أكد قائد القوات المصرية السابق في حرب الخليج الثانية اللواء محمد علي بلال ان المقاومة القائمة حالياً في العراق ليست دفاعاً عن صدام ونظامه بل دفاع عن الارض والمصير، حيث ادرك العراقيون ان الحرب ليست هدفها تغيير النظام بل اعلان الهيمنة الامريكية على العراق وقدراته وامكانياته البترولية، اضافة إلى ان اعلان الامريكيين عن وجود حاكم امريكي جعل العراقيين يشعرون ان المسألة اكبر من تغيير النظام. وحول دور العمليات الاستشهادية كاحدى ادوات التطوير في المقاومة العراقية قال اللواء بلال ان العمليات الاستشهادية هي بمثابة سلاح فتاك سيحصد ارواح مئات الامريكيين . وفيما يختص بالرهان العراقي على قوات الحرس الجمهوري وحجم مقاومته لامريكا ، قال اللواء بلال لا شك ان دور قوات الحرس الجمهوري سيظهر بصورة قوية عند دخول القوات الامريكية إلى بغداد لان هذه القوات مهيأة لحرب الشوارع والمدن ولا شك انه سيلقن الامريكان هزائم ساحقة. ( اليوم ) التقت رئيس القوات المصرية السابق وكان هذا الحوار سر المقاومة ما هو السر وراء هذه المقاومة العنيدة للعراقيين رغم ان نظام صدام اذاقهم الهوان وخاض بهم حروباً جاءت على الاخضر واليابس.. وهل امام هذه المقاومة العنيدة للعراقيين ستتراجع امريكا عن سيناريو حربها تجاه العراق؟ رغم ما ذكرته عن رفض العراقيين لنظام صدام نظراً لجرائمه الا ان الموقف العراقي القائم ليس تأييداً لصدام لكنه دفاع عن العراق وشعبها ، فالخطة الامريكية التي اعلنها الامريكيون عن مستقبل العراق وهي ان يتم التخلص من صدام ثم تقسيم العراق وتعيين حاكم عسكري واعطاء صلاحيات اقوى لدولة كردية كل هذا جعل العراقيين متخوفين من مستقبلهم واحتمالات تعرضهم لحرب اهلية، جعلهم يحاربون حرب المصير والوجود.. وهذه المقاومة الباسلة جعلت العراقيين في موقف قوي فقد اجبرت المقاومة خلال الايام العشرة الاولى من المعركة عن التراجع عن مواقف عديدة سبق ان اعلنتها اضافة إلى حجم الاستنزاف الذي تعرضت له القوات الامريكية وخاصة خطوط الامداد التي تمتد من القاعدة الرئيسية في الكويت والممتدة بطول مئات الكيلومترات إلى المدن العراقية الاخرى مثل البصرة، الناصرية، النجف، كما أن القوات المتوجهة إلى بغداد من الفدائيين اضافة إلى الخسائر البشرية التي اسرت بالسلب على معنويات الامريكان ورفعت من الروح المعنوية للعراقيين. الحرس الجمهوري ما حقيقة قوات الحرس الجمهوري وما امكانياته وهل حقاً يستحق كل هذا الرهان العراقي عليه وانه سيكلف امريكا الكثير من حيث الخسائر؟ الحرس الجمهوري هو احد القوات المقربة من النظام العراقي والمكلفة بحمايته وهي تتسم بامكانيات عسكرية مميزة افضل من القوات الاخرى وهي قوات تنقسم إلى ثلاثة افرع، الاولى قوات نظامية عادية مثل "المشاه والمدرعات، والميكانيكا" والثانية هي الفرقة المدنية وهي المختصة بالعمل في حرب الشوارع والمدن اما الثالثة فهي فرقة الحرس الخاصة المرتبطة بالحفاظ على صدام حسين اينما كان واعتقد ان امريكا ستلجأ إلى استخدام اسلحة ممنوعة حتى تحاول ان تخرج من هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه وارى ان امريكا ستحاول من جديد اعداد ترتيب اوراق المعركة بحيث ستركز فقط على بغداد وليس المدن الاخرى حتى تستطيع ان تسقط نظام صدام وبعدها تعلن انها نجحت في تحقيق هدف ما وتحاول ان تخرج من هذه المعركة بأقل خسائر. الهدف الاستراتيجي بعد نجاح المقاومة العراقية الباسلة حتى الان إلى أي مدى تستمر هذه المقاومة هل يمكن ان يحدث تطور جديد في المقاومة خاصة استخدام العمليات الاستشهادية؟ يمكن تصور الهدف الاستراتيجي العسكري العراقي في امكانية استخدام كل الوسائل المتاحة لاطالة زمن العمليات وجعل عملية الغزو الامريكية صعبة ومعقدة ومؤلمة ومكلفة من خلال ادارة حرب مدن خاصة حول العاصمة بغداد بما يعرقل ويفوق تحقيق الاهداف الامريكية في كسر الارادة السياسية وفرض تنحية الرئيس العراقي صدام حسين وتعيين قيادة سياسية جديدة في العراق. ما هي الاعتبارات التي تؤثر علي التخطيط الاستراتيجي العراقي ؟ التخطيط العراقي يعود إلى المخطط الامريكي الذي يدعو إلى انهاء النظام العراقي مما جعل الرئيس العراقي يحارب معركته الاخيرة باستهداف القضاء على نظامه واسرته ومحاكمته فأجهزة المخابرات الامريكية قد اعدت قائمة باسماء 2000 من القيادات العراقية تم تقسيمهم إلى ثلاث فئات الاولى على رأسها الرئيس صدام حسين وافراد اسرته والمقربون منه، والثانية تضم من يكون لديه استعداد للتعاون معهم في ادارة العراق بعد سقوط صدام حسين والثالثة تضم القيادات التي تتعاون مع الادارة الامريكية منذ سنوات مضت. وستحاول القيادة العراقية العمل على تحقيق الاتي حتى تواجه الامريكان وتحاول انزالهم اكبر قدر من الخسائر: 1- استغلال موجة الكراهية للسياسة الامريكية التي تزداد تصاعداً خاصة في ظل اطلاق يد حكومة اريل شارون ضد الشعب الفلسطيني. 2- فتح الاراضي العراقي لاستقبال اعداد من المتطوعين العرب خاصة الافغان ممن لديهم خبرة حرب ضد السوفييت خاصة ان نسبة عالية منهم ترجع اصولهم إلى بلدان عربية المتاخمة للعراق. 3- التحضير العراق لجبهة داخلية لاعداد كتائب شعبية من حزب البعث والعشائر البدوية مع اعداد مجموعات استشهادية الذين سيعملون قنابل بشرية ضد القوات الغازية مما يعني ان ادارة حرب استنزاف طويلة تجعل من الصعب تحقيق الاهداف الامريكية المخططة. 4- تدفق المتطوعين على العراق من اكثر من دولة غربية وشرقية تسعى للعمل كدروع بشرية لحماية المنشآت الاستراتيجية للشعب العراقي. حجم الصدمة ما هو حجم "الصدمة" الامريكية من دور المقاومة العراقية في قلب الاستراتيجيات العسكرية التي وضعتها للتعامل مع ازمة العراق؟ نتيجة لعدم التقدير السليم لقدرة الشعب العراقي على الصمود من جهة وتقدير احتمال قيامه بانتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس صدام حسين بمجرد بدء العمليات لقوات التحالف من جهة اخرى حدثت المفاجأة للمقاومة العنيفة للشعب العراقي بكل طوائفه في اطار تماسك وطني وروح معنوية وقتالية عالية وذلك نتيجة لتمرسه لفترة زمنية تجاوزت عقدين من الزمان على التعايش مع القصف الجوي والصاورخي المتواصل مع استمرار حياته الطبيعية واليومية خاصة مع تكرار ذلك لفترات وعبر سنوات طويلة الامر الذي جعل القتال والمواجهة امراً طبيعياً تم الاعداد له تلقائياً نتيجة للظروف الطارئة التي طالت بهذا الشعب دون غيره من شعوب العالم ،ومن هنا فقد فشلت جميع المحاولات الامريكية البريطانية خلال المرحلة الاولى من العمليات في السيطرة واحتلال أي من المدن التي حاولت اقتحامها وبصفة خاصة في منطقة شط العرب الاستراتيجية واصبحت معركة ميناء ام القصر والناصرية والفاو مثالاً للمقاومة العنيفة التي حالت دون سقوطها رغم كل ألوان التدمير او القصف الجوي العنيف عليها. لا ضمانات هل تعتقد ان العراق قد تتحول إلى افغانستان اخرى بمعنى ان تكون منطقة لجلب المتطوعين وكيف ستتعامل امريكا مع هذا الموقف حالياً ومستقبلاً؟ لا احد يستطيع ان يتنبأ بتسلسل محدد لسير العمليات في الاراضي العراقية كما انه لا يمكن ضمان ان تسير الخطط الموضوعة للحرب طبقاً للتوقع المسبق لها كما انه لا يمكن قيام قياس مدى قدرة صمود القوات العراقية والتي تركزت جهودها لحماية العاصمة، الا انه يلاحظ ان العراق سوف يعتمد على الكثافة السكانية والاراضي الضيقة لتنظيم دفاعاته وتركيزها على رمز الدولة وعدم بعثرة القوات على الاماكن البعيدة والمتاخمة للحدود العراقية حيث انه لا جدوى عسكرية من ذلك حيث ان مساحة العراق نصف مليون كم2 كما ان العاصمة بغداد تبعد لمسافات تتراوح بين 400 او 600 كم من حدودها الامر الذي سوف يوجد مشاكل حقيقية امام القوات المهاجمة من النواحي اللوجيستية والتأمين العملياتي للقوات المتدفقة ويؤدي ذلك لضرورة زيادة اعداد القوات المطلوبة لتأمين قواعد الهجوم من داخل الاراضي العراقية مما سينهك القوات خصوصاً في ظروف القتال في الاراضي الصحراوية ونلاحظ من الاعمال الافتتاحية وقيام القوات البرية والقوات الخاصة بالتسرب خلال خط الحدود الطويل إلى داخل الاراضي العراقية والاعلان عن سقوط المدن والمناطق بهدف التاثير المعنوي الهائل حينما يتم الهجوم على العاصمة واطراف الدولة في نفس الوقت للتركيز كما سبق على ايجاد حالة اليأس لدى القوات العراقية. خطوط عريضة كيف ترى الاستراتيجية الامريكية المستقبلية التعامل مع مستقبل العمليات العسكرية بعد هذه المدة؟ اتصور ان هناك خطوطاً عريضة للفكرة الاستراتيجية الامريكية ستتم على الوجه التالي: 1- محاولة تدمير النظام او افقاده كافة قدرات ووسائل القيادة والسيطرة وحرمانه تماماً من ممارسة أي قدرات قيادية حقيقية مما يفتح الباب امام تشجيع عناصر داخلية بالقيام بانقلاب وازاحة هذا النظام من السلطة لاطمئنان تلك العناصر المنشقة بأن القوات الامريكية قريبة ويمكنها التدخل الفوري لحسم الموقف بسرعة ولصالح تلك العناصر. 2- في نفس الوقت دفع قوات لاحتلال مناطق حيوية في جنوب وشمال العراق يمكن تحقيق ذلك دون تكلفة تذكر للايحاء ببدء الهجوم الشامل وتحطيم الروح المعنوية. 3- اعداد المناطق التي يتم احتلالها مثل اراضي للهبوط او مطارات قديمة واعادة فتحها لاستقبال قوات جديدة وقد تم تنفيذ ذلك بالفعل في المنطقة الغربية شرق الحدود الاردنية. 4- تشجيع الدول المترددة او التي تخفي تأييدها للهجوم للانضمام للتحالف على اساس ان المعركة قد اوشكت على الانتهاء وان النصر محقق لا محالة ويجب الا تفوتهم المكاسب السياسية. 5- اعطاء الانطباع للعالم بان الحرب تسير بشكل هادئ ولا يوجد سبب للخوف والاحتجاجات ما دام كل شيء يمر بهدوء. 6- استمرار القصف الصاروخي او الجوي على بغداد واماكن متفرقة من الدولة للاعلان عن سقوط مدن عراقية شبه جزيرة الفاو، البصرة، النجف والاعلان عن استسلام عراقيين واسر اخرين هكذا هو اتجاه الاستراتيجية في المرحلة المقبلة. دوافع الحرب ما رأيك فيما يثار حول الدوافع الاقتصادية للحرب؟ وهل تؤثر الموازنة المخصصة للعمليات والخسائر الامريكية على سير المعركة؟ لا اعتقد اطلاقاً ان هناك اهدافا اقتصادية لهذه الحرب فامريكا هي المسيطرة على البترول في انحاء العالم بما في ذلك البترول العراقي فهي التي حددت برنامج النفط مقابل الغذاء وبالتالي حددت كمية النفط العراقي الذي يباع في السوق العالمي واؤكد ان الدافع الحقيقي هو الاحتلال، واضيف ان ما يقال عن خسائر امريكا وبريطانيا من الحرب فهو غير حقيقي وهو ما اكده تصريح الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قبل بدء العمليات مباشرة حيث اكد ان هذا البرنامج سيتم وقفه إلى ما بعد الحرب للحكومة التي تعينها امريكا وهو ما يعني ان الصندوق سيكون في ايدي الامريكان ومعنى ذلك ان تأخذ امريكا وبريطانيا كل ما تكبدته خلال الحرب ثم تقوم ايضاً بالتعمير من عائدات النفط من خلال شركاتهما ثم تعطي بعض الفتات للشركات الاخرى حتى لا يقال انها اكلت الكعكة بمفردها. مفاجأة للعالم ما توقعاتك لاستمرار العمليات العسكرية؟ اعترف انه قبل بداية الحرب كنت من الخبراء الذين اكدوا ان الحرب ستكون سريعة وخاطفة اعتماداً على سلوك العراقيين في عام 1991 حينما صدق العراقيون انهم القوة الرابعة على مستوى العالم وانهم لا يهزمون. وبناء على هذه الصورة توقعت وغيري الا تستمر المعركة اكثر من اسبوع او 15 يوماً على اقصى تقدير لاحتلال العراق . ثم فوجئت كما فوجئ الامريكان بعد بدء العمليات ان العراق استطاع ان يقف عند حقيقة قراراته وامكانياته في مواجهة القوات الامريكية وهو ما يؤكد ان التفكير العراقي اختلف عن عام 1991 حيث عرف حجمه وقوته وهذا يعني انه لا استطيع ولا يستطيع غيري ان يقول متى ستنتهي الحرب رغم ان امريكا تستطيع ان تحقق هدفها خلال 24 ساعة ولكن هل تقبل ان تفني شعبا لتحتل ارضه وكيف سيؤرخ التاريخ لبوش. بدائل مطروحة وما هي البدائل المطروحة امام امريكا لتحقيق اهدافها؟ الاهداف التي تحدد البدائل العسكرية التي يتضمنها القرار العسكري وهو ما يطلق عليه المرونة في التنفيذ وهو ما اعلنته امريكا بأن لديها مرونة في التنفيذ ولا يوجد بديل في المعركة الدائرة حالياً الا اذا تغير هدفها وهو احتلال العراق وقد يكون هناك مناورة في التنفيذ ولكن لن يتم الحياد عن الهدف واذا تغير الهدف وهو غير متوقع بمعنى ان يكون البديل لدى امريكا هو اسقاط النظام العراقي فقط وهو البديل الوحيد المطروح حالياً في هذه العمليات وهو بديل لا يرضى عنه أي من الطرفين.. لكن احتمال انه يقبله الامريكانوالعراقيون في حالة الضغط الشديد لسير العمليات ومن العالم الخارجي ايضاً ويمكن ان يقبل العراق هذا البديل في حالة ضمانهم انسحاب القوات الامريكية من الاراضي العراقية. ما الفرق بين حرب الخليج الثانية عام 91 والثالثة الدائرة حالياً من الناحية الاستراتيجية؟ حرب الخليج الثانية تتلخص في ان قوات عراقية احتلت الكويت فكان الهدف هو تحرير الكويت واشتق منه هدف اخر هو تدمير العراق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لتحقيق هذا الهدف استخدمت قوات التحالف قوة نيرانية هائلة تمثلت في القوات الجوية والصواريخ لمدة طويلة حوالي 5 اسابيع وهو ضرب متواصل على البنية التحتية والاساسية للعراق وهذا هو الهدف.. اما في حرب الخليج الثالثة والدائرة حالياً فالهدف مختلف فهو تحرير العراق "كما يعلن" وتغيير النظام "كما يعلن" ونزع اسلحة الدمار الشامل "كما يعلن" ولكن الهدف الحقيقي غير المعلن هو احتلال العراق والسيطرة عليه واداراته بواسطة امريكا وبريطانيا وهذا الهدف يستوجب بعض الامور مثل الاستيلاء على بغداد لاسقاط الحكم ثم الاستيلاء على معظم المدن العراقية ثم الحفاظ على البنية الاساسية حتى تستطيع ان تحكم العراق وتدير شئون الشعب العراقي بعد انتهاء الحرب من خلال هذه البنية التي تضمن رضاء الشعب العراقي عن هذه الادارة الاجنبية فهي جاءت لتحريره ورخائه وليس لقتله وهذه الامور المتضاربة مع بعضها استدعت من القوات الامريكية ان تعكس استراتيجيتها في المعركة عن عام 1991 والتي بدأت بالضربات النيرانية الشديدة ولكنها بدأت في هذه الحرب بالقوة البرية التي تتحرك على اساس ان جنوبالعراق وهم من الشيعة سيسهلون مهمة القوات البرية ويفتحون اذرعهم لقوات التحالف وينقلبون على بغداد التي بها اغلبية سنية ويحكمها صدام ولكن خاب ظن قوات التحالف حيث يقاوم الجنوب مقاومة شرسة متضامناً مع النظام وقواته المسلحة مما اطال توقيت العمليات مما تسبب في خسائر لم تكن متوقعة في جانب قوات التحالف وخاصة امريكا التي لم تحقق بعد مضي 12 يوماً أي هدف وخاصة سرعة تنفيذ العمليات. تصحيح عسكري هل القوات الامريكية والبريطانية الموجودة حالياً بالخليج تكفي لتحقيق الاهداف المعلنة؟ اؤكد انها تكفي لو صدق ظن امريكا وهلل له الجنوب كما توقع فالعراق مقسمة إلى 3 اقسام الجنوبي وفيه الشيعة والاوسط وفيه السنيون والعاصمة وهو ما يحكمه صدام فعلاً والشمالي يسيطر عليه الاكراد بالتعاون مع امريكا والتي لها خط دوي في هذه المنطقة ومعنى ذلك ان امريكا لم تكن تضع في الحسبان سوى الجزء الاوسط والقوات الموجودة هناك كانت في نظرها كافية لتحقيق اهدافها ولكن لعدم صدق توقعات امريكا اصبحت هذه القوات والتي تتضمن 4 فرق عسكرية غير كافية لتنفيذ احتلال العراق. هل قرار امريكا بارسال الفرقة الرابعة المتطورة للعراق لدعم القوات الموجودة هناك؟ قرار ارسال الفرقة الرابعة والتي تتضمن 30 الف جندي لم يأت دعماً لما يحدث في الجنوبالعراقي ولكن يأتي في تصحيح القرار الامريكي فمثلما اخطأت امريكا بشأن الجنوب اخطأت بشأن تركيا والشمال ولذلك سيتم نقل هذه الفرقة جواً إلى الشمال حتى تضمن عدم سيطرة الاكراد على الجزء الشمالي سيطرة كاملة بعد هزيمة القوات العراقية البسيطة الموجودة بها ومن هنا يتضح من الصعب على امريكا ان ترسل في فترة لاحقة قوات للسيطرة على هذه المنطقة بالاضافة إلى ان سيطرة الاكراد على الشمال من الممكن ان يدفع للجانب التركي للتدخل وخاصة ان لها قواتا في شريط حدودي بعمق 10 كيلو مترات شمال العراق لذلك كان لا بد من القرار الامريكي بارسال الفرقة الرابعة للسيطرة على هذه المنطقة حتى لا يحدث شيء خارج توقعاتها والوضع الحالي يؤكد ان امريكا حالياً بين نارين هل تستخدم قواتها ونيرانها في اقتحام بغداد باي شكل، ام تحافظ على ما ادعته من تحرير العراق والحفاظ على الشعب والبنية الاساسية وتطيل امد الحرب وتلعب على الحصار الطويل. هناك فرق ما الفرق بين العمليات الامريكية في افغانستانوالعراق؟ هناك فرق كبير حيث ان افغانستان شبه دولة عبارة عن قبائل ولم يكن بها تنظيم سوى طالبان ولم يكن لديها قدرات او امكانيات او جيش منظم ولذلك انهارت بسرعة واختلفت خطة امريكا العسكرية في افغانستان اما العراق فهي دولة عريقة وذات مؤسسات سواء كانت خاطئة ام غير خاطئة وسيكون القتال مختلفا فيها فالشعب العراقي شعب كبير ومتماسك وهو ما اثبتته الايام الماضية للمعركة. هل ستكون العراق (فيتنام) جديدة؟ مستحيل ان تكون (فيتنام)، لان فيتنام كانت دولة تساعدها مجموعة من الدول بالسلاح والعتاد والافراد ضد دولة اخرى تساعدها ايضاً مجموعة من الدول ومعنى ذلك ان هناك عدة دول تتصارع في ميدان واحد ولهذا كانت الخسائر فادحة من الجانبين اما الوضع في العراق مختلف فلا توجد دول تساند العراق فهي دولة واحدة امام عدة دول ولا يمكن عقد مقارنة بينها وبين فيتنام. وما تقييمك لسير العمليات حتى الان؟ اذا قيمنا الحرب حتى الان، يجب ان ننظر إلى ما تقوله امريكا فكل ما استطاعته قواتها حتى الان هو تأمين ميناء ام القصر فقط وهي المهمة الوحيدة التي حققتها وباقي المهام لم تنفذ وكل ما ذكرته انها تقترب من بغداد عبر الصحراء وهذه ليست مهمة قتالية وليست مكسبا عسكريا وانما خسارة عسكرية لان امريكا لا ترغب ان تدخل معارك المدن وتخسر سياسياً وعسكرياً اما خسارة العراق في هذه المعارك فستكون عسكرية فقط وبالنسبة للعراق فكل ما حققه هو اهداف دفاعية ولكنه حققه وهو في حد ذاته نصراً عسكرياً ولو انه محدود فهو نصر غير محسوس وفي نفس الوقت هو خسارة عسكرية مرئية للامريكان واستطيع ان اقول ان هذا الموقف قد يدفع الخاسر إلى اتخاذ خطوات تخرج عن السيطرة لكي يحقق أي مكسب يطمح اليه. هل الحرب الدائرة حالياً هي حرب غير تقليدية؟ ان الحرب الدائرة حالياً هي حرب منظمة حيث تتضمن قوات مهاجمة وقوات مدافعة ورغم عدم وجود انتصار او هزائم لا يعني ان الحرب لم تبدأ او غير منظمة فهي منظمة تماماً وهي حرب قادة وقوات ولكن نتيجة لتأثرنا بالحروب السابقة والتي كانت تتم في الصحراء بخلاف هذه الحرب. هل من الممكن ان يتكرر ما حدث في عام 56 وتنتهي الحرب كما انتهت في56؟ في عام 56 كانت 3 دول تهاجم مصر منها دولتان عضو دائم في مجلس الامن لهما حق الفيتو وفي المقابل كانت هناك دولتان اعظم من هذه الدول الثلاث وهي امريكا والاتحاد السوفيتي وتدخلا في مجلس الامن وحولا القضية للامم المتحدة والتي اتخذت القرار بوقف الحرب والا تدخلت الدولتان عسكرياً بمعنى انه كان هناك توازن عسكري، اما الوضع حالياً فيشير ا لى ان الدولة الاعظم الوحيدة في العالم اتخذت القرار واخذت معها دولة عظمى ولم تستطع الدول العظمى الاخرى ان تقف امام القرار لانها لا تستطيع ان تقف في وجه الدولة الاعظم عسكرياً واقتصادياً خشية ان تفرض عليها حصاراً اقتصادياً او تضعها في الحظر الدولي. ميدان كبير هل من الاهداف الامريكية في هذه الحرب ان تنظف ترسانتها من اسلحة الحرب الباردة؟ يجب ان نضع في اعتبارنا ان ترسانة الاسلحة الامريكية استخدمت في حرب 1991 وهو السلاح الذي كان مخصصا للحرب العالمية الثالثة ولم يستخدم في الحرب الباردة ولكن يمكن ان نقول ان الحرب الحالية تعتبر العراق ميدان رماية كبير يمكن امريكا من تجربة اسلحتها والتي توصلت اليها بين الحربين فمن المؤكد ان امريكا تستخدم كل ما انتجته وطورته من اسلحة في ميدان الرماية العراقي. وحالياً يتم تجربة صواريخ باتريوت 2 وهي التطوير الجديد لباتريوت التي فشلت في حرب 91 وتم تطويرها ولكن لا يمكن دراسة مدى وقتها بعد التطوير فلم يعد هناك صواريخ سكود عراقية. هذا ما تبقى ما مدي المقومات التي يعتمد عليها جيش العراق في الجهة الحالية؟ لم يبق للجيش العراقي من المقومات الا العقيدة القتالية والوطنية والثقة بالله وهي اكبر دافع ليقاتل عن اقتناع وبثقة لانه يعلم ان امكانياته اقل من امكانيات الجيش الامريكي ولكنه يعلم ان وطنيته وايمانه اكبر من الجنود الامريكيين فهو يدافع عن قضية عادلة اما الجندي الامريكي فيحارب طبقاً للاوامر وليس لديه أي دافع قوي. ما رأيكم في قوات الحرس الجمهوري العراقي؟ اؤكد ان قوات الحرس الجمهوري ليست الا وحدة من الوحدات العراقية المسلحة وكل ما تتميز به هو اختيار الضباط والعناصر بالاضافة إلى الاهتمام المستمر بهذه القوات من حيث التدريب نظراً لقربها من النظام وتواجدها بالعاصمة العراقية والترويج لها يدخل في اطار العراق حربا دعائية بدأت منذ عام 91 من جهات اجنبية حتى تزرع الزعزعة والتفرقة بين القوات العراقية. هل تجرأ امريكا على دخول حرب المدن؟ حرب المدن نتائجها مخيفة والدليل ستيلنجراد وهي اكبر شاهد على خسائر حرب المدن حيث خسر فيها الجيش الالماني الكثير وخسر فيها الجيش الروسي الاكثر وتنبع صعوبة حرب المدن اذا كانت كلا القوتين مصرتين على هدفهما بشتى الطرق فالاصرار من المهاجم والمدافع وهما قوتا الارادة يؤدي إلى خسائر فادحة وقد يرضى الجانب العراقي بخوض حرب المدن ولكن هل تقبل امريكا بهذه الخسائر وهذا هو الفيصل. هل من المنتظر ان يستخدم صدام الاسلحة البيولوجية والكيمائية؟ اوضح ان صدام لن يستخدم هذه الاسلحة فهو لا يملكها وهو ما اقره المفتشون الدوليون والخوف ان تعلن قوات التحالف عن اكتشافات اسلحة كيماوية وهو ما يتوقع تبريراً للعدوان على العراق. ما اسباب تحريم القنابل العنقودية دولياً؟ القنابل العنقودية ليست محرمة دولياً ولكنها محرمة من منظمات حقوق الانسان لانها شديدة الفتك حيث لا تصطد بالارض وتنتشر فوق الرؤوس مسببة خسائر ضخمة ولذلك تطلب هذه المنظمات عدم استخدام هذه القنابل وخاصة ان لم يكن هناك داع واهم الاسلحة المحرمة دولياً هي الغازات والنابالم والاسلحة البيولوجية واستخدام الذخائر ذات التفتيت داخل الجسم مثل ذخائر دمدم..