* س: - ما صحة هذا الأثر: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران فإذا حكم وأجتهد ثم أخطأ فله أجر»، وهل لهذا الأثر إن صح من بيان..؟ م. م. سعيد/ ج. م. ع.. القاهرة * ج: -الحديث متفق عليه من رواية عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، ولعل من أجود ما طالعته من بيان لمراد هذا الحديث ما ذكره الإمام محمد بن اسماعيل الصنعاني يقول في السبل ج 4 ص 118/119/120: (الحديث من أدلة القول الحكم عند الله تعالى في كل قضية واحد معين قد يصيبه من أعمل فكره وتتبع الأدلة ووفقه الله تعالى فيكون له أجران، أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، والذي له واحد هو: من اجتهد فأخطأ فله أجر الاجتهاد، واستدلوا بالحديث على أنه يشترط أن يكون الحاكم «القاضي»/ مجتهدا قال الشارح وغيره: المتمكن من أخذ الأحكام من الأدلة الشرعية، قال: ولكنه يعز وجوده). ثم قال: (ومع تعذره فمن شرطه أن يكون مقلداً مجتهداً في مذهب إمامه، ومن شرطه أن يتحقق أصول إمامه وأدلته وينزل أحكامه عليها فيما لم يجده منصوصاً عليه من مذهب إمامه، قلت: ولا يخفى ما في هذا الكلام من البطلان وان تطابق عليه الأعيان). ثم يقول: (وما أرى هذه الدعوى التي تطابقت عليها الأنظار إلا من كفران نعمة عليهم فانهم: أي المدعين لهذه الدعوى والمقررين لها مجتهدون يعرف أحدهم من الأدلة ما يمكنه بها الاستنباط مما لم يكن قد عرفه عتاب بن أسيد قاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، ولا أبوموسى الأشعري قاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليمن، ولا معاذ بن جبل وعامله عليها، ولا شريح قاضي عمر وعلي رضي الله عنهما على الكوفة، ويدل لذلك قول الشارح يقول الصنعاني: فمن شرطه أي المقلد أن يكون مجتهداً في مذهب إمامه وأن يتحقق أصوله وأدلته). ثم هو يقول ص 119/120: (ومن أحسن ما يعرفه القضاة.. كتاب عمر رضي الله عنه الذي كتبه إلى أبي موسى الذي رواه أحمد والدارقطني والبيهقي قال الشيخ أبو اسحاق: هو أجل كتاب فإنه بين آداب القضاء وصفة الحاكم وكيفية الاجتهاد واستنباط القياس، ولفظه: (أما بعد: فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فاقض إذا فهمت وأمعن إذا قضيت فإنه (لا ينفع تكلم بحق لانفاذ له) آس بين الناس في: 1 وجهك. 2 ومجلسك. 3 وقضائك. حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك، البينة على المدعي واليمين على من أنكر، والصفح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحلَّ حراماً أو حرم حلالاً ومن ادعى حقاً غائباً أو بينة فاضرب له أمداً ينتهي إليه فإن جاء ببينته أعطيته حقه وإلا استحللت عليه القضية، فإن ذلك أبلغ للعذر وأجلى للعمى (ولا يمنعك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق) فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما ليس في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم). وجاء في الخطاب الى أبي موسى كذلك ص 120: (واياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر عند الخصومات فإن القضاء عند مواطن الحق يوجب الله تعالى به الأجر ويحسن بن الذكر فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه تعالى ما بينه وبين الناس ومن تخلق للناس بما ليس في قلبه شانه الله تعالى فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصاً فما ظنك بثواب من الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام. أ.ه).