يغادر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول واشنطن يوم غد الجمعة في رحلة طموحة عبر الشرق الاوسط وأوروبا ذات جدول أعمال كامل يمتد من السعي للسلام في الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة بناء العراق إلى الزعم بسعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية. ومن المتوقع أن يمضي باول يومي السبت والاحد في إسرائيل حيث يحتمل أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ثم يتوجه للضفة الغربية لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس. ويرى الرئيس جورج بوش أن سقوط صدام حسين في العراق هو فرصة جديدة لإنعاش عملية السلام بعد ما يقرب من عام على ابتعاد الولاياتالمتحدة عن الصراع رافضا التفاوض مباشرة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ومباحثات باول مع شارون وعباس سوف تركز على خارطة الطريق التي أعلنت مؤخرا وهي خطة وضعتها الولاياتالمتحدة مع الأممالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي والتي تطالب كل طرف بتنفيذ خطوات وتضع تصورا لإنشاء دولة فلسطينية بحلول عام2000، إلا أن الخطة بالفعل بدأت بداية صعبة حيث يفسرها شارون بأنها مجموعة خطوط أساسية قابلة للتفاوض في حين يريد الفلسطينيون من إسرائيل قبول الخطة حسبما هو مكتوب حاليا. وبالإضافة إلى العمل في جبهة الصراع داخل الحدود الإسرائيلية فإن باول وبوشقد وسّعا نطاق مبادرة السلام لتشمل تسوية سلمية بين الإسرائيليين والعالم العربي حيث إن صورة أمريكا لدى الرأي العام متدهورة بسبب الغزو الأمريكي للعراق وعلاقات واشنطن الوثيقة. وقال باول للتليفزيون الأمريكى «نحن نتطلع إلى تسوية شاملة، ورؤية الرئيس موجهة نحو تسوية كاملة وشاملة لكل القضايا المعلقة في المنطقة. وبعد مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية فإن جولة باول التي تستغرق ثمانية أيام تشمل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن بعد الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي لسوريا ولبنان، وترغب الولاياتالمتحدة أيضا في الحصول على دعم عربي لعمليات إعادة الإعمار في العراق. ومن المقرر أن يتوجه باول في 14 أيار/مايو إلى موسكو حيث سيعرب مجددا عن قلق الولاياتالمتحدة بشأن الدعم الروسي لبرنامج إيران النووي. وتزعم الولاياتالمتحدة أن إيران تستخدم البرنامج لتطوير أسلحة نووية وقال دبلوماسي أمريكي كبير إن الموضوع أصبح بؤرة مركزية للعلاقات الأمريكية الروسية. وينفي المسؤولون الروس قيام إيران باستخدام البرنامج في تطوير الأسلحة النووية، والموضوع الخلافي الآخر في العلاقات بين البلدين التي تأثرت بمعارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب في العراق هو رفع العقوبات المفروضة من الأممالمتحدة خلال حكم صدام. وتريد الولاياتالمتحدة إنهاء العقوبات من أجل المساعدة في تنشيط الاقتصاد العراقي ولكن روسياوفرنسا تعارضان مما يجعل الحالة عرضة لاستعراض قوى آخر في مجلس الأمن. وقال الدبلوماسي الكبير إن العلاقات الأمريكية الروسية مع نهاية الحرب في العراق دخلت في مرحلة تجديدية وذلك رغم أن العلاقات لا تزال متوترة. وقال الدبلوماسي«يبدو أن هناك نوعاً من المرارة تحت السطح عند مناقشة هذه الموضوعات، رغم التأكيد على الحاجة إلى إيجاد حلول عملية وطي هذه الصفحة». وكان باول قد صرح بأن فرنسا ستواجه عواقب معارضتها الشديدة لإسقاط صدام حسين، واستبعد الدبلوماسي أن تواجه روسيا رغم ذلك خطوة مماثلة من إدارة بوش لأن التوقعات الخاصة بالتأييد الروسي كانت ضئيلة وأن بوتين واجه مناخا سياسيا أكثر صعوبة في الداخل. وقال «ربما توقعنا منهم أقل مما توقعنا من فرنسا»، «وهناك شعور بأن الروس واجهوا ضغوطا سياسية أكثر تعقيدا في الداخل، وأعتقد أن هناك موضوعات طويلة المدى مازالت تحتاج التعاون الروسي في الحرب ضد الإرهاب». وسوف يتوجه باول من موسكو إلى بلغاريا وهي عضو حالي في مجلس الأمن والتي أيدت الموقف الأمريكي في العراق وساهمت في المجهود العسكري. وآخر محطة في الجولة في برلين، والعلاقات الأمريكية الألمانية متوترة منذ أغسطس الماضي عندما ركز المستشار جيرهارد شرودر في حملة إعادة انتخابه على معارضة السياسة الأمريكية في العراق.