القصف والجوع والشتاء.. ثلاثية الموت على غزة    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    وزير المالية : التضخم في المملكة تحت السيطرة رغم ارتفاعه عالميًا    بدء التسجيل لحجز موقع في المتنزه البري بالمنطقة الشرقية    محافظ الطائف يرأس إجتماعآ لمناقشة خدمات الأوقاف    أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    اكتمل العقد    دوري يلو: التعادل السلبي يطغى على لقاء نيوم والباطن    11 ورقة عمل في اليوم الثاني لمؤتمر الابتكار    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    تكريم المشاركين بمبادرة المانجروف    «الخريجي» يشارك في المؤتمر العاشر لتحالف الحضارات في لشبونة    بلاك هات تنطلق في ملهم بمشاركة 59 رئيس قطاع أمن السيبراني    استقبل مدير عام هيئة الهلال الأحمر نائب الرئيس التنفيذي لتجمع نجران الصحي    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من أمير دولة الكويت    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    جمعية «الأسر المنتجة» بجازان تختتم دورة «تصوير الأعراس والمناسبات»    رئيس «اتزان»: 16 جهة مشاركة في ملتقى "التنشئة التربوية بين الواقع والمأمول" في جازان    وزير الشؤون الإسلامية: ميزانية المملكة تعكس حجم نجاحات الإصلاحات الإقتصادية التي نفذتها القيادة الرشيدة    زيارة رسمية لتعزيز التعاون بين رئاسة الإفتاء وتعليم منطقة عسير    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    الخريف يبحث تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين مع تونس وطاجيكستان    نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 21 لمجلس الدفاع المشترك لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون    نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الصحة الفلسطينية : الاحتلال يرتكب 7160 مجزرة بحق العائلات في غزة    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    ألوان الطيف    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لواء أحمد عبد الحليم: لا نستبعد تنفيذ عمليات فدائية
خبراء الاستراتيجية العسكرية يقدمون رؤيتهم للضربة الأولى على العراق
نشر في اليوم يوم 22 - 03 - 2003

بعد ان وقعت الواقعة ونزلت الصاعقة على رؤوس الشعب العراقي الشقيق عندما بدأت القوات الامريكية وحلفاؤها ضرب العراق فجر امس الأول والتركيز على اماكن القيادة السياسية.
ترى بعد هذه الضربة التي وصفها الخبراء الاستراتيجيون بأنها مفاجأة وسابقة على الحرب الرئيسية ضد العراق ماذا سيكون شكل الضربة الرئيسية وملامحها العسكرية؟ وهل ستسعى القوات الامريكية وحلفاؤها إلى تقسيم العراق؟ وما مدى صمود المقاومة للقوات العراقية والشعب العراقي بعد الحرب النفسية المستمرة عبر وسائل الاعلام المختلفة التي تشنها الولايات المتحدة لزعزعة واستقرار المقاومة الشعبية قبل المؤسسة العسكرية؟ كل هذا في استطلاع اجراه مكتب "اليوم "بالقاهرة مع خبراء الاستراتيجية.
الخارطة المؤلمة
اللوء احمد فخر رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية : الضربة التي جاءت اول امس جاءت لتؤكد صحة النظرية القائلة إن بغداد ستكون مسرح العمليات العسكرية وليس كما كان يتوقع في السابق ان يحدث هجوم جوي ثم يلحقه هجوم بري من شمال وجنوب العراق وتفسير اللواء فخر الضربة الجوية لبغداد لان بغداد تمثل الهدف الاول للقوات الامريكية اضافة إلى منطقة تكريت المنطقة العشائرية التي تؤيد صدام حسين .وبرر اللواء فخر تأخر الهجوم البري إلى ان منطقة الشمال والجنوب هي بالفعل واقعة تحت السيطرة الامريكية نظراً لعمليات المراقبة الجوية التي تتم يومياً بين خطي عرض 32، 36 وامريكا تقرأ خريطة هذه المنطقة بشكل يومي من خلال العمليات الجوية التي تقوم بها.
واوضح ان العملية الجوية الاولى التي قامت بها القوات الامريكية لها اهداف عدة اولاً جاءت بهدف معرفة رد الفعل العراقي على الهجمات الامريكية وكذلك معرفة نقاط الضعف في المقاومة العراقية.
ثانياً : جاءت الضربة الجوية كنوع من الحرب النفسية والرهان على احتمالات رد فعل انقلابي يقوم به الضباط العراقيون اما التفسير الاخير فمصدره البيت الابيض وهو ان الضربة جاءت للاجهاض على قادة العراق خاصة صدام حسين الذي كان مجتمعاً مع كبار القادة وقت الضربة.
تكثيف الهجمات
وحول ما استخلصه من هذه الهجمة الامريكية الاولى خاصة اسلوب ادارة المعركة الدفاعية وهل ستكون مركزية القيادة او لا مركزية يقول اللواء دكتور صلاح سليم الخبير الاستراتيجي انه من المتوقع ان تقوم امريكا خلال اليومين القادمين بتكثيف هجماتها الجوية والصاروخية ضد مراكز القيادة ووسائل الاتصال وسوف يترتب على ذلك انقطاع وسائل الاتصال بين الوحدات والتشكيلات وقياداتها وقد يستمر هذا الانقطاع بضع ساعات وقد يستمر بضعة ايام ولذلك فان القيادات العراقية على جميع المستويات ستحاول ان تتمتع بقدر كبير من حرية العمل والحركة اذا ما انقطع الاتصال بينها وبين رئاستها.
اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي باكاديمية ناصر للعلوم العسكرية يرى ان المؤشرات اصبحت واضحة بعد ضربة البداية المفاجئة وهذه الضربة تمهد للهدف وهو تغيير نظام الحكم داخل العراق وقد وقعت هذه الضربة المحدودة لانه كانت لديهم معلومات مخابراتية عن الاجتماع للقيادة السياسية لو نجحوا في تحقيق هذا الهدف الاساسي وهو تغيير النظام، ونجد ان العمليات الرئيسية قد تأخرت نتيجة ظروف الجو والعواصف الترابية . وتأتي هذه الضربة الاولى لرصد نبض ردود الافعال مبدئياً اما الحملة الرئيسية فستكون اكبر واشد حيث سيتم التركيز على الاهداف العسكرية للقوات العراقية ومراكز القيادة السياسية واعتقد انه سيتم الابتعاد عن الخسائر المدنية لانه سيكون له تأثير سلبي على الواقع الدولي.
وعن مدى نجاح القوات العراقية في الصد يقول اللواء علي حفظي ستتوقف المقاومة العراقية التي ستتم من خلال التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة ولذلك نجد ان الولايات المتحدة تستخدم الحرب النفسية بشكل اكبر حتى تحبط ارادة المقاومة من خلال وسائل الاعلام التي تؤدي إلى الاحباط والضغط النفسي.
وعن تفاصيل الحرب يقول انها لن تعلن ولكن عندما تقدر الامور سيتم تقسيم العراق ومحاصرة المدن الرئيسية حتى يتم افقاد السيطرة للقيادة السياسية وقد تلجأ المخابرات الامريكية لعمليات اغتيال سياسية اما المقاومة العراقية من خلال القوات المسلحة فهي لا تستطيع مجابهة القوات الغازية خارج المدن في ظل التفوق الامريكي العسكري مع قوات التحالف وستركز القوات العراقية على ادارة المقاومة في العراق وعما اذا كان سيصمد الشعب العراقي امام الحرب النفسية قال هذا يرجع إلى مدى قياس قدرة الشعب العراقي على تحمل هذا وهل تحافظ القيادة على جعل معنويات عالية شعبها عالية؟
وعن مدى احتمالية استخدام العراق اسلحة دمار شامل قال : ان ذلك هو الخيار الاخير امام القيادات واللجوء إلى هذا الاستخدام في الحرب لا يكون الا عند الرمق الاخير واعتقد لو تم هذا ولا اتوقعه في البداية لانه سيوجد المبرر للطرف الآخر في ادعاءاته وكل ما هنالك ستلجأ القوات العراقية إلى عمليات صغيرة تؤثر في الموقف المعادي وتحاول احداث اكبر الخسائر في القوات المعادية.
تكتيك جديد
اللواء زكريا حسين مدير اكاديمية ناصر العسكرية السابق والاستاذ بجامعة الاسكندرية قال : انه على عكس ما يرى كل المخططين الاستراتيجيين ان من المعتاد ان يبدأ الضرب الجوي الصاروخي المكثف كما حدث في عاصفة الصحراء حيث استغرق 37 يوماً قبل ان يبدأ الهجوم البري واستمر في غزو افغانستان 5 اسابيع متصلة قبل ان يبدأ الهجوم البري ايضاً الا اننا فوجئنا بضربات امريكية تعتبر "جس نبض" حيث ان الضربات الصاروخية لم تبدأ حتى الآن وهذا تكتيك استراتيجي جديد يستهدف امرا مهما جداً وهو ان تستكمل القوات العراقية الفتح الاستراتيجي الكامل وتتخذ اوضاع القتال ويتم احتلال مراكز القيادة والسيطرة وحتى القيادات الشعبية تبدأ في اتخاذ اماكنها باعتبار ان وجهة نظرهم اكدت ان الحرب قد بدأت حسبما اعلنها بوش وهذا مطلب امريكي يجعل من بداية الضربة الجوية الصاروخية الحقيقية التي لم تبدأ بعد والتي من المنتظر ان تصل قوتها إلى 1000 طائرة قتال وحوالي 3500 صاروخ توما هوك وان تتواصل فترة زمنية قد تتجاوز 48 ساعة وبالتالي ممكن ان تكون هذه الضربات مؤثرة باعتبارها ستكون على اهداف اساسية حقيقية تم اتخاذ اوضاعها بناء على رد الفعل الذي احدثته ضربة جس النبض مع بدء الضربة الصاروخية الجوية التي ستتواصل لتحدث فانطلق عليه الصدمة او يمكن ان نطلق عليه استراتيجية القرار الاستراتيجي وبالتالي يتم اخلاء المدن هرباً من القصف والتدمير الذي ستحدثه الضربات المكثفة مما يهيئ الظروف المناسبة حسب وجهة نظر العسكريين الامريكيين لدخول المدن خاصة العاصمة دون قتال مؤثر.
حرب صاروخية
واوضح عبد الغفار شكر الكاتب والمحلل السياسي ونائب مدير مركز الدراسات العربية ان من الواضح من امريكا انها سوف تركز على ضربات صاروخية وغارات جوية تحاول من خلالها تدمير البنية العسكرية للعراق وسوف تتحدد نتيجة الحرب ليس من خلال هذه الغارات الجوية الحالية ولكن على ضوء الهجوم البري فاذا دخلت قوات امريكية برية للسيطرة على العراق عندها يمكن للمقاومة العراقية ان تلحق خسائر بها ولكنها لم تستطع هزيمتها وفي النهاية ستتغلب القوات الامريكية بعد اصابتها بخسائر واذا طالبت الحرب فان الرأي العام العالمي المعارض لها لن يسكت طويلاً وستكون هناك مصاعب شديدة امام امريكا وبريطانيا واذا اقتصرت امريكا وبريطانيا على الضربات الصاروخية والغارات الجوية فانها لم تستطع ان تغير الوضع على الاراضي العراقية الا اذا حدث انقلاب عسكري وبالتالي لا يستطيع احد ان يتنبأ منذ الآن بنتيجة هذه الحرب لان هناك احتمالات مفتوحة سوف تحسمها التطورات والمواجهات القادمة ومن الواضح ان امريكا تراهن على انهم عندما يزداد الضرب يبادر عدد من كبار الضباط العراقيين بالانقلاب على صدام حسين وفي رأيي ان الحكومات العربية لا تستطيع الآن ان تفعل شيئا لانها اذا كانت تستطيع ذلك لكانت فعلتها قبل بدء الحرب وهذا يتطلب الاخذ بمبدأ اللامركزية القيادية.
مفاجأة
اكد اللواء منير شاش المستشار الاستراتيجي والعسكرية باكاديمية ناصر العسكرية العليا ان الحرب بدأت بالفعل معتمدة على عنصر المفاجأة بقذف 40 صاروخاً دفعة واحدة على امل ان يكون صدام حسين غير مستعد وبالتالي بمكن التخلص منه دون خسائر للقوات الامريكية كبيرة، وسوف تتواصل الهجمات والضربات الجوية والصاروخية خاصة بالقنابل الذكية والموجهة بالليزر ولن تتراجع الادارة الامريكية عن ضرب العراق وان هرب صدام الآن لان الغرض ليس تغيير النظام فقط وانما احتلال العراق. بالاضافة إلى توجيه رسالة إلى كافة الدول العربية لمهادنة امريكا والا كان مصيرها مصير العراق وصدام، وقال ان امكانيات العراق سواء في العلماء او البترول او الارض الزراعية بالاضافة لكونها تشكل موقعا متميزا في قلب الدول العربية وكون العراق يخشى منها لعدم السيطرة على النظام فيه وخوضه عدة حروب متتالية مع ايران والكويت يحتم على امريكا الا تتراجع عن الاحتلال وتعيين حكومة موالية لها من اجل فرض هيمنتها على المنطقة بالكامل.
واوضح اللواء شاش ان ما يحدث الآن هو التمهيد النيراني لتدمير ما يمكن من خطوط حربية للقضاء على المقاومة العسكرية او المدنية التي يمكن ان تسبب لهم خسائر خاصة الخسائر البشرية، فاذا استطاعت العراق تحقيق خسائر كبيرة في العنصر البشري الامريكي ستقلب الطاولة على رأس بوش ومجموعته، خاصة ان العراق لديه مليونا عضو مقاتل في حزب البعث وهو حزب عقائدي يمكن ان يستغل العمليات الفدائية بالاضافة إلى قوات الحرس الجمهوري ووحدات الجيش الذين اذا نجحوا في استدراج القوات الامريكية إلى الشوارع العراقية فسوف تحدث مذابح في الصفوف الامريكية، ذلك ان المقاومة ستكون شرسة لان الشعب العراقي يعلم تماماً انه ميت ميت وبالتالي ستكون المقاومة والاستبسال.
لم تبدأ فعليا
اما اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي باكاديمية ناصر العسكرية فيرى ان الحرب لم تبدأ بعد وان ما حدث يمكن تصنيفه انه ضربة استباقية على اساس ان ما تيسر من معلومات افادت ان المخابرات الامريكية حصلت على معلومات عن الرئيس العراقي وبعض اركان قيادته في جنوب بغداد واجتمع بوش وتينت وقرروا ان يوجهوا هذه الضربة للقضاء على الرئيس العراقي قبل ان تبدأ المعركة لارباك القيادة العراقي لكن يبدو ان الضربة كانت طائشة لسببين اولهما ان الجانب العراقي انها اصابت اهداف مدنية ثم وجدنا الرئيس صدام واركان قيادته يذيعون بيانات حية على التليفزيون العراقي وهو ما يؤدي الى انطباع بأن الضربة لم تتحقق اهدافها ولكن في مثل هذه الاحوال يجب ان نأخذ ما يصدر عن الجانبين بشيء من الحذر لان كل جانب يريد ان يؤثر في الحالة النفسية للجانب الآخر.
لا ثالث لهما
ويجب ان نلاحظ ان هناك شيئا من الثبات والهدوء والثقة بالنفس وهذا ليس له تفسير الا احد احتمالين. الاول: شعور الرئيس صدام انه يقف على ارض صلبة. الثانية: انه لا يدرك عواقب ما يجري حوله وتلك هي الطامة الكبرى وهذا لا يعني ان هناك التوقعات حول انتصار الجانب العراقي على الجيش الامريكي نظراً للتقدم التكنولوجي والعسكري الامريكي أن ارسل العراق صاروخين إلى شمال الكويت على دفعتين وهو ما جعل القوات البريطانية والامريكية تأخذ ايضاً حذرها هي الاخرى وان لم تعلن عن خسائر والقوات البرية هي التي تحسم الحروب وان كانت امامها فرصة وفترة زمنية كبيرة وسيتوقف دخولها على مدى تأثير الضربات الصاروخية والجوية وتحقيق اكبر هلع وخسائر في الجانب العراقي حتى يضمن الدخول بدون قتال.
واضاف اللواء طلعت مسلم ان الحرب بدأت فعليا بعد اجتماع استمر اربع ساعات ونصف الساعة في البيت الابيض بين الرئيس الامريكي ومعاونيه الا ان المعركة الرئيسية سوف تكون في بغداد ولهذا فهي تحدث على تدرج وليست دفعة واحدة من اجل عدم الانخداع في حرب عصابات او النزول إلى شوارع بغداد والعراق بصفة عامة دون التخلص نهائياً من المقاومة.
وما حدث من اطلاق 40 صاروخاً من طراز كروز من عدة مناطق في الخليج على العاصمة بغداد في موقعين فقط هي البداية، الا ان العواصف الرملية تعوق خطط الهجوم وتعيق استخدام القنابل الموجهة بالليزر والرؤية ونقل القوات البرية عن طريق الهليكوبتر ومن ثم فان الهجوم الشامل سوف يتأخر قليلاً وان القوات الامريكية سوف تستخدم في ضرباتها ومقذوفاتها ما يعادل قنبلتين نوويتين كل ثلاثة ايام وهو ما يؤدي إلى تدمير البنية الاساسية للعراق نهائياً، وقال ان ما حدث من اعلان ان الحرب والهجوم اللذين حدثا كانا يستهدفان بعض العناصر والرئيس العراقي للتغطية الاعلامية فقط. واشار إلى ان الحرب ستفتح باب التفرقة والتمييز بين العرب والمسلمين في امريكا وغيرهم بسبب تعاطف العرب مع الشعب العراقي ضد اتجاه الادارة الامريكية وقال ان الرئيس العراقي لن يستخدم ما لديه من اسلحة تقليدية متبقية الا بعد نزول القوات الامريكية والبريطانية اراضيه.
وطالب المجتمع الدولي بالاسراع لايقاف هذه العمليات العسكرية التي ستضر بالمقام الاول بالمدنيين خاصة ان هذه الضربة سيتغلها شارون لاجتياح الاراضي الفلسطينية.
الصيد السهل
ويعلق الخبير العسكري اللواء كمال شديد الاستاذ باكاديمية ناصر العسكرية سابقاً ان ما حدث من قيام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من شن هجوم عسكري على بعض المناطق العراقية هي الحرب الصغيرة التي يقصدها الرئيس الامريكي بوش ان لم يكن عمل القوات الجوية والبحرية مقروناً بعمل عسكري بري ان استطاعات العراق ان تصد هذه الهجمات وهي بمثابة جس النبض وتحاول قوات التحالف ان تخرج بعض القوات العراقية إلى الحدود الكويتية بهدف امتصاص نسبة من قوات الحرس الجمهوري العراقية او المدرعات او الميكانيكية الامر الذي سوف يخرجها من تحصيناتها العسكرية ويعرضها لضرب القوات الجوية والبحرية من جانب قوات التحالف حينما تدخل في منطقة الصحراء في المنطقة العسكرية الجنوبية وهي المنطقة المحظورة اصلاً مما سيقدم لهذه القوات صيداً سهلاً في بداية الضربة وفي نفس الوقت يؤكد للآخرين ان التحالف سوف يمضي للنهاية في تنفيذ الاستراتيجية الموضوعة.
واضاف ان هناك ما يطلق عليه بهذه المناسبة المرحلة الافتتاحية للحرب وهي تمثل الفاصل الزمني ما بين بدء الاعمال العسكرية جواً وبحراً وبراً لعناصر استطلاع او لعوامل انزال جوي او بحري محدودة على سبيل المثال ظلت المرحلة الافتتاحية للحرب البرية في عاصفة الصحراء مدة ستة شهور حتى بدأت الحرب البرية لتحرير الكويت في 24 فبراير عام 1991.
وعما اذا كانت ستسمر هذه المرحلة الافتتاحية بنفس هذا الطول، يقول اللواء شديد بالقطع لن يتكرر هذا الآن هذه الضربة مبنية على اساس استراتيجية واضحة تماماً وهي ان تكون حرباً خاطفة تحقق اهدافها النهائية في اقل وقت ممكن خلال ايام او اسابيع ولهذا اسباب معروفة وهي ان الضربة المنتظرة التي لا تستند إلى غطاء شرعي.
تساؤل مهم
واوضح الدكتور محمد السيد سعيد - نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام - ان الحرب التى تشنها امريكا على العراق الآن اعتمدت على اطلاق الصواريخ والقاذفات المدمرة على اهداف للمواقع الرئاسية العراقية وذلك حسبما أعلنته وكالات الانباء الا ان هذا كله لايعني الاستمرار فى هذا الاتجاه وانما ستتجه القوات الامريكية للغزو البري الذي لابديل عنه فى هذه الحرب وهو مايثير التساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على تنفيذه خاصة ان الرئيس بوش اشار فى خطابه الذى اعلن فيه بدء العمليات العسكرية فى العراق الى احتمالات الخسائر الامريكية الكبيرة نظرا لصعوبة الموقف وهو ما يشير الى عدم استبعاد لجوئه الى الحرب النفسية والغامضة وهو ماتكشف عنه الايام القادمة.
وقال ان التقديرات الاولية للحرب تدل على انه لايمكن التنبؤ بموعد انتهاء الحرب ولا بطبيعتها ما بين كونها خاطفة وسريعة او كونها طويلة الامد لان ذلك يتوقف على تقدير الولايات المتحدة ومدى تأكدها من تحقيق اهدافها سواء المعلن عنها وهو اسقاط النظام العراقى واقامة نظام ديقراطى بها او غير المعلن وهو الهدف الاقتصادي والسيطرة على منابع النفط والاتجاه لنظام جديد فى المنطقة. واشار الدكتور سعيد الى ان انهاء الحرب لايتوقف على الرأى العام العالمى وانما الذى يحدده هو الرأى العام الامريكى وظهور حركات مناهضة للحرب اكثر مما هى عليه الآن والتى يجب ان تكون من مواقع خارج البيت الابيض كالبنتاجون الامريكى.
واعرب عن اعتقاده بان الحرب الامريكية على العراق ستتم من خلال غزو شامل وسريع وهو الامر الذى يمكن للقوات العسكرية الامريكية تحقيقه الا انها ستواجه بمشكلة كيفية اقتحام بغداد والسيطرة عليها وهو الامر الذى قد يثير الرأى العام الامريكى نفسه ومن ثم يوجد نوعا من الاشكالية فى الحرب الدائرة الآن على العراق.
اللواء دكتور وجيه العفيفى سلامة - الخبير الاستراتيجي ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية - يرى ان الحرب التى بدأت فجر اليوم عملت على ايجاد حالة من عدم الاستقرار الدولي وحالة من الهياج فى المنطقة العربية بالرغم من التأكد من وقوعها الا ان الرأى العام العربى كان يتطلع لحل آخر يجنب المنطقة ويلات الحرب التى لن تترك اثارها على العراق وحده وانما ستمتد لغيرها من دول المنطقة وبالرغم من ذلك اصبحت الحرب واقعا ولن تتراجع الادارة الامريكية عن المضي فى سبيل تحقيق اهدافها التى اعلنت عنها وهى حماية المنطقة والعالم من مخاطر اسلحة الدمار الشامل التى تزعم بان العراق يمتلكها فى حين انه هدف دفين ينطوي على اهداف اخرى معلومة للجميع ومن اجل تلك الاهداف فان الادارة الامريكية ستسعى لتحقيقها مهما كانت النتائج .
واشار اللواء سلامة الى ان الحرب بعد وقوعها عملت على احداث تغيير فى بعض المواقف الدولية ازاء العراق والتى ظهرت فى تركيا التى اصدر برلمانها بيانا يرفض المشاركة فى ضرب العراق وهو ما يعني وجود احتمالات تغيير المواقف الدولية الا ان هذا الاتجاه غير معلوم خاصة ان الحرب جاءت بمثابة فرصة لتصفية حسابات مع النظام العراقى ليس فقط لامريكا ولكن ايضا لغيرها مثل الاكراد العراقيين والمعارضة العراقية التى تحاول ان تستغل هذه الحرب للتخلص من النظام الحالي واقامة نظام ديمقراطى يعطي الفرصة لكافة الفصائل فى المشاركة فى الحكم.
وعن توقعاته لنتائج الحرب قال اللواء سلامة انه من الصعب التوقع بما تنتهي اليه الحرب ولكن الشئ شبه المؤكد انها ستؤدي فى النهاية الى نتيجة ترضى غرور الولايات المتحدة ولو بشكل غير حقيقي لان القوات الامريكية لم تواجه مشاكل فى الحرب حتى الآن ومن المتوقع ان تواجه عقبات اذا دخلت المدن هذا بجانب ظهور حركات للمقاومة من داخل العراق وكذلك امكانية احكام صدام على الجيش العراقى وتوظيفه توظيفا يخدم اهدافه هو الآخر ولذلك فان المعركة ليست يسيرة ولن تنتهى سريعا .
وعن تقييمه للضربة العسكرية الامريكية البريطانية للعراق قال الدكتور رفعت سيد احمد - مدير مركز يافا للدراسات والابحاث - ان الحرب تبدو فى بدايتها ضعيفة واقل مما كان متوقعا لها خاصة مع التهديد الامريكى المستمر والذى جاء على لسان الرئيس بوش الابن ولكن هذا لايعنى امكانية تقييمها من خلال الطلعات الاولية ولايمكن ايضا بناء تصور لما ستكون عليه فىالايام القادمة الا ان الشئ المؤكد والذى لايتسع الجدل من حوله هو ان الادارة الامريكية فى حربها تسعى لاسقاط نظام صدام حسين وان لم تنجح فى ذلك فانها ستحول العراق لمنطقة دمار شامل.
3 سيناريوهات
وعن السيناريوهات المتوقعة فى ادارة الحرب لتحقيق الهدف الامريكى اوضح الدكتور احمد ان ادارة الحرب تتم من خلال 3 سناريوهات الاول هو الضرب من الداخل الى الخارج وذلك من خلال قوات المظلات وبعض العملاء لصالح امريكا وذلك للسيطرة على بغداد وسقوطها فى القبضة الامريكية .. اما السيناريو الثانى فيقوم على اساس الضرب من الخارج للداخل وذلك من خلال عمليات خنق العراق عن طريق الحدود الكويتية العراقية واحاطتها من الشمال من اجل قضم العراق وفرض الحصار العسكرى عليه.. اما السيناريو الثالث وهو الاعم والاشمل هو اتباع السيناريوهين معا وهو يعتمد فى الاساس على الضربات الجوية وعلى عمليات التخريب الداخلية.
واشار الى انه بغض النظر عن الاسلوب المتبع او سيناريوهات ادارة الحرب فان الهدف الامريكى واضح وهو الاجهاز على النظام العراقى وهو الهدف المؤكد حدوثه مهما كانت قوة الردود العسكرية العراقية خاصة ان هناك فارقا فى القوة مابين الجبهتين هذا بالاضافة الى لجوء امريكا لاسلحة ذكية ولأول مرة وبالتالى فان تحقيق هدفها شبه مضمون فى ظل الظروف الحالية.
وعن موقف تركيا من الحرب واعلان البرلمان رفضه المشاركة فيها قال الدكتور احمد ان القرار الذى يحدد الموقف التركي من الاختصاصات الفعلية للمؤسسة التركية العسكرية وليس للبرلمان او الرأى العام ومن المعلوم ان المؤسسة العسكرية التركية مؤيدة للحرب التى ترى انه من مصلحتها خوضها مع امريكا حتى تفوز بالوعود الامريكية بالمساعدات المادية والتى تقدر بنحو 20 مليار دولار هذا فى الوقت الذى تسعى فيه تركيا الى الدخول فى حلف الاطلنطى هذا بجانب الايمان التركى بان النفط فى كركوك هو فى الاصل تركى ولذلك تحاول تركيا عمليا خوض الحرب حتى تفوز بتحقيق اهدافها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.