سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فنانون ومخرجون ونقاد سوريون: الدراما الخليجية تتطور إنتاجياً وتسويقياً وتتعثر فنياً وفكرياً وتحتاج إلى فضاءات أرحب للتحليق النصوص النمطية والتأطر في ثوب المحلية أهم أسباب تراجعها
بين تراجع وتخبط الدراما المصرية ومشاكل التسويق التي تتعرض لها الدراما السورية منذ سنوات، تسعى الدراما الخليجية ومن خلال كم من الأعمال التي أنتجت خلال العامين المنصرمين إلى النهوض بأدواتها وترسيخ هويتها لدى الجمهور العربي حيث سجلت بعض الأعمال الدرامية والكوميدية والتاريخية حضورا مقبولا في حين شهدت إطلالة بعض الفنانين المعروفين تراجعا ملفتا تجاه أدوارهم والقضايا التي تناولوها، وقد حاولنا من خلال استطلاع في أوساط بعض المثقفين والنقاد والإعلاميين والمخرجين السوريين الوقوف على واقع وسوية الأعمال الدرامية الخليجية التي قدمت في موسم رمضان بشكل عام على الفضائيات العربية: الناقد محمد منصور يرى أن الأعمال الخليجية استطاعت في السنوات الأخيرة تطوير نفسها، والارتقاء بخطابها الفني والفكري، قياساً لمحاولاتها البدائية الخجولة التي بدأت على استحياء منذ نحو ثلاثة عقود في الكويت، ثم راحت التجارب الدرامية الخليجية الأخرى تتوالى في العقدين الأخيرين، سواء في السعودية أو في الإمارات أو البحرين وقطر وغيرها... ويؤكد منصور بأنه لابد من الاعتراف بشجاعة بأن هذه الأعمال تطورت بفعل توفر المال الإنتاجي، وتبني المحطات الكبرى التي أخذت تسهم في صناعة سوق الدراما، وهي في معظمها محطات خليجية ويهمها تأكيد هويتها، والاقتراب من جمهورها المحلي... كما كانت الحال بالنسبة للتلفزيون السعودي سابقاً . ويبين منصور بأن مرحلة تطور الدراما الخليجية جاء بفعل وجود المال وجهة العرض بينما يرى أن كثيراً من الأعمال الخليجية اليوم، لا تستغني عن الخبرة الدرامية المصرية أو السورية، سواء في الكتابة أو في الإخراج، أو في عناصر فنية أخرى من إضاءة وتصوير ومونتاج وموسيقى وغيره... وفي هذا الموسم مثلا نجد أن مخرج مسلسل (بيني وبينك) هو السوري أيمن داوود شيخاني نجل الكاتب والمنتج المعروف داوود شيخاني، وهو نفسه الذي أخرج الجزءين الأول والثاني من مسلسل (غشمشم) لفهد الحيان... كما أن المسلسل الخليجي (سقوط الأقنعة) الذي أنتجته روتانا خليجية هذا العام، مخرجه سوري أيضاً (هيثم زرزوري) ومدير تصويره وبعض فنييه كذلك، ناهيك عن أعمال أخرى سابقة ولاحقة حققتها خبرات سورية كبسام الملا الذي أخرج لداوود حسين (داوود في هوليوود) وقدم مسلسلا هاماً عن التراث السعودي بعنوان (زمن المجد) قبل سنوات عديدة.. ومن قبله علاء الدين كوكش وغسان جبري في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين . ويؤكد منصور بأن الدراما الخليجية لازالت بحاجة لخبرات عربية كي تقدم نفسها، وكي تقول خطابها، وكي تستفيد مما لديها من مواهب وطاقات محلية... لذا يجب عدم التفكير بهذه العقلية الشوفينية، ويجب عدم القول كما ذهب البعض بالقول بأننا سنحقنكم بالدراما الخليجية بعد أن حقنتمونا بأعمالكم... فالدراما الخليجية اليوم تأخذ حيزها الضروري من الوجود، لكن هذا يجب ألا يكون بالضرورة على حساب الأعمال العربية الأخرى... ويجب عدم التفكير بهذه العقلية الثأرية... فالأعمال السورية والمصرية لم تكونا تسدان فراغ غياب الدراما الخليجية فقط، لكنهما كانتا تقدمان فنهما وهويتهما وخطابهما لأشقائهما العرب... وهذا أمر يجب أن يستمر حتى لو تطورت الدراما الخليجية ودارت عجلتها الإنتاجية. أما سوية الدراما الخليجية هذا العام، فإذا أردنا أن نكون حريصين على استمرارها وتطورها يجب أن نطلق صفارة إنذار... إنها دراما تتطور إنتاجيا وتسويقيا وتتعثر فنيا وفكرياً، وأكبر مثال على ذلك مسلسل (كلنا عيال قرية) الذي يمثل سقطة في تاريخ القصبي والسدحان اللذين بدآ صغاراً وكبرا وتطورت تجربتهما، ثم إذا بهما يتراجعان خطوات إلى الوراء في هذا العمل، مع تعثر مماثل للجزء الثاني من (بيني وبينك) بسبب ضعف النص ونمطية الأفكار، ومراوحة باهتة في المكان ل (غشمشم) إذاً المسألة تحتاج لإعادة نظر، والفرصة الإنتاجية وتبني محطة كبرى لهذه الأعمال لا ينقذهما من السقوط، إن لم تكن قادرة من داخلها على النهوض والمنافسة! المخرج هيثم حقي الدراما الخليجية لها تاريخ وليست وليدة الطفرة الجديدة. فحين عملت في الكويت في مؤسسة الإنتاج البرامجي بين عامي 1980- 1984كانت الدراما التلفزيونية الكويتية وخاصة إنتاج شركة النورس قد حققت حضوراً مميزا. وبعض ممثليها أصبحوا نجوماً ولا يزالون سعاد العبد الله، حياة الفهد، محمد المنصور، إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، جاسم النبهان ... وغيرهم الكثير. اليوم هناك كم كبير من الأعمال وفي كل دول الخليج العربي. وهناك تعاون خليجي في كل الأعمال. وقد لفتني هذا العام مسلسل ظل الياسمين تأليف وداد الكواري وإخراج احمد المقلة. وفيه وفي أعمال عارف الطويل اهتمام بالصورة لم يكن موجودا في الدراما التلفزيونية الخليجية. وحتى أكون صريحاً لا تزال هناك مشاكل في العمل الخليجي: أهمها تقسيم الناس إلى أسود وأبيض. أداء الشر بطريقة مباشرة مع خبث واضح مبالغ فيه خارجيا، وأداء للخير بطريقة مبالغ بسذاجتها. الصراخ والعراك المستمر. الموقف من المرأة إما مظلومة ومسكينة أو شريرة لها أنياب ونظرات نارية. أخيرا ما تزال الروايات الخليجية المتميزة وكتابها بعيدين عن الدراما التلفزيونية. وقد يكون السبب الحرية المعطاة لكاتب الرواية والمفقودة إلى حد كبير في غالبية الأعمال الخليجية . أما عن الحقن الذي تكلم عنه الفنان السعودي حسن عسيري فأراه تعبيراً غير موفق. فوجود دراما جيدة في أي مكان من عالمنا العربي هو مكسب لصناع الدراما الجيدة تقوى بهم ويقوون بها . محمد أمين / ناقد لم تستطع الدراما الخليجية رغم مرور عدة سنوات على انطلاقتها الخروج من عنق زجاجة وضعت نفسها فيها وهي النصوص التي لاتعبر تعبيرا حقيقيا عن واقع الحال في منطقة الخليج العربي، وإذا أردنا تشخيص الأزمة بشكل دقيق لابد من القول إن أزمتها هي أزمة نص بالدرجة الأولى وقلة كتاب محترفين يلحظون الواقع بعيون مفتوحة ويعالجون ماجرى ويجري في هذه المنطقة الحساسة من العالم برؤية جديدة وجريئة وواعية، وكان يجب أن تستفيد هذه الدراما من فيض الأموال والمساندة الإعلامية الكبيرة لها عبر اكبر المؤسسات الإعلامية العربية، فالدراما الخليجية تمتلك كل مقومات النهوض الحقيقي إذا تخلت عن ردائها الحالي، فالمسلسلات التي نراها وهي نتاج هذه الدراما هي اقرب إلى مسلسلات الواقع المفترض والمتخيل منها إلى مسلسلات القضايا الحساسة في منطقة الخليج مثل قضية العمالة الأجنبية وتأثيرها الديموغرافي والفكري على الأشقاء الخليجيين، إضافة إلى قضايا أخرى مثل العمالة العربية وقضايا الانفتاح الرهيب التي تعيشه بعض دول وإمارات الخليج العربي. لم نر بشكل واضح وجلي أعمالاً خليجية تشرح هذه القضايا وتعطي موقفا فكريا وثقافيا جريئا منها، ولهذا ما زالت الدراما الخليجية لاتلفت النظر إلا لقلة من المواطنين العرب خارج إطار الخليج العربي ولم ترقَ إلى مستوى الطرح الذي تنتهجه الدراما السورية والمصرية أحيانا . وتميزت الدراما الخليجية أكثر ما تميزت بالأعمال الكوميدية والتي هي أيضا بدأت تعاني من الترهل والدوران في نفس المكان والتكرار حتى في أداء الممثلين، وأمام الدراما الخليجية خيار واحد وهو الخروج من أسءر المحلية إلى الفضاء العربي وإلا ستجد نفسها أمام سدود كبيرة وكثيرة قد يكون تجاوزها مستحيلاً فالمال ليس كل شيء في الدراما . @السيناريست والكاتب هاني السعدي يختلف مع من سبقوه ويقول: اقترن النشاط الدرامي في الخليج مع تصاعد الدراما السورية ومنافستها للدراما المصرية بغض النظر عن أيهما أفضل؟؟ ويضيف من الملاحظ في السنتين الأخيرتين أن أعمالا خليجية ظهرت على الساحة وأثبتت وجودها وتواجدها بتفاوت بين الجيد واللاّبأس وهذه خطوة تبشر بتصاعد قادم للدراما الخليجية خاصة ما رأيناه من أعمال في شهر رمضان الحالي كسرت الرتابة وحدة الرقابة وتصدت لموضوعات جريئة كان محذوراً عليها سابقا .. وحول تصريحات الفنان حسن عسيري الأخيرة والمتمثلة بأن الدراما السعودية ستحقن السوريين والمصريين بأعمال مميزة يرى السعدي بأن مثل هذه التصريحات مردودة على صاحبها ولايمكن لفنان يحترم نفسه بأن يصرح بمثل هذه الكلمات أو يستخدم هذه التشبيهات، لأننا لم نكن نحقن احداً بل كان الجمهور هو الذي يُقبل على مشاهدة الأعمال السورية والمصرية والخليجية حسب سويتها ومنظومتها الفكرية والجمالية . محمد قاسم الخليل / ناقد لاشك بأن الدراما الخليجية امتازت بخصوصيتها وخطها الخاص وبدأت منذ سنتين بالتصاعد تجاه اكتشاف آفاق جديدة ورحبة في الأفكار والطروحات وانتهاء بادوار الممثلين الذين ابتعدوا عن النمطية ورسموا ملامح خاصة بشخصياتهم وأدائهم، وفي نفس التجاه فان الدراما الخليجية بحاجة اليوم بعد هذه التجارب إلى الابتعاد عن المغامرات والاقتراب من التنوع الفني الاستراتيجي وعدم التأطر في مجال الأعمال الكوميدية والاستفادة من المنابر الإعلامية بكل أصنافها والاستعانة بكبار الروائيين السعوديين وتشجيعهم على الدخول إلى عالم الدراما من خلال "كتابة السيناريو"، إضافة إلى الإعلان عن مسابقات لفن كتابة السيناريو في أوساط الشباب، إن ماقدم هذا العام بصراحة لايمكن أن يكون في خانة باب المنافسة مع الأعمال العربية الأخرى وإنما يمكن وضعه في سياق التجريب اللامسؤول، إن المتابع لمسيرة الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة يلحظ بعض الانفتاح في المحاور الاجتماعية، لكن هذا لايكفي إذا أرادت الدراما الخليجية أن تطور أداءها وتثبت حضورها أمام الأعمال العربية الأخرى. @ الناقد احمد الخليل يرى من جهته أن هناك قفزات موفقة في الدراما الخليجية في السنتين الأخيرتين من حيث كم الأعمال وعدد الممثلين وان المواضيع التي طرحت تقترب من تناول بعض القضايا الاجتماعية وهموم المجتمع الخليجي لكن هذا لايكفي وعليها تسليط الضوء على كافة المناحي الأخرى لتكون منبرا اجتماعيا موفقا، ويضيف خليل بأن رأس المال ليس كل شيء بل هو ركن مساعد في عملية الإبداع الدرامي، والمتابع لأعمال هذا العام يرى بأن هناك تلويناً رائعاً في بعض الأعمال وبنفس الوقت هناك سذاجة في أعمال أخرى، وعلى القائمين على صناعة الدراما أن يفتحوا أفقا رحبة في آليات الحوار وتناول القضايا ليتمكنوا من الارتقاء بأدواتهم للوصول إلى المنافسة، ويضيف لازال البعض يراهن على المنافسة وهذا طموح مشروع ولكن مع الأسف بدون أن يوضع لهذا الطموح خطط إستراتيجية، حيث نشاهد اغلب ما يقدم من أعمال يقع في فخ الرهان على نجومية بعض الفنانين وبعض أعمالهم التي جاءت ضمن ظروف وتداعيات خاصة، وهذا بالطبع لن يحقق أي مكاسب للدراما الخليجية في المستقبل ويمكن أن يضعها بين السندان والمطرقة ويؤثر في ازدهارها . الفنان رشيد عساف رأى بأن الدراما الخليجية في حالة تطور دائم تجاه عملية إنتاج التقنيات والرؤى البصرية لكنها لازالت تميل إلى الوقوع في فخ التشابه والنمطية وان كثيراً من الأعمال التي قدمت في هذا الموسم شهدت مراوحة في المكان، وأشار عساف إلى أن التجارب الدرامية الأخيرة شهدت نقلة مقبولة وتستعد للانطلاق والتحليق ونوه عساف بالأعمال التي تقترب من الكوميديا حيث تابع مسلسل كلنا عيال قرية ولمس بأن السدحان والقصبي بذلا جهودا كبيرة في لوحاتهما واستطاعا إلى حد ما أن يسجلا بعض النقاط الايجابية تجاه المواضيع والطروحات التي عالجاها برؤية فنية تختلف عما قدماه في مسلسلهما المشهور "طاش ما طاش" وتمنى عساف على صناع الدراما الخليجية أن يستغلوا كل أدواتهم المتاحة لتقديم دراما خليجية تكون موازية لباقي الدرامات العربية الأخرى لكي يحصل التكامل وينتقل الجميع إلى العالمية. طارق العريان نوه في البداية إلى التحديات التي تواجهها الدراما الخليجية والعربية بشكل عام وقال إن الدراما الخليجية قدمت خلال العامين الماضيين أفكاراً جديدة ورؤى تستحق التوقف عندها وتطويرها للوصول إلى تنوع درامي وكوميدي وتاريخي يحاكي الناس بطريقة محترمة بعيدا عن التسويف، ورأى العريان بأن الإمكانات المالية متوفرة بشكل كبير ولاتحتاج الدراما الخليجية إلى إستراتيجية فكرية وإنتاجية إذا أرادت أن يكون لها مساحة كبيرة على خارطة الدراما العربية .كما لفت العريان إلى أن الدراما التركية المدبلجة خطر كبير على الدراما العربية بشكل عام . الناقد مصعب العودة الله لقد تطورت الدراما الخليجية خلال الأعوام الماضية وبرزت بشكل واضح لكنها بقيت كما بدأت تعرض فقط على المحطات التلفزيونية الخليجية وتضع نصب أعينها المشاهد الخليجي أولاً وأخيراً رغم محاولتها تعريف المواطن العربي بخصوصية هذا المجتمع، لكن ذلك كله يكاد يتبخر لأنها لم تستفد كالدراما من مزيج وأطياف مجتمعها وتنوعه الثري بمختلف الثقافات والجنسيات العربية وغيرها "آسيوية وغربية" ومع تقديرنا لما أنجز ويتم إنجازه فإن الدراما الخليجية بالعموم اعتمدت في إنتاجها على توفر المال والاستعانة بكوادر فنية متقنة لعملها، وتناست أن قضيتها في الأساس تكمن في طرح قضايا مجتمعها واختلافاته وتاريخه وتطوره ومشاكل شبابه واكتفت بطرح قضايا سطحية مملوءة بالأسى والبكائيات، رغم أن هذا المجتمع لا زال محافظاً على الكثير من مآثر وعادات العرب مما يميزه عن غيره من المجتمعات العربية الأخرى، دون أن ننسى أنها قدمت الكثير من الأعمال المهمة التي لقيت متابعة جماهيرية في العالم العربي وفي مقدمتها "طاش ماطاش" الذي قدم نموذجاً حقيقياً للمجتمع السعودي بشكل خاص من خلال القضايا والمشاكل التي طرحها وعالجها وهو ما عجزت عنه الكثير من الأعمال. وقد استثمر هذا النجاح في أخرى قريبة ومشابهة إما بتشابه الطرح أو بنجوم العمل الذين حققوا حضوراً كبيراً وهذا ما شجع الكثيرين لإنتاج مثل هذه الأعمال التي كان سر نجاحها ملامستها لقضايا المجتمع، أما عن حققنا بهذه الأعمال فهي إلى الآن لم تفلح بذلك رغم المساحة الكبيرة المتاحة لها لعرض أعمالها من خلال المحطات الممولة خليجياً وأعتقد أن ذلك بعيد المنال لأسباب كثيرة منها ابتعاد الدراما الخليجية عن طرح مجتمعها كما هو دون ماكياج وطرحها لمشاكل سطحية معتمدة على بريق الصورة وبعض النجوم وأدائهم. وعمل "كلنا عيال قرية" رغم عدم مشاهدتي الكافية للحكم عليه لكنه مثال للعمل الثنائي المتميز والذي يتناول قضايا المجتمع بشكل مبسط وشعبي ويطرح تساؤلات يتناولها أفراد المجتمع وهذه الوصفة السحرية لأي عمل لينجح إضافة لنجومية أبطاله. أما الدراما السورية فهي تفوقت لأن الدراما المصرية تراجعت واستنسخت أعمالها واعتمدت على النجم الواحد الذي يدور في فلكه كل عناصر العمل بما فيهم المخرج دون أن ننسى تراجع بريق الصورة في هذه الأعمال وهذا ما أتاح المجال للدراما السورية للتفوق وزاد من ذلك طرحها للكثير من مشاكل مجتمعها وتناول قضايا حساسة والمحافظة على البطولة الجماعية والابتعاد عن ثرثرة الصورة والمحافظة على بريقها، لكن ذلك لم يمنع وجود مشاكل كبيرة في طريقها من أهمها سوء التسويق المرتبط بسوء إدارة الشركات الخاصة للعملية الفنية في ظل ابتعاد الجهات الحكومية عن القيام بدور فاعل كما في مصر، وستبقى هذه المشكلة قائمة سنوياً إذا لم تكن هناك إدارة ومؤسسة قادرة وفاعلة على القيام بهذه العملية، أعتقد أن الدراما السورية ستبقى تدور في حلقة سوء التسويق التي لا أجد أن هناك حلاً قريبا لها. غادة نحلاوي / صحفية شهد شهر رمضان هذا العام ظهورا لافتا للدراما الخليجية، لاسيما السعودية، على القنوات الفضائية العربية، لكن هذه الأعمال التي تأثر معظمها بالطابع الكوميدي الفج لم يطرب المشاهد العربي كما حصل في عيال القرية وبيني وبينك وكذلك تكرار أحداث وشخصيات لبعض الممثلين الذين تأطروا فيها فبديلا عن المسلسل الكوميدي "طاش ما طاش" الذي استمر 15عاما، عاد ناصر القصبي وعبد الله السدحان للساحة الدرامية بمسلسل كلنا عيال قرية الذي عرض على قناة mbc، وناقش الهموم الإنسانية والقضايا الاجتماعية بشكل ساخر محبب لدى بعض المشاهدين، والبعض الأخر وجد فيه الملل والتكرار وخاصة حينما يقوم ذو الخمسين سنة برقصة "السامبا "..