دقائق تقريباً أما الثانية فتكون بعد الحصة الخامسة ومدتها ساعة كاملة يذهب فيها التلاميذ إلى منازلهم لتناول الغداء حيث كانت تسمى فسحة الغداء ثم يؤدون صلاة الظهر في المسجد الجامع المجاور للمدرسة ثم يعودون لأخذ ما تبقى من الحصص.
العلاقة بين المعلم وطلابه
أما العلاقة بين المعلم وطلابه داخل قاعة الدرس وخارجها فهي تتفاوت بين التعاطف والنفور والرهبة أحياناً.. فمثلاً نرى التلاميذ يتحاشون المرور من الشارع الذي يمكن أن يتواجد فيه مدرسوهم أو يقابلونهم فيه خشية أن يراهم إما احتراماً لهم أو خوفاً منهم.. وعلى العموم فهي علاقة احترام متبادل وتقدير، كما أن الطالب أو التلميذ يتحاشى أن يراه المدرس وهو يلعب في الشارع أو يؤذي المارة أو يؤذي حيواناً أو يضربه أياً كان ولو كان الحيوان حماره أو غنمه لأنه لو رآه يفعل شيئاً من ذلك فسوف يعاقبه في اليوم التالي هذا إن لم يتغيب الطالب عن الدرس بسبب تصرفه ذاك إلا أن يعتذر ويتأسف على ما بدر منه وفي كل الأحوال لا بد من العقاب.
وكانت «الفلكة» وسيلة من وسائل العقاب لكل مقصر أو مهمل أو متهاون في دروسه أو كثير اللعب فيضرب على أرجله لدرجة أنه لا يستطيع المشي أحياناً ولا يستطيع الوقوف على رجليه..
والفلكة هي عبارة عن عصا متينة لها ثقبان من وسطها ولها حبل قوي يوضع في الثقبين فيدخل الطالب أرجله معاً في الحبل ثم يلف الحبل على الرجلين ثم ترفعان إلى أعلى ثم يمسك بالفلك شخصان ثم يأتي المدرس بالعصا فيضرب في باطن القدمين وبكل شدة ثم يقوم الطالب وقد تورمت قدماه ربما لا يستطيع المشي أو الوقوف. وبرغم ذلك كله لا يستطيع الطالب أن يشكو لأبيه لأنه لو اشتكى ربما يزيد الأب على قوله لابنه لو لم تكن مستحقاً لما ضربت وربما يزيده الأب ضرباً.
حتى أن بعض الآباء لو أخطأ ابنه في المنزل يأتي إلى المدرسة فيشكوه لتعاقبه المدرسة.. ومن ذلك هذه القصة:
إن أحد الطلاب ضربه المدرس فلما ذهب إلى المنزل قال لأمه لقد ضربني المدرس فأوجعني فقالت الأم تستحق ذلك وسأشكر المدرس مكافأة له، ولما حضر في اليوم التالي للمدرسة حضرت أمه وقالت الطلب المدرس ليحضر إلى حتى أشكره فأخذ الابن يصرخ ويتوسل إليها أن ارجعي إلى البيت ولن أعود حتى رجعت بعد إلحاح منه وتوسلات شديدة!!.
وآخر ضربه المدرس حتى تورمت قدماه على ذنب بسيط وربما هو مظلوم فلما ذهب إلى المنزل يسحب جسمه سحباً وعلى يديه ورجليه لعدم قدرته على الوقوف والمشي فلما وصل قال لوالده ضربني المدرس فلم أستطع الوقوف والمشي.. فرد عليه أبوه بكل برود لو لم تستحق لما ضربك.. من ذلك يتبين لنا أن ولي أمر الطالب لا يهمه ضرب ابنه ولا يغضب لذلك بقدر ما يهمه تربية وتعليم ابنه لقناعته التامة أن ضرب الابن إنما هو لمصلحته وإصلاحه.. استمر العقاب بهذا الشكل تقريباً حتى عام 1376ه تقريباً ثم بدأ يقل العقاب البدني نسبياً إلى أن صدر أمر وزارة المعارف فيما بعد بمنعه.
وبالطبع كانت هناك آثار سلبية من جراء الضرب.. فقد تسبب في هروب بعض الطلاب وعزوفهم عن التعليم في ذلك الوقت وزعزعت شخصية الطالب وفقدانه للثقة بالنفس.
أما التعليم في العلا اليوم فقد تطور تطوراً كبيراً وحظيت العلا بعدد من المباني الحكومية منها ما تم الانتهاء منه وآخر لا يزال العمل به جارياً.
كما افتتحت مدرسة للتربية الفكرية وبرامج للتربية الخاصة، وزودت عدد من المدارس بمراكز لمصادر التعلم وشبكات للحاسب الآلي، كما افتتح مركز للتدريب لا يكاد يمر أسبوع في العام إلا وبه العديد من البرامج التدريبية والدورات واللقاءات التنشيطية للمعلمين في شتى التخصصات، كما تحظى الأنشطة الطلابية باهتمام كبير من قبل إدارة تعليم العلا وتقام العديد من الرحلات والزيارات العلمية والكشفية والفنية والاجتماعية.
ويقوم الطلاب برحلات علمية وكشفية إلى المواقع الأثرية بالعلا ويتم توجيههم إلى أهمية المحافظة على الآثار.
ويذكر مشرف النشاط العلمي بإدارة تعليم العلا الأستاذ يوسف محمد العرادي بأن طالبين من العلا قد حققا المركز الأول على مستوى المملكة في الابتكارات العلمية وهما: الطالب نايف صالح عودة البلوي بمشاركته في فكرة المجفف الشمسي للتمور الذي تتلخص فكرته باستخدام الطاقة الشمسية لتسخين الهواء والاستفادة من تيارات الحمل - تصاعد الهواء إلى أعلى عن طريق مضخة، وكذلك الطالب كمال المرواني الجهني بفكرته لسلم الطوارئ وهو عبارة عن سياج حديدي أو ألمونيوم يوضع على شبابيك الأدوار العليا ولا سمح الله لو حصل حريق يتحول هذا الحاجز إلى سلم فيصبح كمخرج طوارئ، وأضاف «العرادي» يمكن للطلاب زيارة موقع على الإنترنت يحمل عنوان «ابتكارات الطلاب العلمية ليستفيدوا من الأفكار التي وصل إليها زملاؤهم الطلاب في مختلف أرجاء مملكتنا الحبيبة.
معاناة إدارة التعليم العلا
تعاني إدارة التعليم بالعلا حالياً من عدم وجود مبنى حكومي للإدارة، كما تعاني من نقص حاد في السيارات والباصات فكم من مرة يتعطل «الباص» بالطلاب أثناء رحلاتهم أو إيصالهم إلى أقرب مطار وهو مطار المدينة المنورة والذي يبعد نحو 800 كم ذهاباً وإياباً.
تعليم الفتاة
تعليم البنات لم يكن للبنات في السابق نصيب في التعليم حيث كانت البنت مسؤولة مع والدتها عن الأعمال المنزلية أو رعي الأغنام أو الأعمال الخاصة بسعف النخل «الشنشورة» وهي صناعة المراوح اليدوية «والمناسف والقفاف والمكاتل» وخلافها مما يهم الأسرة وتحتاج إليه كما كانت عاملاً مساعداً في جني المحاصيل الزراعية مع أسرتها وتهيئة الحبوب وإعداد الطعام وخلافه إلا أن البنت بدأت تطلع إلى التعليم وتتعطش إليه وفي السبعينات تقريباً انضمت الفتيات إلى مدرسة للبنين وهي مدرسة المنشية وانتظمت في البداية طالبتان وكانتا تجلسان داخل مدرسة البنين وخصص لهما جدول خاص بهما كذلك: ثم بدأ الأهالي يطالبون بافتتاح مدرسة خاصة للبنات ومع الإلحاح والطلب المتزايد وتزايد عدد البنات الراغبات في التعليم والدراسة تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية للبنات في محافظة العلا عام 1382ه سميت بالمدرسة الأولى للبنات بالعلا.
واستحسن جميع الناس تقريباً ذلك ورغبوا في إلحاق بناتهم في المدرسة وزاد الطلب فافتتحت المدرسة الثانية للبنات في نفس العام على حساب الأهالي وانضمت للرئاسة العامة لتعليم البنات وفي عام 1383ه كان هناك إشراف على تعليم البنات من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم تأسست مندوبية تعليم البنات في العلا وقد تخرجت أول دفعة من معهد المعلمات المتوسط عام 1391ه وتخرجت أول دفعة من معهد المعلمات الثانوي عام 1393ه.. وأقبلت الطالبات على التعليم بشكل كبير جداً في كافة القرى والهجر التابعة للمحافظة من حاضرة وبادية حتى أصبح تعليم البنات ضرورة ملحة كما هو الحال في تعليم البنين وبدون أية معوقات تذكر وسار جنباً إلى جنب مع تعليم البنين حتى وصل إلى ما وصل إليه في وقتنا الحالي. وتوجد بالعلا حالياً كلية تربية للبنات مدة الدراسة فيها أربع سنوات تمنح الخريجة درجة البكالوريوس.
ونود أن نلفت المسؤولين عن تعليم البنات بأن محافظة العلا تفتقر للمباني الحكومية لمدارسها في كافة المراحل فمباني مدارس البنات بالعلا لا تتجاوز اربعة مبانٍ فقط.
الحجيري يحدثنا عن بدايات التعليم في العلا
نعود الآن إلى التعليم بالعلا من خلال هذا اللقاء القصير مع أحد رواد التعليم الأوائل في العلا والذي خدم 40 عاما معلما ما بين العلا والمدينة وينبع إنه الأستاذ إبراهيم بن سعد خالد الحجيري الذي يحدثنا بداية دخوله المدرسة يقول «أبو سعد»:
التحقت بالمدرسة السعودية بالعلا والتي تعرف اليوم بمدرسة عبدالرحمن بن عوف وكانت الدراسة فيها تستمر حتى الصف الخامس ابتدائي فقط فمن أراد إكمال دراسة والحصول على المرحلة الابتدائية فعليه السفر إلى المدينة المنورة التي تبعد عن العلا بنحو 400كم والسكن فيها حتى وقت الإجازة وكان الطريق إلى المدينة وعرا والسيارات قليلة والاتصالات مفقودة، ولكن حظي كان سعيداً حيث تم افتتاح الصف السادس عندما كنت أدرس في الصفوف الأولية ففرح الطلاب والأهالي فرحاً شديداً.
وعن كيفية الاختبارات أوضح «الحجيري» بأنها تتم بحضور القاضي وتصل الأسئلة من المدينة المنورة بالشمع الأحمر، وكانت نتائج الطلاب تعلن بالإذاعة ويتابع أهل البلدة المذيع وهو يقرأ أسماء الطلاب الناجحين وكان اجتياز المرحلة الابتدائية يعتبر نجاحاً باهراً وفرحة الطالب و أهله ربما أنها لأكبر بكثير من فرحة اجتياز الثانوية اليوم.
وعن الفرق بين مناهج اليوم والمناهج سابقاً قال «الحجيري»: هناك فرق كبير فالمناهج في السابق كانت دسمة فقد كنا ندرس في الصف الثالث الابتدائي «السيرة النبوية، والخلفاء الراشدين، والدولة الأموية والعباسية وغير ذلك» كما كنا ندرس كتاب «كشف الشبهات» في المرحلة الابتدائية والذي يدرس الآن في الجامعات.
وعن مقدار أول راتب استلمه «الحجيري» قال: كان 480 ريالاً وهذا لأنني أعتبر كجامعي لأنني خريج معهد المعلمين الذي التحقت به بعد المرحلة الابتدائية. وعن عقاب الطلاب يقول: كان المدرس يعاقب الطلاب بالعصا وإذا كان خطأ الطالب كبيرا يتم عقابه «بالفلقة أو الفلكة» وذلك بضربه ضربا مبرحاً على أرجله، وعن ردود فعل أولياء أمور الطلاب على هذا العقاب المبرح قال «الحجيري»: الطالب الذي تم عقابه لا يستطيع أن يخبر أهله لأنهم ربما زادوا له العقاب بقوله: «لم يضربك المدرس إلا لأنك مستحق إما أنك لم تحفظ درسك أو أنك أسأت الأدب.
وعن رأي «الحجيري» في منع الضرب قال: كان العقاب في السابق مبرحا وسبب الكثير من المشاكل للطلاب بما فيها هروبهم وتركهم الدراسة، وأكد أن الطالب إذا لم يخف فإنه لن يهتم بدروسه وحل واجباته ولن يتحسن سلوكه فكما يقال «لا تحزن على الأبناء إن ضربوا فالضرب ينفعهم والعلم يرفعهم لولا مخافتهم لم يرأوا الكتب» والدور الأساسي على أسرة الطالب فعليهم أن يوعوا أبناءهم بأهمية الدراسة والعلم وينصحونهم باحترام معلميهم والطالبات بالمثل.
وعن حفلة ختم القرآن الكريم قال «الحجيري»:
في الشهر الأخير من العام الدراسي قبيل بدء الاختبارات النهائية تقوم المدرسة بدعوة أولياء أمور الطلاب وعدد من أعيان البلد فيتم ا لاستعداد لذلك الحفل ففي المدرسة يجتمع الطلاب بعد الحصة الأولى في فناء المدرسة ويجلس المدير والمعلمون والطلاب المعنيون، ثم يطلب منهم القراءة من الآية الأخيرة من سورة البقرة، ويقف خلف كل طالب زميل له يمسك بعمامته فإذا ما انتهى الطالب من القراءة قام هذا الزميل باختطاف منديل الطالب القارئ وينطلق بها مسرعاً إلى أهل الطالب، وهناك يجد والدة الطالب بانتظاره في شوق ولهفة فإذا ما سلمها منديل ولدها أطلقت الزغاريد ثم يأتي الطالب الذي ختم فتستقبله الأم مع من حضر من صديقاتها وأقاربها بالزغاريد و«السنبوس» عبارة عن عجين محشي باللحم ومقلي بالزيت وكذلك الحلوى «النثاير» ثم يحمل الطالب معه شيئاً من «السنابيس» جمع سنبوس وخبز المسلوب «خبز يعمل على الصاج» ويعطي ما تيسر حسب امكانية الطالب ويجلس الأب في مجلسه والأم في مجلسها لاستقبال المهنئين. ثم تدعو المدرسة الآباء فيحضرون إلى المدرسة ويتناولون القهوة والشاي وتوزع المدرسة على الحاضرين مما أحضره الطلاب والجميع فرحون مسرورون..
هذا وقد توقف هذا النوع من الاحتفال بنهاية عام 1372ه.
ومن القصائد التي يرددها المتعلمون من أبناء العلا هذه القصيدة:
الحمد لله ربي فارج الكرب
ثم الصلاة على المختار في العرب
المسك منه مداد في مكاتبنا
إذا كتبنا بأقلام من الذهب
لا خير في رجل حر بلا أدب
حتى ولو كان منسوباً إلى العرب
من كان مفتخراً بالمال والنسب
فالفخر بالعلم والأخلاق والأدب
لا تحزنن على الصبيان ان ضربوا
فالضرب يفنى ويبقى العلم والأدب
العلم في الصغر كالنقش في الحجر
ما لتم تغيره الأزمان والحقب
العبد يربو بما رباه سيده
لا ينفع المال إن لم ينفع الأدب
كذلك الشيخ يا ربي تسامحه
بتوبة منك يا منزل الكتب
لو كان يأخذ ديناراً لحق له
في كل يوم لما يلقى من التعب
ثم الصلاة على المختار سيدنا
محمد المصطفى من أشرف العرب
طريقة قراءة الحروف الهجائية في عصر الكتاتيب
«أ» حرف الألف يدرس ويقرأ «الف لا شيء عليها».
«ب» الباء «واحدة من تحتها».
«ت» التاء «تنتان من فوقها».
«ث» الثاء «ثلاث من فوقها».
وهكذا بقية الحروف.
إدارات حكومية قديمة بالعلا
الإمارة :كانت العلا في عام 1046 - 1639م تابع لوالي دمشق العثماني عيسى باشا والذي قام بتحصينها، وفي القرن التاسع عشر كانت تابعة لمحافظة المدينة المنورة، ثم أصبحت تابعة لإمار حائل في عهد محمد العبدالله الرشيد، وبسبب فرض ضريبة نقدية على أهلها قاموا باغتيال ابن عامل ابن رشيد في العلا عام 1309ه، ثم عادت العلا مرة أخرى إلى محافظة المدينة المنورة وأصبح بها قائم مقام واستمر ذلك حتى آل الحكم في المدينة المنورة للأشراف فأصبحت العلا منذ عام 1337ه تابعة للأشراف وعين إسماعيل القزاز قائم مقام فيها.
وبعد مبايعة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملكاً على الحجاز في 25/6/1344ه - 10/1/1926م أرسلت العلا برقية تبايع فيها الملك عبدالعزيز بالحكم، ومنذ ذاك الحين «1344ه» تولى على العلا عدة أمراء هم:
عام 1344ه عبدالرحمن بن نويصر 4 سنوات، عام 1348ه صالح بن عبدالواحد سنتان، عام 1350ه فهد بن عبدالعزيز سنة واحدة، عام 1351ه إبراهيم النشمي 3 سنوات، عام 1354ه صالح بن دخيل سنة واحدة، عام 1355ه محمد بن سلطان سنة واحدة، عام 1356ه محمد بن هديان سنة واحدة، عام 1360ه فهد بن سعد السديري سنة واحدة، عام 1361ه فهد بن تركي السديري سنة واحدة، من عام 1360 حتى عام 1406ه أحمد بن عبدالمحسن السديري 46 سنة، من عام 1408 حتى عام 1412ه محمد بن سعيد المحمدي 4 سنوات، من عام 1412ه وما زال على رأس العمل أحمد بن عبدالله السديري.
الشرطة: روى فرنسيان زارا العلا في عام 1907م أنه بعد انتقال السلطة في العلا من حائل إلى باشا المدينة اثر اغتيال ابن رشيد في العلا أصبح في العلا سبعة أو ثمانية جنود ومساعد ضابط وكان ذلك عام 1309ه - 1890م، ولكن أهل العلا بنوا سوراً في شمال البلدة «جدار السبعة» عقب هذه الحادثة كإجراء دفاعي تحسباً لانتقام عسكري من ابن رشيد، وقد تدخل الأتراك وأوعزوا لابن رشيد بترك العلا، وسوي الأمر بدفع دية القتيل عام 1311ه. وهكذا فإن الشرطة كانت موجودة في العلا منذ ذلك الحين. وقد تطورت الشرطة منذ أن أصبحت العلا إحدى المدن السعودية وكانت في عام 1347ه تعرف بإدارة شرطة العلا، وكان مدير الشرطة يتقاضى مرتباً شهرياً قدره 27 ريالاً.
المالية : وهي الثالثة في المملكة من حيث الأقدمية فقد تأسست عام 1345ه وكانت تخدم المناطق التالية: «خيبر، الوجه، تبوك، الجوف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.