يعد متنزه البيضاء أحد مواقع الجذب السياحي في المدينةالمنورة، ويشهد توافد عشرات المتنزهين من محبي التخييم من داخل وخارج المنطقة خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، نظرا لما يتمتع به من طبيعة خلابة وتوفر وسائل الترفيه المختلفة مثل الجلسات المظللة ودورات المياه، إنارة وطرق مسفلتة، فضلا عن قربه من المناطق البرية في الخليل والبساتين. مشاريع تطويرية ويقع متنزه البيضاء الطبيعي على بعد 30 كلم تقريبا من المدينةالمنورة، ويمثل سهلا صغيرا يتكون من شعيب «الحنواء» وشعيب مبرك، يحيط به الجبال من جهة الشرق والشمال والغرب، ويتحد مع شعيب دودان والحفيرة، وتمثل هذه الجبال وسيلة جذب لهواة تسلق الجبال. «عكاظ الأسبوعية» تجولت داخل المتنزه، والتقت عددا من المتنزهين واستطلعت آراءهم حول الخدمات ووسائل الترفيه وأهم القصور، وكانت البداية مع المواطن مسعود المهلكي الذي طالب أمانة المنطقة بضرورة الاهتمام بمرافق المتنزه بشكل أفضل وتوفير مياه الشرب وزيادة أعداد دورات المياه خاصة مع تزايد أعداد المتنزهين في مثل هذا الوقت من كل عام، مشيرا إلى أن الاهتمام بهذا المنتزه مطلب ملح خاصة وأنه يشهد مشاريع تطويرية منذ سنوات - على حد قوله. استرجاع الذكريات ويرى عدد من المتنزهين، أن المناظر الطبيعية، والأجواء الباردة، والرمال الذهبية التي تشكل أجواء رائعة أسهمت في خروج العوائل والشباب على البرية في إجازات نهاية الأسبوع والاستمتاع بالأجواء الطبيعية، ومحاولة تغيير الروتين، مشيرين إلى أن تتناثر الخيام وكثرة شبات الحطب كجوانب من الترويح عن النفس وملء جدول الرحلة البرية بما يكسر الجمود والروتين ويبعث على التجدد والحبور والانشراح. وهنا يرى غزاي الدويني، في الطلعات البرية فرصة للخروج من الروتين الذي يخيم على الحياة على مدى أسبوع كامل، وقال: اجتمع هنا مع مجموعة من الأصدقاء والأقرباء ونتبادل أطراف الحديث نسترجع من خلالها الذكريات الجميلة والمواقف المضحكة بعيدا عن هموم العمل واللقاءات الرسمية والاجتماعية. ويضيف، نستمتع جميعا بالأجواء الربيعية الخلابة التي تتزامن مع هطول الأمطار في المنطقة. وطالب المواطن سعد الأشفح، جميع الإدارات الحكومية في منطقة المدينة، مثل الأمانة وهيئة السياحة والآثار بتطوير متنزه البيضاء البري الذي يقصده المواطنون للنزهة منذ عشرات السنين، مستدركا بأن للأمانة جهودا حثيثة بهذا الشأن ولكنها لم تكمل ما بدأته من مشاريع، خاصة أن المنطقة بحاجة إلى مزيد من أعمدة الإنارة، واستحداث أقسام للأسر وأخرة منفصلة للشباب ولوحات إرشادية، ويضيف، على الأمانة تخصيص مساحات من الأراضي لاستثمارها من قبل رجال الأعمال في إنشاء أسواق بيع لوازم الرحلات، والمطاعم وكافة الخدمات. تطوير المتنزه من جهته، طالب المواطن حمود المطيري، تعاون كافة الجهات الخدمية لتنمية المنطقة التي أهملت منذ سنوات على حد قوله، وقال: تتقاذف الأمانة وهيئة السياحة مسؤولية تطوير المتنزه، والمواطن لا يريد تبادل الاتهامات، بل حلولا عاجلة، وعلى الأمانة تخصيص مبالغ من ميزانيتها باعتبارها المسؤولة عن راحة المواطنين، كما نناشد مجلس المنطقة برئاسة أمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، بالوقوف على متنزه البيضاء ومعرفة الاحتياج الحقيقي وسبل تطويره كونه المتنفس الوحيد القريب لأهالي المدينة. وبين عدنان العنزي، حاجة المتنزه لفرقة إسعاف في الإجازة الأسبوعية، وكذلك في الأعياد لعلاج الحالات الطارئة نتيجة التواجد الكثيف من المتنزهين وقال: يبعد أقرب مركز صحي أو مستشفى عن هذه المنطقة بنحو 25 كلم، في حين يرى عبدالكريم الحربي، ضرورة وجود فرق أمنية بشكل دائم في المتنزه للحد من الممارسات الخاطئة لدى بعض الشباب الذين يستعرضون مهارات «التفحيط» بالقرب من المتنزهين ويشكلون خطورة بالغة على حياتهم، خاصة وأن المتنزه شهد قبل سنوات حالات دهس ومضاربات جماعية بين الشباب في ظل غياب أفراد الأمن الذين يفرضون الهيبة على المكان. إبداعات شبابية ويرى عادل عبدالجبار، أن المتنزه يطلق إبداعات الشباب، وقال: يهوى البعض تحجير السيارات وهو عمل جميل جدا ويحظى بمشاهدة واسعة من الأسر، فيما يمارس آخرون حركات بهلوانية وهذه المواهب بحاجة لجهة تتبناها وبما يساعد على إظهار مواهبها وإبداعاتها حتى يستمتع الجميع. بدوره، ذكر المواطن عبدالواحد الحربي، أنه يخيم مع أصدقائه في منطقة البيضاء بصفة سنوية وفي الأعياد وخاصة عيد الأضحى المبارك، حيث يكون الجو معتدلا، عموما في مثل هذا الوقت من كل عام، وقال: ننحر الأضاحي بأنفسنا ونقيم في الموقع بشكل متواصل لعدة أيام مع أسرنا ونجد هنا المتعة حيث يجتمع كافة أفراد الأسرة الأخوة والابناء في مكان واحد وهذا التجمع يزيد بالفعل من ترابطنا. وأضاف، آمل من أمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي فيصل بن سلمان، توجيه الجهات المعنية بتوفير الخدمات الضرورية للمتنزه الذي يعد المتنفس الرئيس لسكان المدينة وما جاورها. هواية التحجير وعلى جانب غير بعيد، ينشغل عدد من الشبان في «تحجير» مركباتهم بشكل مرتب، وتبدأ عملية التحجير التي تستغرق أحيانا نحو ست ساعات تقريبا، بإيجاد موقع ثابت يتم إيقاف السيارة بعناية ومن ثم تبدأ عملية تثبيت السيارة على أحجار بمقاسات كبيرة، ثم تحرير الإطارات وتعبئة الفراغات بين الإطارات وجسم السيارة بأحجار صغيرة، وتشهد العملية تنافسا محموما بين مجموعات الشباب والتباهي بإنجازاتهم.