دأبت القنوات الهادفة منذ نشأتها على الاهتمام بالبرامج الدينية والوعظية والبرامج المباشرة وبرامج الترفيه، وقد حققت نجاحا في هذه البرامج لكن لا تزال خانة الدراما الهادفة تفتقر إلى ندرة تواجدها ضمن الباقة الرمضانية، كما أنها تغرد خارج سرب المنافسة الدرامية اليوم! «المدينة»فتحت ملف الدراما الهادفة في القنوات المحافظة واستلهمت الاجابات لبعض الاستفهامات التي تؤرق الكثير من متابعي القنوات المحافظة والمتطلعين لرؤية دراما هادفة تساهم في تشكيل قناعات جديدة لدى الناس في المجتمع فإلى مضابط الموضوع: أهمية الدراما عزا الأستاذ هاني مقبل الممثل والمنشد قلة الدراما الهادفة في القنوات المحافظة إلى عدم إدراك أهمية الدراما فقال: «ربما يكون لعدم إدراك تلك القنوات أهمية الدراما أو ربما عدم امتلاك أدوات الاحتراف في تسيير عربة الدراما وجعلها في مصاف المنافسة والسبب الأهم في وجهة نظري ارتفاع تكاليف الأعمال الدرامية في ظل ضعف المادة التي هي أساس هذه الأعمال». وأكد مقبل أن تغيير القناعات في أهمية الدراما يحتاج وقتًا طويلًا فقال: «تغيير قناعات الناس لا يمكن أن يأتي في عشية وضحاها ويحتاج لعمل فمتى ما رأى المشاهد أثر هذه الأعمال ومصداقيتها وجماليتها وتفاعلها مع تاريخه وقضايا مجتمعه فأكيد أنه سيشكر هذه الخطوات ويدعمها بتشجيعه لأنه تأثر بها ووجد محاكاة لحياته الواقعية والملاحظ أن بعض القنوات بدأت بدايات جميلة في هذا الجانب لكن الطريق طويل». المنافسة تلقائية وأضاف مقبل مُشددًا على أهمية احترام المشاهد حين المنافسة فقال: «جو المنافسة يخلق تلقائيًا إذا وجدت الأعمال الجيدة فقنواتنا المحافظة قليلة وكل قناة تعلم ما تقدم القنوات الأخرى بل تتابع الأصداء والمهم في هذا كله احترام المشاهد الكريم». وبينّ أن الاحترافية هي ما ينقص الدراما الهادفة فقال: «ينقصها الاحترافية في كل شيء، في النص والإخراج والكوادر الفنية وهذا كله لا يأتي دون توفر أهم عنصر وهي المادة، مع العلم أن بعض القنوات أنتجت أعمالًا درامية على مستوى قيمي فني رائع برغم قلة الأمور المادية فكيف لو وجدت المادة بشكل أكبر، وأبرز معوقات في صناعة الدراما الهادفة هي ثلاثة أمور مهمة: المادة ثم المادة وأخيرا المادة، ومن هنا أدعو رجال الأعمال والدعاة الذين لهم مكانة عند التجار لتفعيل دورهم في دعم الأعمال الدرامية وبوجهة نظري أن الصرف على مثل هذه الأعمال لا يختلف عن الصرف على بعض مجالات الخير الأخرى». نضوب الدراما ومن جهة أخرى يشارك الأستاذ سهل الشرعان الروائي وكاتب سيناريست موضحا أن قلة الدراما بسبب قلة الدعم فيقول: «السبب الرئيس في قلة الدراما هو ضعف الدعم أو انعدامه تقريبا وقبل سنوات قليلة كانت الأعمال الدرامية الهادفة أكثر من الآن بكثير إلا أن ضعف الدعم سبب نضوبها وانحسارها وقد ترك الكثير من اتجهوا إلى العمل الدرامي سابقا هذا المجال واتجهوا مجالات أخرى». وأضاف: «لا أشك أن القائمين على القنوات يعرفون أهمية الدراما ويستوعبونه إلا أن ذلك لا يكفي لإنتاج عمل يغير القناعات. لأن تغيير القناعة لا يأتي إلا من عمل يستوعب مثلث النجاح الذي هو النص والممثل والإخراج. وإنتاج عمل بهذه المواصفات مكلف جدا بالنسبة للقنوات الهادفة ومع الأخذ بالاعتبار أن تلك القنوات ذات ميزانية محدودة ويعاني أغلبها من مشكلات مالية لذا يصعب عليهم تبني خط درامي قوي كما يحصل في القنوات الأخرى التي تعطي عطاء من لا يخشى الفقر». وشدد الشرعان على أن الدعم المادي هو الذي سيخلق جو المنافسة فقال: «دعم أكثر من جهة إنتاج سيؤدي إلى خلق جو من المنافسة، بمعنى أن يكون هناك أكثر من عمل مدعوم ماليا حتى يحقق مثلث النجاح سيجعل المشاهدين يتابعون وسيرفع أسهم الأعمال المحافظة أما يحصل الآن فلا يخلق جو منافسة لأن الموجود مسلسل أو اثنين يستحقان المتابعة والبقية تعاني من نقص الدعم مما أثر في جودة العمل ويمكن حل مشكلة الدعم بوجود التسويق الجيد للعمل، بمعنى حصول العمل على معلنين يوفر له الدعم المناسب وهذا لا يمكن أن يتوفر إلا بوجود مسوق جيد وهو أمر مع الأسف يندر وجوده في البيئة المحافظة». مثلث النجاح وتحدث الشرعان عن أبرز المعوقات في صنع الدراما فقال: «كما ذكرت هناك ما يسمى مثلث النجاح وهو النص الجيد والممثل المبدع والمخرج المحترف. ضعف أحد أضلاع المثلث يؤدي إلى ضعف العمل فما بالك بضعفها جميعا الذي يؤدي إلى هدم البناء الدرامي. وإذا أردت رأيي الخاص فأرى أن مشكلة وجود الممثل المبدع هي أهونها لأنه في الفترة الأخيرة تميز مجموعة من الممثلين مما يجعل الحصول على ممثل جيد ليس بتلك الصعوبة ولكن المشكلة تبقى في النص الجيد والمخرج المحترف. وبالنسبة للنص فهذه مشكلة عالمية لأن النصوص الجيدة يندر وجودها. وعندما اتكلم عن مشكلة النص فأنا أعني النص الكوميدي لأن الكوميديا او اضحاك الناس هي أصعب أنواع النصوص بعكس بقية النصوص كالتراجيديا أو الحركة والأخير يعتمد بالدرجة الأولى على المخرج، معوقات الدراما هي باختصار قلة الدعم ووجود نص جيد وممثل مبدع ومخرج محترف، والدعم المالي القوي يحل هذه الإشكالات الثلاث لأنك تستطيع أن تستكتب من تشاء ليكتب لك ما تشاء وتستطيع أن تحضر من تشاء ليمثل ما تريد وكذلك الحال بالنسبة للإخراج». قطيعة مع الدراما! ومن جهة أخرى اتهم الأستاذ هاني عبدالله السيناريست والمخرج القنوات الهادفة بأنها سعت للقطيعة مع الدراما منذ نشأتها فقال: «هنالك قطيعة تمت تسويتها بين جمهور الإعلام الهادف وإدارة قنواتها إبان نشأتها، ومنذئذ دأبت الكثير منها على قولبة اشكالهم الإنتاجي الدرامي في صياغات وتبريرات فكرية متناقضة، لذلك سعى بعضها بتوجيه النظر إلى خطورة الدراما وتفاهتها وعكارة مضمونها تماشيا مع من قاموا بشن هذه الهجمة غير المبررة، فصدق ذلك جزء كبير من الجمهور الهادف لردح من الزمن.. حتى بدأ ذلك الجمهور في التململ مؤخرا، ووعى الجمهور المتعفف سابقا حجم التطلعات العظيمة في الدراما، بينما لما يزل التنفيذيون يعون حجم هذه المغامرة ماديا وفنيا، هم أنفسهم الذين تربوا على «عمر المختار» و»عدنان ولينا» و»غوار» وغيرهم.. السؤال إذن: كيف يمكن استدعاء الدراما (القائمة على الاستبصار) في قنوات لما تتجاوز ثقافة التلقين بعد؟!». وأكد عبدالله أن القنوات الهادفة تستوعب أهمية الدراما لكن لم تتحرك لإنتاج الدراما فقال: «كاستيعاب؟ أجزم بأنها 100%، لكن كتحرك: لا نزال في القيمة السالبة و «مكانك سر» للأسف، في عام 2010 لا يوجد من يشكك في اضطلاع الدراما الجذري بتغيير القناعات، لكن لدينا من يصادر/ يغلق/ يراوغ/ يتذرع/ يضاعف نكرانه/ يتأنق ويدس رأسه في التراب حتى تبهت تلك القناعة، إنه لمن التناقض بمكان أن تشيري لتلك القنوات بكونها محافظة، لكنها لم تحافظ على تأثير لغة الدراما، التي جاء بها القرآن الكريم كأقوى وأبلغ ما يكون، لا أتكلم عن القصص القرآنية بكونها قصصا بل بكونها «سيناريو» فنيا لعرض أحداث القصة بإعجاز سردي لم يدفعنا للأسف أن ندلو بدلونا.. بل لأن يتعثر من يتعثر ليعود شاكيا: «ما نبغي هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا». الاحتكاك العالمي وشدد على أن المنافسة تكون من الاحتكاك العالمي فقال: «المنافسة لن تُخلق من التصويت المتفق عليه مسبقا، ولا من أرقام «الفيد باك» التي تخرجها نفس القنوات التي تعرض تلك الأعمال، ولا من الجشع الإعلاني المسرف، بل من التطلع إلى الاحتكاك العالمي والقيمة الفنية للدراما المحلية، والكلام هنا لكل أشكال الدراما العربية.. خذي على سبيل المثال مسلسل «الحصار» والتي كانت مغامرة غير مأمونة الجانب من قبل قنواتنا العربية النائمة في العسل نظرا لقوة موضوعها (الاحتلال الإسرائيلي)، لذا تم إحباط عرضها مرة بعد أخرى، لكن عندما استحقت جائزة «الإيمي» العالمية عام 2008م عن أفضل مسلسل أجنبي، تهافتت نفس القنوات على عرضها وكأن شيئا لم يكن». لا توجد دراما ونفى عبدالله وجود دراما هادفة حاليا فقال: «اسمحي لي بالقول انه لا توجد «دراما» محافظة حتى الآن «بنسبتها إلى تلك القنوات»، يوجد نتاج محافظ يدعي دراميته مع أنه أبعد ما يكون «أتحدث عن تأطير مساحة سؤالك فيما تعرضها تلك القنوات «المحافظة»، الدراما بطبعه فنًا قائمًا على الاختزال والكشف، ليس على الاختصار والإلغاء، إذا اقتنع متخذو القرار في القنوات الهادفة أو المحافظة بذلك، فسيدركون ثقل المسؤولية الملقاة عليهم للخروج بدراما حقيقية لا تتعارض مع مرئياتهم الشرعية الإعلامية، بدلا من إخراج قوالب مشوهة لمن صام طويلا وأفطر على بصلة، مبدأ الحركة يجب اتخاذه من إنعاش ثقافة الدراما إداريا وفنيا، إداريا بتكوين إدارات ساعية لاستقطاب رؤى تعيد تصور ماهية الدراما الهادفة، لأنني أحسب أنه طالما قلنا دراما، فهي بالتأكيد هادفة، وفنيا: في تعويض افتقاد إعلاميينا للثقافة السينمائية والدرامية والتي هي العثرة الكبرى في هذا الطريق، هذا التكتل الجماعي في صياغة البرامج الحوارية مثلا لا تناسب صياغة الرؤية الدرامية أبدا، نريد كتابا روائيين يعون حجم الواقع وتأثيراته حتى يضطلعوا بابتداع عوالم ذات مصداقية وتأثير عاليين». وأضاف عبدالله موضحا ما يعوق صناعة الدراما فقال: «يتخيل البعض أنها معوقات مادية، الكتابة على الورق لا تكلف شيئا إلا الكثير من إعمال الفكر والتوقد والبحث عن خيارات للتجويد والإلهام، هذه في حد ذاتها لا تلقي بأعباء إنتاجية تذكر، إذا وجد هذا الشغف، فإن إدارة القناة التي دأبت على إنتاج برامج مكونة من ضيف ومقدم وطاولة وكرسيين في أستوديو «كروما»لن يستكثر أبدا أن يبني مدينة تاريخية لأجل أن يخرج العمل الدرامي إلى النور.. ثمة معوق شامل في الدراما العربية ككل: انها مضمون قائم على الإثارة والتغييب وتسليع الأفكار، الدراما مهما كان موضوعه يجب أن يكون مشوقا، وإلا فقد احتشاديته وتأثيره». عدم القناعة أما الأستاذ أحمد أبو هيبة الممثل والسيناريست فيعزو قلة الدراما إلى عدم قناعة القائمين على هذه القنوات بها فيقول: «في الحقيقة يعود الأمر لعدة أسباب أولها عدم قناعة القائمين على هذه القنوات بالدراما مقارنة بالبرامج الدينية المباشرة لإحساسهم أن برامج الإلقاء المباشر أسرع في توصيل الرسالة وأسهل غير الدراما التي تتشعب فيها الأمور وتتعمق. الجمهور نفسه كذلك لا يرحب بشدة بالدراما على هذه القنوات وذلك يرجع لأننا على مدى زمني طويل اكتسبت الدراما صورة غير سوية من سوء الطرح خلال سنوات الطوال فصارت الدراما مرادفًا للعري والانحلال والتجاوز العام في الأخلاقيات ووبالتالي فلمشاهدي هذه القنوات فإن إدراج الدراما سيكون كسرًا للرسالة التي تتبناها هذه القنوات. ثم يأتي السبب التقليدي وهو قلة الموارد المالية الموجهة للدراما، غير أني شخصيا أرى أن هذا نتيجة وليست سببا، فلو وجدت القناعة سيتواجد التمويل لأننا نشاهد برامج دينية مكلفة نسبية قد تصل لكلفة انتاج البرامج، بل إننا لو جمعنا كلفة المواد الدينية الضعيفة والتي بالكاد تشاهد على نطاق ضعيف فإن كلفة هذه البرامج قد تصنع دراما قوية ومؤثرة». وأضاف مؤكدا أن القائمين على القنوات استوعبوا قدرة الدراما على التأثير السلبي فقال: «استوعبوا بقوة قدرتها على التأثير السلبي، لكنهم لم يستوعبوا بعد قدرة الدراما على التغيير الإيجابي، لظنهم أنها أداة إفساد وليست أداة تغيير وباستثناء قليل من المتنورين في هذا المجال من الدعاة المفكرين، فإن الغالب في المجال الإسلامي لا يعرف الدراما أصلا وربما لا يشاهدها». الدراما وسيلة للتغيير وأضاف أبو هيبة: «لا بد من نشر الوعي بأهمية الدراما في التغيير، بل إنني لا أبالغ لو قلت إنها حاليا الوسيلة الوحيدة للتغيير، فالناس بدأت تمل الإلقاء الديني حتى في ظل التجديد الذي دفع بالإعلام الديني خطوات، فالمادة الملقاة أصبحت متكررة والإبداع بدأ يتراجع والشباب أصبحوا مطلعين على العالم أجمع ويقارنون. الدراما أصبحت طوق النجاة المهم لكل الراغبين بالتغيير، فلا بد من تغيير القناعات في هذا الأمر وكذلك تغيير المفاهيم المغلوطة، فالدراما ليست بالضرورة متجاوزة للحدود الشرعية وقد قدمت نماذج متعددة مسرحية وتلفزيونية على مدار 18 عاما وكانت سببا في تغيير الكثيرين وكان آخرها السهرة التلفزيونية عزازيل والتي عرضت على قناة فور شباب وحققت دويا هائلا، حتى يتحقق تنافسية حقيقية لا بد من أن تنتشر مثل هذه القناعات بالوسط الإعلامي المحافظ». واسترسل أبو هيبة فقال: «لو وصلنا للقناعة الحقيقية، فلن ينقصنا شيء، فالتمويل عندئذ سيتوفر ولدينا الكوادر الجيدة والأهم لدينا المحتوى الثري والعبقري الذي يشكل مادة درامية هائلة، هذا المحتوى ليس فقط الزخم التاريخي لهذه الأمة والذي حصرت فيه الدراما المحافظة عقودا، لكنني أقصد المحتوى الأخلاقي والمنهج التربوي العالي الذي يستطيع أن يفرض نفسه بقوة لو طرح بشكل درامي محترف، وبفضل الله نحن نقدر على ذلك بعون الله وتوفيقه». وشدد أن أبرز معوق هو اقتناع الناس فقال: «القناعة، القناعة ثم القناعة لدى الصناع والجمهور وما عدا ذلك لا يوجد سوى قواعد الصناعة وليست معوقات، أعني أن الدراما صناعة مثلها مثل كل فروع الإعلام يلزمها حرفية، توفر مصادر التصنيع من مواد خام كممثلين ومؤلفين ومخرجين وهكذا، وهذه الأشياء موجودة لو فتح الضوء الأخضر لدى الممولين أصحاب رغبة التغيير في فتح هذا الباب ولا بد من فتحه إن عاجلا أو آجلا إن شاء الله». الدراما موجودة ومن جهة أخرى يُشارك الأستاذ محمد أحمد سلام مدير قناة اقرأ الفضائية مؤكدا أن الدراما المحافظة موجودة واستطاعت المنافسة فقال: «الدراما المحافظة موجودة وبقوة ولكن عند من يهتم بها ويبحث عنها ولا شك أن الأعمال الهادفة والمحافظة استطاعت وتستطيع منافسة الأعمال غير المحافظة بالذات في هذا الشهر الفضيل، وبخاصة ان ما تم إنتاجها بمستوى عالٍ من الجودة والحرفية، وهناك أمثلة كثيرة نذكر منها مسلسل باب الحارة «الجزء الاول» ومسلسل يوميات ونيس وفيلم الرسالة وفيلم عمر المختار والمسلسلات التاريخية القديمة الخ وغيرها من المسلسلات الهادفة والمميزة والتي حققت نجاحا كبيرا جدا، ولكن الإشكالية تكمن في أن معظم الأعمال التي تنفذ الآن بعيدة كل البعد عن المحافظة والضوابط الشرعية، حتى المسلسلات التي يطلق عليها مسلسلات دينية لم تعد محافظة بالقدر الذي كنا نراه سابقا، فهي مليئة بالتبرج والمشاهد غير المناسبة، كما أن مساحة الأعمال غير الهادفة كبيرة جدا مقارنة بالأعمال الهادفة والمحافظة، ونحن ندعو الفضائيات الإسلامية وغيرها، خصوصا في شهر رمضان المبارك، إلى تكثيف إنتاج البرامج والمسلسلات الهادفة في هذا الشهر الكريم تحديدا، ونحن نجزم انها ستنجح نجاحا كبيرا وستحقق الأهداف الدعوية والإنسانية وحتى المادية والربحية والتي تسعى لها أي قناة تعمل في هذا الحقل». وبين أن التكلفة العالية للإنتاج تحد من انتاج الدراما فقال: «نعزو السبب الرئيسي لقلة الدراما الهادفة في القنوات المحافظة إلى التكلفة العالية جدا التي تتطلبها عملية الإنتاج الدرامي، ونحن لا نعتقد أن القنوات الإسلامية تستطيع خوض هذا المجال لان إمكاناتها المادية لا تسمح بذلك، إلا اذا اتحدت وكونت جهة إنتاج قوية قادرة على المنافسة والإنتاج». ضوابط لصنع الدراما وشدد سلام أن قناة اقرأ وغيرها من القنوات مقتنعة بأهمية الدراما فقال: «نحن وغيرنا نؤمن بأن للدراما أهمية كبيرة بل كبيرة جدا في تغيير قناعات الناس وفي إيصال العديد من الرسائل التي تحتاج إلى مثل هذا الفن الجيد لإيصالها إليه، ولكن يجب أن نتفق أن هناك ضوابط يجب أن تلتزم بها الدراما لكي تحقق الهدف منها بدون تشدد أو مبالغة في فرض هذه الضوابط، واعتقد أيضا أن الكثير من القنوات تعلم تماما مدى هذه الاهمية ولكن كما ذكرنا سابقا، التكلفة العالية لإنتاج الدراما تقف دائما عائقا في إنتاج العديد من الأعمال الهادفة والمفيدة». وأضاف فقال: «ان الأعمال الهادفة يمكن أن تنافس الأعمال غير الهادفة إذا توفرت فيها عناصر الإبهار والإبداع الدرامي الموجود في الأعمال الغير هادفة، ولكن مع الأسف نسبة الأعمال الهادفة اقل بكثير من الأعمال المنتجة حاليًا وبشكل عام في رمضان، اما عن خلق جو للمنافسة، فنتمنى أن تتكثف الجهود من جميع الأطراف لإنتاج دراما هادفة ومثمرة لنحقق المنافسة في ظل الغث والعبث الذي نراه الآن، كما نأمل أن يتشجع الكتاب والمؤلفون لتوفير مادة جيدة وقوية مناسبة للشاشة». وبين سلام أن ما يعوق صناعة الدراما الدعم المادي فقال: «الدعم المادي والإنتاج الجيد والكفاءات القادرة على خلق التوازن في هذا النوع من الإنتاج».