أجمعت العديد من الصحف العالمية على ان الحرب الدائرة رحاها الآن بقيادة الولاياتالمتحدة وحليفتها بريطانيا نقطة سوداء في تاريخ القوتين العظميين، ووصفوا الغزو على العراق بأنه حرب الكبار على الصغار. وعلقت بعض الصحف على عراق ما بعد صدام وتساءلت: ما هو مصير الدولة النفطية؟ متهمة واشنطن بأنها سيكون لها نصيب الأسد من جراء هذه الحرب بالاستيلاء على الذهب الاسود. وفي هذه الصدد أفردت بعض الصحف مساحات شاسعة للحرب الاعلامية الدائرة بين المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر ووزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في تبادل الاتهامات بين الجانبين وإليكم ما جاء في أبرز الصحف العالمية. واشنطن بوست أفردت صفحتها الأولى لمتابعة أخبار الحرب الأمريكية ضد العراق على مختلف الجبهات العسكرية والبرلمانية والسياسية. وأبرزت الجريدة نبأ الهجوم الذي شنه أحد الجنود الأمريكيين ضد زملائه في الفرقة 101 المحمولة جوا المتمركزة في الكويت وأسفر عن مقتل أحد الجنود وإصابة عدد آخر. ومن واشنطن تابعت الجريدة أنباء المظاهرات التي اجتاحت العاصمة الأمريكيةواشنطن ضمن المظاهرات المعارضة للحرب التي اجتاحت العالم. وقالت الجريدة إن المتظاهرين رفضوا التنسيق مع السلطات في المدينة قبل انطلاقها وهو مايعكس تزايد الرفض الأمريكي للحرب التي تشنها الإدارة. كما أبرزت الجريدة نبأ الطلب الذي تقدمت به إدارة الرئيس بوش إلى الكونجرس لتخصيص ثمانين مليار دولار إضافية لتمويل الحرب الدائرة ضد العراق. وقالت الجريدة إن المسئولين الأمريكيين بدءوا يتحدثون عن حرب طويلة في ضوء تطور العمليات العسكرية الحالية. نسينا الروس وفي صفحة الرأي نشرت الجريدة مقالا بقلم مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق مارتن إنديك تحت عنوان «لقد نسينا الروس» قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي ارتكبت خطأً كبيراً عندما ذهبت إلى الحرب بدون الأممالمتحدة. وأضاف أنه على هذه الإدارة أن تحاول الحصول على المساندة الدولية خلال الأسابيع القادمة حتى تتمكن من إعادة بناء العراق بعد الحرب لأنه بدون هذه المساندة فستزداد المخاطر التي تواجهها أمريكا. وواصل الدبلوماسي الأمريكي السابق حديثه بالقول بأن أمريكا نسيت الدور الروسي الذي يمكن أن تلعبه في هذه الأزمة سواء لصالح أمريكا أو ضدها. وعن الخطط الأمريكية للعراق بعد الحرب نشرت الجريدة مقالا تحت عنوان «ليس خيارا سهلا» قالت فيه إن إدارة الرئيس بوش تقول إنها ذهبت لضرب العراق من أجل تحقيق الديموقراطية فيه ولكن المؤشرات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ليست جادة في هذا السياق حيث إنها تتحدث عن إقامة حكومة بديلة لحكومة صدام حسين تعتمد على بعض العناصر المنشقة على هذه الحكومة نفسها وهو أمر يهدد هذه الحرب ككل. الطريق الصعب وتحت عنوان الطريق الصعب كتب دافيد إجناتيوس يقول إن القوات الأمريكية التي تحارب في جنوبالعراق تواجه مقاومة شرسة للسيطرة على المدن الجنوبية التي كان يعتقد المخططون العسكريون الأمريكيون أن السيطرة عليها ستكون أسهل من ذلك بكثير على أساس أن العراقيين سوف يستقبلون القوات الغازية بالورود. وأضاف أنه على العكس تماما فقد أصبحت مشاعر العداء لأمريكا قوية جداً خاصة بعد سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين العراقيين في هذه المناطق. نيويورك تايمز تابعت أخبار وتداعيات الحرب. وابرزت عنوانا يقول «مع الخسائر. . الأمريكيون يتحدثون عن تكاليف الحرب» قالت الجريدة إن تساقط الجنود الأمريكيين قتلى في الأيام الأولى للقتال في العراق بصورة فاجأت الأمريكيين أنفسهم أججت مشاعرالعداء للحرب وتصاعد الحديث عن تكاليف الحرب. ونشرت الجريدة معاناة أم أمريكية سقط ابنها قتيلا في صحراء العراق دون أن تدري لماذا ذهب أصلا إلى هذه الحرب؟! وتحت عنوان «المظاهرات المناهضة للحرب تجتاح العالم» قالت الجريدة إن عشرات الآلاف من المتظاهرين في لندن وبرلين وفي ماليزيا وإيطاليا خرجوا للتنديد بالحرب بعد أن أثارت صور الدمار الذي نتج عن القصف الأمريكي للعاصمة بغداد والذي يتابعه المشاهدون حول العالم على الهواء مباشرة بفضل القنوات التلفزيونية الفضائية. وواصلت الجريدة في التقرير جولتها بين عواصم العالم لمتابعة هذه المظاهرات. الأجندة الجديدة وتحت عنوان «الأجندة الجديدة.. اذهب بمفردك واعد تشكيل العالم» نشرت الجريدة تحليلا إخباريا عن الموقف الأمريكي الحالي وإصرار صقور إدارة بوش على خوض الحرب ضد العراق بمفردها وبعيداً عن المجتمع الدولي تحت شعار إعادة تنظيم منطقة الشرق الأوسط على أسس جديدة. وأعادت الجريدة التذكير بمحاولة بريطانية مماثلة عام 1918 في منطقة الشرق الأوسط أيضا وبالتحديد في العراق ولكن هذه المحاولة انتهت بالفشل بعد أن راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى في صفوف الجانبين. وفي افتتاحية عنوانها «العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية ضروري» قالت الجريدة إن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تعلن انتصارها في الحرب الدائرة ضد العراق بدون العثور على أسلحة الدمار الشامل التي قالت الإدارة الأمريكية إن العراق يخفيها وان هذا هو السبب المباشر في شن الحرب ضده. واعترفت الجريدة بأن هذه المهمة شديدة الصعوبة وربما تكون مستحيلة، وهو الأمر الذي سيلقي بشكوك كبيرة على جدوى الحملة العسكرية الأمريكية مهما كانت نتائجها النهائية. وتحت عنوان «الهبوط بسبب الحرب» قالت الجريدة إن الأمريكيين يشعرون حاليا بعزلة بالغة بسبب الرفض العالمي الواسع للحرب ضد العراق. وأشارت الجريدة إلى إلغاء جولة فرق البيسبول الأمريكية إلى طوكيو خوفاً من غضب الجمهور الياباني. كما اضطر الكثير من الأمريكيين إلى إلغاء رحلاتهم وأنشطتهم الدولية بسبب الشعور بالعزلة الذي يسيطر عليهم حاليا. علاوة على ذلك فإن الأمريكيين في الداخل يفكرون ألف مرة قبل القيام برحلة داخلية بسبب الخوف من التعرض لأي عمل عدواني ضد الطائرات التي يستقلونها. حماسة بيرل للحرب ونشرت نيويورك تايمز مقالا بقلم ماورين دوب هاجمت فيه ريتشارد بيرل مستشار وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أحد أكبر الدعاة للحرب الحالية ضد العراق. وقالت الكاتبة في المقال إن بيرل هذا يواجه حاليا انتقادات حادة من الجميع بسبب حماسه الشديد للحرب والنتائج السلبية للعمليات الأمريكية في هذه الحرب حيث تشير المؤشرات إلى أن الاستراتيجية التي كان بيرل يدعو لها لم تحقق أي نجاح في العمليات العسكرية وربما يكون العكس هو الصحيح. وتحت عنوان «الجبهة الغربية» كتب توماس فريدمان مقالا عن الحرب الحالية قال فيه إن الحرب تدور على ثلاث جبهات هي الجبهة العراقية والجبهة الأوروبية والجبهة العربية. وقد تناول الكاتب في مقاله الجبهة الأوروبية باعتبارها جبهة شديدة الحساسية حيث إنها تضم حلفاء الأمس مثل فرنسا وألمانيا اللذين تحول موقفهما ضد الولاياتالمتحدة بسبب الحرب ضد العراق. حرب بغداد بوسطن جالوب نشرت صورة كبيرة للحرائق المشتعلة في بغداد وفوقها عنوان يقول"حرب بغداد». وفي هذا التقرير تناولت الجريدة عمليات القصف الجوي الأمريكي العنيف على العاصمة العراقيةبغداد. وقالت الجريدة إن القوات الأمريكية تهاجم العراق من الجو ومن البحر ومن البر. وتحت عنوان «علاج الصدمة» نشرت الجريدة افتتاحية قالت فيها إن الحرب بصفة عامة مدمرة وغير إنسانية وخطيرة وان الحرب الأمريكية الحالية ضد العراق حتى لو كانت بدعوى تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل والإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين الديكتاتور ليست استثناء حيث تظل غير إنسانية وخطيرة ومدمرة. وأضافت أنه نظراً لإصرار الإدارة الأمريكية على الادعاء بأن الهدف الأساسي للحرب هو تحرير الشعب العراقي فعلى هذه الإدارة أن تخوض الحرب في ضوء هذا الهدف بحيث تتجنب إصابة المدنيين وتدمير بنية العراق الأساسية. وحول هذا الموضوع نشرت الجريدة مقالا تحت عنوان «الهدف القادم إعادة بناءالعراق» قالت فيه إن المهمة الأمريكية لو تحقق لها النصر للأمريكيين في العراق ستكون إعادة بناء العراق على أسس ديموقراطية كما تردد الإدارة الأمريكية.ولكن الواقع هو أن الخلفية التاريخية والثقافية لهذه المنطقة من العالم تجعلها غير ملائمة للأنظمة الغربية التي تريد أمريكا زراعتها في غير تربتها. مقاومة شرسة لوس أنجلوس تايمز أبرزت المقاومة العراقية العنيفة للقوات الأمريكية تحت عنوان «المقاومة الشرسة تؤخر تقدم القوات الأمريكية» وقالت الجريدة إن المقاومة العراقية القوية فاجأت القوات الأمريكية وقادتها الذين أقاموا إستراتيجيتهم على أساس إصابة العراقيين «بالصدمة والرعب» ولكن يبدو أن العراقيين نجحوا في امتصاص الضربة الأولى بنجاح حيث مازالت القوات الأمريكية تحاول التقدم صوب العاصمة بغداد رغم القصف العنيف للأهداف العراقية. وتحت عنوان «ذكية لكن تظل قنبلة» نشرت الجريدة تحليلا إخباريا عن القنابل الذكية التي قالت الإدارة الأمريكية إنها سوف تستخدمها في الحرب ضد العراق بهدف الحد من الخسائر في صفوف المدنيين العراقيين. وقالت الجريدة إن هذه القنابل التي تسقطها الطائرات الأمريكية فوق المدن العراقية ألحقت خسائر كبيرة بالمناطق السكنية العراقية رغم كل ما قيل عنها بأنها قنابل ذكية. وقال إن هذه القنابل تصيب أطفال العراق بالرعب والهلع بسبب قوة انفجاراتها. وتحت عنوان «القرويون يحصون خسائرهم» نشرت الجريدة تقريراً من جنوبالعراق عن قرية صفوان التي قيل إن الأمريكيين احتلوها. ونقلت الجريدة عن أحد سكان صفوان قوله إنه حتى إذا كانت الولاياتالمتحدة تريد تغيير النظام العراقي لأنه مستبد فلماذا يدفع المدنيون العراقيون الجزء الأكبر من الثمن. وقالت الجريدة إن القرويين في القرية العراقية تعرضوا لخسائر مادية وبشرية كبيرة بسبب الهجوم الأمريكي الذي استهدف السيطرة على بلدتهم.