يقع «القلت» على مسافة ستين كيلو متراً شمال محافظة حفر الباطن يكتظ هذه الأيام بالمتنزهين حيث اعتدال الجو الربيعي وانبساط الأرض والمناظر الطبيعية الخلابة والمياه جعلت منه مكاناً جيداً للتنزه يأسر العين بجمال طبيعته، وعلى الرغم من تعدد الاسماء التي يطلقها الأهالي على هذا المكان يبقى «القلت» الاسم المعروف به حيث سمي بذلك لأنه كان مجمعاً للمياه. «الجزيرة» تجولت مع المتنزهين وخصت الشباب «العزاب» منهم وركزت في تحقيقها على أصحاب المخيمات الموجودة بكثرة فيما يوحي لك بأنك أمام مدينة بيضاء وليس في بر بسبب كثرة المخيمات، فكان التحقيق التالي: شباب ومرح التقينا أولاً بالشاب صالح بن علي المطرفي، وصفوق الصقري ودهام الشمري، الذين اتخذوا من «الجبل أبو قبة» كما يسمونه مكاناً لهم حيث قالوا: ننتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر لنخرج إلى هذا المكان الجميل نستمتع بهذه المناظر الجميلة وخصوصاً في هذه الايام، حيث اعتدال الجو والبرودة في النهار وكذلك نستأنس مع المتنزهين الذين كما تشاهدهم متواجدين بكثرة حيث نتجول معهم طيلة يومنا بعد ذلك نأخذ مكاناً خاصاً بنا مثل هذا الجبل «أبو قبة» فالجلسة فيه مبهجة وتنسينا تعب الأسبوع. كما التقينا مجموعة من الشباب حيث قالوا: في نهاية الدوام من يوم الأربعاء نأتي فنبني خيمتنا حيث نجد الراحة التامة بعيداً عن هموم العمل وصخب المدينة فنتمشى بين هذه المناظر ونلعب الكرة مع أصحابنا من أهل المخيمات المجاورة لنا حيث وضعنا دوري لكرة الطائرة، ويضيف أحدهم بقوله وعلى الرغم من سعة المكان إلا أننا نجد حرجاً كبيراً من العوائل المتواجدة بكثرة، كما التقينا بمجموعة أخرى قالوا: عندما سألتهم عن سبب تواجدهم هنا، نظن أن هذا السؤال لا يحتاج إلى اجابة فقرب المكان من المدينة وتوفر الخدمات واعتدال الجو وجمال الطبيعة أمور تجبرك على الخروج إلى هذا المكان، بالاضافة إلى كسر روتين العمل خلال الأسبوع، حيث اتفقنا على أننا نهاية كل أسبوع نأخذ خيمتنا ونأتي إلى هنا نستمتع ونستأنس أما عن برنامجنا ففي الصباح نقوم بإعداد قهوتنا وفطورنا وبعد أن نتناول الافطار نتمشى حتى تأتي فترة الغداء ونعود لخيمتنا نجهز الغداء وبعدها شبة النار أمام الخيمة حيث نجلس جميعاً نتبادل الحديث فيما بيننا وكذلك في الليل إلى منتصفه. فهذا هو برنامجنا، أما ما يزعجنا فهو الشركات التي أزعجتنا بأصوات آلياتها ودمرت جمال الطبيعة بحفرياتها. كما التقينا بثلاثة من الشباب خالد عويضة الحربي وسليمان الجريد ونواف الحربي حيث قالوا: على الرغم من عدم وجود مكان خاص بالشباب هنا إلا أننا لم نجد راحتنا حتى في البر بسبب كثرة العوائل فوجودهم يسبب لنا احراجاً كبيراً محبذين تخصيص مكان مناسب للعزاب في هذا الموقع. مقتطفات من الجولة - غياب البرامج الشبابية الهادفة أمر يدعو للاستغراب والعجب فجميع الشباب الذين التقيناهم كانوا متحمسين لهذه الفكرة ومستعدين لانجاح مثل هذه البرامج التي تحفظ الوقت وتفيد الشباب - كما يقولون -. - عدم وجود حاويات النفايات أدى إلى تناثرها هنا وهناك مما يتعارض مع ما يدعو إليه الجميع من المحافظة على البيئة. - يعاني الشباب من عدم ثبات التسعيرة لأدوات الرحلات التي يستأجرونها على سعر موحد كالخيام وبراميل الغاز حيث طالب الجميع الجهات المختصة بالتدخل. - لفت أنظارنا مجموعة من الشباب الصغار يحملون أكياسا للنفايات يجمعون بها بعض النفايات وعندما سألناهم قالوا بأنهم من طلبة الكشافة بالمدارس تعلمنا ذلك من مدارسنا وعندما أردنا التقاط صورة لهم امتنعوا بحجة أن المجتمع سيطلق عليهم عبارات تتنافى مع ما يقومون به من واجب وطني حيث قالوا: بأن الربع وبعض الزملاء سيسموننا «عمال النظافة».