يغادر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول واشنطن يوم غد في رحلة طموحة عبر الشرق الاوسط وأوروبا ذات جدول أعمال كامل يمتد من السعي للسلام في الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة بناء العراق إلى الزعم بسعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية. فضلا عن تكملة ملف الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي لسوريا مع بعض دول المنطقة. وسيمضي باول يومي السبت والاحد في اسرائيل حيث يلتقي برئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون ثم يتوجه للضفة الغربية لاجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس. ويرى الرئيس جورج بوش ان سقوط صدام حسين في العراق فرصة جديدة لانعاش عملية السلام بعد ما يقرب من عام على ابتعاد الولاياتالمتحدة عن الصراع رافضا التفاوض مباشرة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتركز مباحثات باول مع شارون وعباس على خريطة الطريق التي أعلنت مؤخرا وهي خطة وضعتها الولاياتالمتحدة مع الاممالمتحدةوروسيا والاتحاد الاوروبي تطالب كل طرف بتنفيذ خطوات وتضع تصورا لانشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2005م. وبدأت الخطة بالفعل بداية صعبة حيث يفسرها شارون بأنها مجموعة خطوط أساسية قابلة للتفاوض في حين يريد الفلسطينيون من إسرائيل قبول الخطة حسب ما هو مكتوب حاليا. ويمكن أيضا أن تؤدي الهجمات المتبادلة بين الطرفين الى إيقاف المبادرة الاخيرة، فقد استقبل الاعلان عن خارطة الطريق وحلف ابو مازن لليمين بتفجير استشهادي قتل ثلاثة إسرائيليين في تل أبيب. قابله في الجانب الاسرائيلي توغل في الاراضي وهدم منازل وحملات اعتقال. وبالاضافة إلى العمل في جبهة الصراع داخل الحدود الإسرائيلية فإن باول وبوش وسعا نطاق مبادرة السلام لتشمل تسوية سلمية بين الإسرائيليين والعالم العربي حيث أن صورة أمريكا لدى الرأي العام متدهورة بسبب الغزو الامريكي للعراق وعلاقات واشنطن الوثيقة. وقال باول للتليفزيون الامريكى نحن نتطلع الى تسوية شاملة مشيرا الى ان رؤية الرئيس عن يونيو الماضي موجهة نحو تسوية كاملة وشاملة لكل القضايا المعلقة في المنطقة. وتشمل جولة باول في المنطقة (تستغرق ثمانية ايام) بعد إسرائيل والاراضي الفلسطينية المملكة ومصر والاردن وذلك بعد الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي لسوريا ولبنان. وترغب الولاياتالمتحدة أيضا في الحصول على دعم عربي لعمليات إعادة الاعمار في العراق. ومن المقرر أن يتوجه باول في 14 مايو إلى موسكو حيث سيعرب مجددا عن قلق الولاياتالمتحدة بشأن الدعم الروسي لبرنامج إيران النووي. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن إيران تستخدم البرنامج لتطوير أسلحة نووية. وقال دبلوماسي أمريكي كبير ان الموضوع أصبح بؤرة مركزية للعلاقات الامريكية الروسية. وينفي المسئولون الروس قيام إيران باستخدام البرنامج في تطوير الاسلحة النووية. والموضوع الخلافي الاخر في العلاقات بين البلدين التي تأثرت بمعارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب في العراق هو رفع العقوبات المفروضة من الاممالمتحدة خلال حكم صدام. وتريد الولاياتالمتحدة إنهاء العقوبات من أجل المساعدة في تنشيط الاقتصاد العراقي ولكن روسياوفرنسا تعارضان ، مما يجعل الحالة عرضة لاستعراض قوى آخر في مجلس الامن. واكد الدبلوماسي الكبير أن العلاقات الامريكية الروسية مع نهاية الحرب في العراق دخلت مرحلة تجديدية وذلك رغم ان العلاقات لا تزال متوترة. واضاف يبدو أن هناك نوعا من المرارة تحت السطح عند مناقشة هذه الموضوعات، رغم التأكيد على الحاجة الى إيجاد حلول عملية وطي هذه الصفحة. وكان باول قد صرح بأن فرنسا ستواجه عواقب معارضتها الشديدة لاسقاط صدام حسين. واستبعد الدبلوماسي أن تواجه روسيا رغم ذلك خطوة مماثلة من إدارة بوش لان التوقعات الخاصة بالتأييد الروسي كانت ضئيلة وأن بوتين واجه مناخا سياسيا أكثر صعوبة في الداخل. وقال ربما توقعنا منهم أقل مما توقعنا من فرنسا. مبيناهناك شعور بأن الروس واجهوا ضغوطا سياسية اكثر تعقيدا في الداخل، وأعتقد أن هناك موضوعات طويلة المدى مازالت تحتاج التعاون الروسي في الحرب ضد الارهاب. وسيتوجه باول من موسكو إلى بلغاريا وهي عضو حالي في مجلس الأمن والتي أيدت الموقف الامريكي في العراق وساهمت في المجهود العسكري. وآخر محطة في الجولة ستكون برلين. علما بان العلاقات الامريكية الالمانية متوترة منذ أغسطس الماضي عندما ركز المستشار جيرهارد شرودر في حملة إعادة انتخابه على معارضة السياسة الأمريكية في العراق.