تقدم الولاياتالمتحدة أمن اسرائيل على ما عداه في تقييمها الاستراتيجي للوضع في الشرق الاوسط. وحين اشتكت حكومة بنيامين نتانياهو قبل اعوام من حصول ايران على تكنولوجيا الصواريخ من روسيا وما يشكله ذلك من تهديد للدولة العبرية، ابتكرت واشنطن تعبير "الدول المارقة" الذي شمل كوريا الشماليةوايرانوالعراق، وتذرعت بان حصول هذه الدول على التكنولوجيا الباليستية يهدد الأمن الاميركي نفسه، بعدما بذل الحزب الجمهوري، وكان يومها خارج الحكم، جهوداً حثيثة نجحت في تعديل التقييم الرسمي الذي كان يستبعد نشوء الخطر الصاروخي قبل 15 عاماً على الاقل. واليوم، مع وصول ادارة بوش الجمهورية الى الحكم، يتجسد شعار "الأمن لاسرائيل" بفجاجة تنعكس في الانحياز الكامل لسياسات حكومة آرييل شارون وتطبيقاتها العملية، سواء في الاراضي الفلسطينية او في الحملة على العرب والمسلمين بعد احداث 11 ايلول سبتمبر، او في النظرة الى الوضع الاقليمي وضرورة ان يتحول العالم العربي "بحيرة هادئة" لا تعكر صفحتها محاولات امتلاك اسباب الدفاع او دعوات استعادة الحقوق. ولا تفرق اسرائيل بين العالمين العربي والاسلامي، فالخطر النووي الباكستاني بالنسبة اليها، على رغم بعده الجغرافي، يماثل خطر امتلاك سورية صواريخ سكود، وامتلاك دول عربية طائرات حربية متطورة بعيدة المدى. لذا فان امتلاك ايران القدرة النووية يندرج في اطار الخطر نفسه على تفوق آلة السلاح الاسرائيلية المطلق. واذا كانت ايران في ظل نظام الملالي، والعراق في ظل حكم صدام حسين، لم يوفرا محيطهما العربي من محاولة تصدير الثورة وتغيير الحدود بالقوة، فان ذلك لا يمنح اسرائيل حق ضرب المفاعل النووي العراقي، كما فعلت، ولا التهديد بمعاقبة ايران، بينما تبقى ترسانتها النووية بعيدة عن كل رقابة ونزعتها التوسعية خارجة عن كل سيطرة. والسؤال هو: هل يؤدي تلاقي المصالح الاميركية والاسرائيلية الى اطلاق يد شارون في إزالة ما تعتبره اسرائيل خطر عليها؟ التجارب السابقة مع الفلسطينيين ولبنان وسورية ومصر والعراق والحالية مع السلطة الفلسطينية توحي باجابة مخيفة، يؤكدها تنسيق يتجاوز المعلن. منذ ست سنوات، تبذل اسرائيل جهوداً كبيرة لاقناع الاميركيين، حتى يقنعوا روسيا، بأن توقف دعمها لايران في بناء الفرن الذري، بدعوى ان اهدافه عسكرية. اليوم تتحدث عن اليأس من ان يتجاوب الروس. فما العمل؟ القوة؟ في كل الاحوال، تمتلك اسرائيل خارطة دقيقة - حسب تعبير اوساط اعلامية مطلعة - للمفاعل النووي الايراني في مدينة بوشهر على ساحل الخليج العربي. ويمكن للمرء ان يطلق العنان لخياله حول الهدف من ذلك. في هذه الايام، يزور اسرائيل وفد اميركي رفيع، مؤلف من خبراء من وزارة الدفاع ومسؤولين في لجنة الخارجية والامن في الكونغرس، لمواصلة البحث مع رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال عوزي ديان ووفد خبراء وزارة الدفاع حول "المصالح الدفاعية المشتركة للبلدين". ومن مراجعة اجندة هذا البحث يتضح ان الموضوع المركزي في البحث هو التسلح النووي الايراني. لن يكون هذا البحث الاول ولا الاخير. فهناك سلسلة لقاءات وأبحاث اسرائيلية - اميركية تدور حول الموضوع منذ سنة 1995، تفتر حيناً وتسخن احياناً. لكنها لا تنقطع. وفي مرحلة معينة، في زمن حكومة بنيامين نتانياهو 96-1999، بدأت اسرائيل مفاوضات شبيهة مع روسيا مباشرة، بوصفها الدولة التي تقدم لايران الدعم الاساسي لبناء قوتها النووية. لكنها باءت بالفشل. فالروس لم يأخذوا نتانياهو بجدية، خصوصاً انه رفض اعطاءهم أدلة قاطعة على ان ايران تبني قوة نووية عسكرية، بدعوى "عدم كشف المصادر الاسرائيلية الحساسة". لكن شارون، لم يبخل على الروس بتقديم الادلة. وعندما زار موسكو في تموز يوليو الماضي، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وأثار أمامه الموضوع، سلمه الوثائق/ الادلة داخل مغلف مغلق كتب علي "سري جداً". بوتين من جهته تسلم المغلف، وقال لشارون: "شكراً جزيلاً". ووعده بدرس الموضوع بجدية. فارتاح شارون. لكن فرحته لم تدم. اذ ابلغه الروس، بعد حين، ان الادلة بعيدة عن الواقع: "انتم مخطئون تماماً. كما يبدو، فالامور اختلطت على خبرائكم، لأنهم عندما شاهدوا قطع الالمنيوم المستخدمة في بناء اجسام الطائرات، حسبوها تسنترفوغالي الفرّارات، او بلغة الفيزياء - القوة المركزية الطاردة التي تستخدم في اعداد اليورانيوم والبلوتونيوم لصنع الذرة". وقد غضب الاسرائيليون واعتبروا الجواب واحداً من ثلاثة: فأما ان بوتين يكذب وأما ان رجاله ضللوه، وأما انه يستخف باسرائيل. لهذا قرروا اللجوء مجدداً الى واشنطن. وهذه المرة بلهجة اخرى وبطريقة اخرى: "تعالوا نحتفل بمرور 20 سنة على ضرب المفاعل النووي العراقي وتدميره". فالاميركيون الذين اعربوا في حينه عن استنكارهم لقيام اسرائيل بارسال طائراتها الى العراق عام 1981 وقصف المفاعل النووي، باركوها على هذه الفعلة بعد حين، وقالوا لها ان خطوتها كانت صحيحة مئة في المئة، خصوصاً بعد ارسال المراقبين الدوليين الى بغداد بعيد حرب الخليج واكتشاف البرامج العسكرية العراقية المتطورة باتجاه الاسلحة غير التقليدية. وحرص الاميركيون في كل لقاء عسكري مع اسرائيليين على التذكير بتلك العملية والاشادة بها. واذا نسوا، كان الاسرائيليون يحرصون على تذكيرهم بذلك. وبعد التفجيرات في نيويوركوواشنطن، طرح الاسرائيليون هذا الموضوع بكل قوة، طالبين ان تسعى الادارة الاميركية لدى روسيا. فهما اليوم شريكان في الحلف الدولي ضد الارهاب. وحسب اسرائيل، فان المهمة الاولية المطلوبة من روسيا في هذا التحالف، هي تغيير سياستها في بيع الاسلحة والخبرات العسكرية الى الخارج. وتقول اسرائيل بصراحة تامة ان روسيا لم تتحرر بعد من الفوضى السياسية والنظامية وما زالت تعيش ازمة اقتصادية. والالوف من خبرائها العسكريين، بمن في ذلك خبراء الذرة، منتشرون في شتى دول العالم يفتشون عن ملايين الدولارات في مقابل خبراتهم. ويتجاهلون المعركة الدولية ضد الارهاب، لا بل ينشرون ارهاباً من نوع خطير للغاية هو ارهاب الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية. واكثر من ذلك، يقولون ان روسيا تملك خبرات تكنولوجية عالية جداً في الموضوع النووي، تماماً مثل الغرب. لكنها متخلفة من ناحية الامن والامان. فالروس لا يجيدون حماية المفاعلات النووية من التسرب. والدليل على ذلك ما حدث في "تشرنوبيل" حيث تسربت الاشعاعات النووية واحدثت كارثة. مواد اليورانيوم اسرائيل لا تحتاج الى تزويد الولاياتالمتحدة بالمعلومات عن المفاعل النووي الايراني. فهي تملك المعلومات نفسها واكثر. وحسب مصدر اسرائيل رفيع، فإن "معلومات موثوقة جداً وصلت في الاشهر الاخيرة الى كل من تل ابيب وواشنطن، افادت بأن ايران تبني قوة نووية عسكرية. وان شركة روسية تبيع ايران تلك المواد المستخدمة لاخصاب اليورانيوم". ويشرح هذا المصدر ما يعنيه فيقول: "اليورانيوم الصالح للاهداف العسكرية، لصنع القنبلة الذرية هو المعروف ب"اليورانيوم 235". وهو يشكل نسبة 1 في المئة فقط من اليورانيوم الموجود في الطبيعة. والغالبية الساحقة من اليورانيوم 99 في المئة هو من نوع 238 وللوصول الى النوع النادر اليورانيوم 235 تجري عملية فصل دقيقة ومضنية للنوع المنتشر اليورانيوم 238. ولا يمكن ان تتم من دون المادة الفاصلة "تسنترفوغالي". وهي التي يبيعها الروس. والخبراء في الدول المحتاجة والقادرة على الدفع، يتعلمون من العلماء الروس. وايران هي اكثرهم الحاحاً في الطلب وأكثرهم قدرة على الدفع. والالوف من طلابها يدرسون في جامعات روسيا. والوف الخبراء الروس يعيشون في ايران، داخل معسكرات ومراكز ابحاث. وكما يؤكد الاسرائيليون، فان قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية توفر للخبراء الروس كل ما يطلبونه من وسائل الراحة والمتعة، بما في ذلك الفودكا الفاخرة وبرك السباحة وملاعب التنس وحتى ملعب التزلج على الجليد. وحسب المعلومات الاسرائيلية، فان هناك 12 مركز بحث خطيراً في الشؤون النووية في ايران، لكن أكبرها وأخطرها هو المفاعل النووي في مدينة بوشهر، الواقعة في الجنوب الغربي من البلاد. وقد بدئ ببنائه في عهد الشاه. وعندما انتصرت ثورة الخميني، تقرر الاستمرار فيه كجزء من اجراءات الردع. وتزعم اسرائيل ان انتفاضتها المتجددة ضد ايران لا علاقة لها باحداث ايلول، فكل ما في الامر ان الصورة القديمة من هذا المفاعل والتي وفرها الروس، لم تكن بجودة تتيح معرفة ما يدور فيه. لكننا في مطلع سبتمبر حصلنا على صور جديدة التقطها القمر الاصطناعي الاميركي "ايكونوس" توضح الامور وتثير القلق. ويضيف المصدر: "من هذه الصور الجديدة يتضح ان الايرانيين يبنون في بوشهر ليس مفاعلاً نووياً فحسب، بل مدينة نووية كبرى. تحتوي على فرنين ذريين، احدهما شارف بناؤه على الانتهاء، وعلى أجهزة تبريد للفرن من مياه البحر ومدينة انفاق تحت المدينة النووية، تضم مراكز القيادة والبحث. اضافة الى اماكن سكن ولهو ورفاهية للعاملين 130 بناية تقوم على ارض مساحتها 43 الف متر مربع و500 بناية اخرى تقوم على مساحة 192 الف متر مربع وملاجئ ومحركات لتوليد الكهرباء، احتياطاً في حال انقطاع التيار الكهربائي". تدمير اسرائيل ومن المثير للدهشة، ان كل الذين تعاطوا مع الموضوع الايراني العسكري، يجمعون على ان الهدف من التسلح هو تدمير اسرائيل. وليس فقط المفاعل النووي. فهم يسجلون امامهم ان ثورة الخميني رفعت في أيامها الاولى اول شعار لتدمير الدولة العبرية، ولم تسقطه. فقط في الاشهر الاخيرة، بدأنا نسمع اصواتاً اسرائيلية متفائلة تتحدث عن "تغيير التوجه لدى بعض الاوساط الايرانية، التي تقول انه في حال التوقيع على اتفاقية سلام اسرائيلية - فلسطينية، فانه لن يظل هناك مبرر للعداء الايراني لاسرائيل. ومن الطبيعي ان تعترف ايران باسرائيل وتقيم معها علاقات تطبيع عادية". ولكن، عندما بدأت اللهجة الاميركية تتغير، وتصف ايران بانها الدولة التي تحتضن عدداً من الفارين من تنظيم "القاعدة" وتمول وتدعم "حزب الله"، ثاني اخطر حركات "الارهاب" في نظر الولاياتالمتحدة، قررت اسرائيل الركوب على الموجة والادلاء بدلوها في هذه المعركة. وراحت تتحدث عن الخطر الايراني. وفتحت ملف الاسلحة التقليدية وغير التقليدية: شهاب 1 وشهاب 2 وشهاب 3، وامكانية حمله الرؤوس الكيماوية واطلاقها باتجاه اسرائيل مدى الاول 500 كليومتر والثاني 800 كلم والثالث 1300 كلم وتطوير المزيد منها بمدى 2000 كلم و4000 كلم بحيث تهدد اوروبا، كما تدعي اسرائيل. ثم فتحت ملف بوشهر. فالايرانيون من طرفهم اكدوا ان هذا الفرن الذري يستخدم لتوليد الكهرباء فقط، وروسيا تصادق على ذلك. وحتى الاسرائيليون والاميركيون يؤكدون ان ايران تحتاج الى 5-7 سنوات، لكي تتوصل الى وضع تنتج فيه سلاحاً نووياً. اي ان الخطر ليس فورياً. وكان الخبراء من البلدين، قد قدروا، قبل خمس سنوات ايضاً، ان ايران تحتاج الى 5-7 سنوات حتى تنتج قنبلة. ... والتهديد لكن قمة الدهشة تصل عندما يرسم الاسرائيليون خارطة "المدينة النووية" في بوشهر، فيشيرون الى "صواريخ الحماية الموجهة الى الطائرات الاسرائيلية". ويقولون بكل وضوح ان "ايران تتوقع في كل لحظة ان تظهر في الجو الطائرات الاسرائيلية المقاتلة، بهدف قصف هذا المفاعل النووي وتدميره". فهل حقاً سيحصل ذلك؟ هناك عضوا كنيست عربيان، تحدثا قبل ايام عن خطر قيام اسرائيل بعملية كهذه هما الدكتور احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير الذي تحدث عن ذلك عبر احدى الفضائيات العربية، وعصام مخول عضو الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة الذي تحدث عن ذلك الى "الوسط". وقد سألناهما ان كانا يتكلمان بدافع المعرفة ام التقدير، فأجاب الطيبي: "كلاهما معاً" وأجاب مخول: "بدافع التجربة وقراءة الخارطة". ولكن الاجواء التي تنشرها اسرائيل في المنطقة والعالم، تجعل هذا التقدير واقعياً جداً، ليس فقط لأن اسرائيل لا تريد دولة نووية سواها في المنطقة وحسب، وليس لانها تريد ان يكون لها دور بارز في المعركة الدولية ضد الارهاب وحسب، بل هناك سبب داخلي ايضاً، يمكن ان يكون حاسماً في قرار شارون، فهو يعاني كثيراً من تدهور الوضع الامني والاقتصادي، ويثبت انه فاشل في كبت المقاومة الفلسطينية للاحتلال وتوفير الامن والسلام لمواطنيه. واسرائيل غارقة في عشرات الاضرابات والتظاهرات العمالية، وأقساها اضراب المعوقين، الذي يدخل شهره الثاني، وذلك بسبب قرار الحكومة تقليص الموازنة بنسبة 3 في المئة 6 مليارات شاقل تعادل 1.4 مليار دولار، معظمها مأخوذ من مخصصات التأمين والدعم للعائلات والشرائح الفقيرة. وبدأت استطلاعات الرأي تشير الى تراجع في شعبية شارون، خصوصاً في سياسته الاقتصادية 28 في المئة فقط يرون ان سياسته الاقتصادية الاجتماعية صحيحة. وبدأت الصحافة الاسرائيلية، في الفترة الاخيرة، تشير الى فشل شارون سياسياً وامنياً ايضاً، والى عدم جدوى الحرب الدامية على الفلسطينيين. أمام هذا الوضع قد لا يجد شارون مخرجاً له من المأزق، سوى الهاء الناس بعملية عسكرية خارقة. ومثل هذا الخيار معروف جداً في السياسة الاسرائيلية. ففي سنة 1967 شنت اسرائيل الحرب على مصر وسورية والاردن، اثر اخطر ازمة ركود اقتصادي، وفي سنة 1981 ايضاً، عانت حكومة مناحيم بيغن، من ازمة ثقة مع المواطنين، وكادت تسقط في الانتخابات. فلجأت الى قصف المفاعل النووي العراقي. فعندما خفت بريقها، بعد سنة ولم تحل الازمة الاقتصادية، لجأ شارون نفسه الى الحرب على لبنان. وشارون 1982 كما هو معروف، لا يختلف كثيراً عن شارون 2002. ولهذا، فلا شيء يُستبعد عنه. علماً ان ايران بالنسبة اليه تشكل عمقاً استراتيجياً لسورية. وتوجيه ضربة لها، هو الضمان لشل "حزب الله" اللبناني وسورية من ورائه. واذا كانت ايران قد فتحت خط تعاون مع السلطة الفلسطينية، كما يدعي شارون والدليل الذي يقدمه على ذلك هو في سفينة السلاح "كارين ايه" فان ضرب ايران سيكون ضربة ايضاً للسلطة الفلسطينية. اذن، فانه بذلك "يضرب 3 ديناصورات" عصافير بحجر واحد. والسؤال هو: ماذا سيكون موقف الولاياتالمتحدة؟ وهل تنجرف وراء هذا التوجه؟ الجواب غير معروف بالطبع، على الاقل في هذه المرحلة ولكن الاسرائيليين يقدرون انهم سيحصلون على "تعاون تام في السياسة الموجهة الى ايران". وهم يبنون موقفهم هذا على وجود دونالد رامسفيلد على رأس وزارة الدفاع الاميركية. ففي 1998 قرر الكونغرس تأليف لجنة برئاسة رامسفيلد، للبحث في اخطار الصواريخ البالستية التي تهدد الولاياتالمتحدة. وقد اصدرت اللجنة تقريراً واضحاً يقول ان ايران تطور آلية حربية تهدد الولاياتالمتحدة ومصالحها. واعضاء الوفد الاميركي الذي سيبحث الوضع في اسرائيل، سيتسلمون حقائب هدية من الجنرال عوزي ديان، تحتوي كل واحدة منها اعلى نسخة من تقرير رامسفيلد المذكور.