مفهوم العنف: العنف من سمات الطبيعة البشرية يتسم به الفرد والجماعة ويكون حيث يكف العقل عن قدرة الاقناع او الاقتناع فيلجأ الانسان لتأكيد الذات، فالعنف ضغط جسمي او معنوي ذو طابع فردي او جماعي ينزله الانسان بقصد السيطرة عليه او تدميره. ومن ثم يمكننا تحديد العنف بأنه استجابة سلوكية تتميز بطبيعة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير. وعموماً يمكننا ان تخلص الى ان العنف ممارسة القوة او الإكراه ضد الغير عن قصد وعادة ما يؤدي العنف الى التدمير او إلحاق الاذى او الضرر المادي وغير المادي بالنفس او الغير. وبذلك يكون العنف: * الايذاء الجسدي عن عمد على نحو يحدث ضررا او اذى وما يقتضي من سوء معاملة النفس او الغير. * إلحاق الاذى او الضرر او التدمير للذات او الاشياء نتيجة انتهاك معين. * يتمثل العنف في كونه فعلا مدمرا. * يقتضي العنف الشعور او التعبير العنيف من خلال سلوك معين. * صعوبة تحديد الاجراءات الخاصة بالعنف لاعتبارات معينة مع كونها ممكنة. خطورة مشكلة العنف: - النيل من قدرات الاطفال التعليمية والانتاجية. - تعريض الامن والاستقرار النفسي للاطفال والمراهقين وتدمير حياتهم النفسية. العنف السلوكي: * تقوم حياة الانسان على اشباعات دائمة ودوافع اولية وثانوية وعند عدم توافر الاشباعات الكافية للدوافع الاولية او الثانوية يحدث سوء التكيف للفرد ويختلف الافراد عندئذ في سوية سلوكهم او انحرافهم وقد يتسم السلوك المنحرف عند بعض الافراد بعدم الانضباط والعنف والقسوة او اللامبالاة الاجتماعية والافراط والتراخي في التنشئة الاجتماعية كلاهما يؤدي الى سلبية في عملية التطبيع الاجتماعي فالافراط في التنشئة يؤدي إلى التبعية والتراخي ويؤدي الى العدوانية وعنف السلوك. * والعدوانية وما تتسم به من عنف السلوك يختلف الرأي حول كونها فطرية او متعلمة او مكتسبة، فالعدوانية انفعال حقيقي قائم في حياتنا الانسانية اضافة الى انها تلعب دورا هاما في سائر الانفعالات الاخرى، ويتخذ العنف السلوكي مظاهر مختلفة منها: 1- العنف المحرم: الذي يتم في صورة عدوان من الفرد على غيره وهو محرم قانونا وشرعا ومخالف للحياة الاجتماعية المستقرة. 2- العنف الالزامي: هو نوع من العنف قائم على النفس ضد اعتداء الآخرين سواء كان العدوان من الآخرين ممثلا في صورة فردية او جماعية. 3- العنف المباح: وهو سلوك مباح من الشرع حيث يؤمر الانسان بمعاملة الآخرين بذلك الفعل. * والعنف الزائد دليل على وجود سوء تكيف اساسي في الشخصية حيث نجد ان الصغير في تنشئته الاجتماعية قد عجز عن تعلم اساليب التعامل السليم مع البيئة او ان اتجاهاته للعدوان تكون قوية لدرجة تمنعه من التعرف بطريقة اخرى. ويمكن الوقاية من العنف السلوكي باتباع ما يلي: - تغيير الاتجاهات العدوانية عند الأفراد. - تغيير اسلوب الدعاية للوقاية من الجريمة. - القدوة الحسنة. - توفير النمو السوي لكل عناصر الشخصية في الطفولة. الاكتشاف المبكر للاستعداد للعدوانية وعنف السلوك. - فرض العقوبة وتطبيق الشرع والقانون بصورة حازمة. أسباب سلوك العنف: أ - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى شخصية الطفل: - الشعور المتزايد بالاحباط. - ضعف الثقة بالذات. - طبيعة البلوغ والمراهقة. - الاعتزاز بالشخصية وقد يكون ذلك على حساب الغير والميل أحياناً إلى سلوك العنف. - الاضطراب الانفعالي والنفسي وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية. - تمرد المراهق على طبيعة حياته في الأسرة والمدرسة. - الميل إلى الانتماء إلى الشلل والجماعات الفرعية. - عدم القدرة على مواجهة المشكلات بصراحة. - عدم اشباع الطلاب لحاجاتهم الفعلية. ب - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الأسرة: - التفكك الأسري. - التدليل الزائد من الوالدين. - القسوة الزائدة من الوالدين. - عدم متابعة الأسرة للأبناء. - الضغوط الاقتصادية. ج - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الرفاق: - رفاق السوء. - النزعة للسيطرة على الغير. - الشعور بالفشل في مسايرة الرفاق. - الهروب المتكرر من المدرسة. - الشعور بالرفض من قبل الرفاق. د - أسباب ترجع إلى المدرسين ومجتمع المدرسة: - غياب القدوة الحسنة. - عدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ. - غياب التوجيه والارشاد من قبل المدرسين. - ممارسة اللوم المستمر من المدرسين. - ضعف اللوائح المدرسية. - عدم كفاية الأنشطة المدرسية. -زيادة كثافة الفصول الدراسية. ه - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى طبيعة المجتمع: - انتشار سلوكيات اللامبالاة. - وجود وقت فراغ كبير وعدم استثماره ايجابياً. - ضعف الضبط الاجتماعي. - عدم الحزم في تطبيق التشريعات والقوانين المجتمعية. - انتشار أفلام العنف. مظاهر العنف ضد الطفلة والمراهقة الانثى: - الحرمان من التعليم. - العمل المبكر للفتيات. - الزواج المبكر . - الختان. - الاغتصاب والتحرش الجنسي. - التعرض للاضطرابات النفسية نتيجة تحمل الفتاة عنفاً معنوياً متمثلاً في بعض التقاليد الاجتماعية مثل المحافظة على الشرف. - تعطيل قدرة وطاقة الفتاة وذلك يحول دون انخراطها في انشطة المجتمع. - التفرقة بين الذكر والأنثى. إن ضعف الأطفال يجعلهم عرضة للعنف وإساءة المعاملة والاستغلال وتعرض الاطفال والمراهقين للعنف البدني وإساءة المعاملة الذهنية الموجهين ضدهم متفشيان في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي وفي حالات كثيرة يصدر سوء المعاملة عمن هم مسئولون مباشرة عن رعاية الأطفال وحمايتهم وبسبب العنف يتعرقل النمو البدني والعقلي لملايين الاطفال في جميع أنحاء العالم. ومن الاثار التي يحدثها العنف على الأطفال: - عدم القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع والاستثمار الامثل للطاقات الذاتية والبيئية للحصول على انتاج جيد. - عدم الشعور بالرضا والاشباع من الحياة الاسرية والدراسية والعمل والعلاقات الاجتماعية. لا يستطيع الفرد أن يكون اتجاهات سوية نحو ذاته بحيث يكون متقبلاً لنفسه. عدم القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة إيجابية. - عدم القدرة على حل المشكلات التي تواجه الفرد دون تردد أو اكتئاب. - لا يتحقق للفرد الاستقلالية في تسيير أمور حياته.