أولى جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - الأمن في هذه البلاد اهتمامه الشديد ولم يستثن من ذلك الاهتمام رجال العلم والدين في هذه البلاد الطاهرة كاهتمامه بأن يصل التعليم لكل منزل في كل قرية وهجرة. الشيخ رشيد بن محمد القيسي عاش في هذه الجزيرة العربية قبل توحيد البلاد ولمس الأمن والاستقرار والطمأنينة فيها بعد التوحيد وحرص على نشر التعليم. في لقاء خاص بالجزيرة قال القيسي الذي ولد في عام 1316ه في اواخر العهد العثماني: لقد عشت الحالة غير المستقرة التي كانت تعيشها الجزيرة العربية قبل التوحيد حيث الاقتتال والفتن والخرافات، وقد مارست التعليم في العهد العثماني وبعد توحيد هذه البلاد وعرفت كيف أولى جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز اهتمامه بنشر العلم والمعرفة وحرص على تعليم أهل البادية أمور دينهم ومحاربة البدع والخرافات. وأضاف: عيّنت معلما في مدرسة ضباء عام 1349ه في غرة محرم وكما ذكرت كان التعليم غير منتظم ولا نحصل على رواتبنا في العهد العثماني.وبعد أن وحّد جلالة الملك عبدالعزيز هذه البلاد ورفع راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله تغيرت هذه البلاد واصبحت دولة اسلام وسلام وأصبح للعلم مكانة ووصل المعلمون الى كل شبر في البلاد وأصبحت هذه الدولة (المملكة العربية السعودية) دولة إسلام وسلام واصبح للعلم مكانته فتم فتح المدارس في كل مكان وتعلم الناس امور دينهم وشعرنا بالاهتمام بالمعلم بعد ان اصبحت هذه البلاد المترامية الاطراف موحَّدة بعد ان كانت مبعثرة يسودها الجهل والظلام والقتال بين الناس واصبحنا تحت حكم ابن سعود الذي زاد من الثقة في نفوسنا وزودت المدارس بمختلف انواع الكتب وأصبح المواطن الذي كان يجهل ابسط امور دينه حتى معرفة اركان الاسلام كان يجهلها اصبح ملماً بها وأصبحت تقام الصلوات ويفد الناس الى مكة لأداء فريضة الحج وتآخى الناس وزاد تمسكهم ببعضهم والحمد لله على ذلك الذي قيض لهذه البلاد جلالة الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله. الاتجاه إلى القضاء: واستطرد الشيخ رشيد القيسي الذي يعد اكبر معمر في منطقة تبوك حديثه ل«الجزيرة» بعد ذلك كله وبعد ان تنفسنا الصعداء وأصبحنا تحت حكم آل سعود انتقلت من عمل التعليم الى سلك القضاء حيث ان جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز جعل دستور هذه البلاد القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واقامة الحكم الشرعي المستمد من القرآن الكريم والسنة المحمدية التحقت بالقضاء الشرعي والذي يميز المملكة عن دول الكون كافة في هذه الاحكام التي تستمد من كتاب الله وسنة نبيه حيث عينت قاضيا عام 1362ه قبل اكثر 60 عاما وكان القاضي يحكم بما يرضي الله ويجعله مطمئن النفس ولا احد يتدخل في الحكم الشرعي، وكان رحمه الله يولي اهتمامه برجال القضاء والعلماء على كافة مستوياتهم، وكذلك طلبة العلم. وبحكم تجربتي منذ عهد جلالته غفر الله له وحتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين اطال الله عمره والاهتمام متواصل برجال القضاء والعلماء وطلبة العلم، فأنا استمررت في القضاء اكثر من اربعين عاما الى أن تقاعدت عن العمل في عام 1408ه ولا أنسى ما حييت مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله عندما قال: انه لا سلطة على القضاء. فقضاؤنا ولله الحمد كما ذكرت مستقل نزيه الكل يرضى بأحكامه ويقنع بعدالته وهذا يدل على تطبيق هذه الدولة للشريعة الاسلامية ولتنفيذ احكام الله في كل شخص جانب الصواب او ارتكب ما يخل بالامن او خلافه، فبذلك أرسى جلالة المغفور له قواعد الامن منذ بداية التأسيس وحتى يومنا هذا مما جعل تطبيق شرع الله سمة من سمات بلادنا وادخل الطمأنينة في النفوس وجعل هذه البلاد بلاد (الأمن والامان).