ضمن فعاليات مهرجان حائل السياحي الذي يقام هذا العام تحت شعار «حائل.. صيفها هائل» الذي تنظمه الامانة العامة للجنة العليا للتنشيط السياحي بامارة منطقة حائل وعلى المسرح المكشوف في حديقة الأمير سلطان يوم الجمعة الماضي القى الدكتور عبدالرازق بن حمود الزهراني استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية محاضرة قيمة كان موضوعها المسنون في الشعر العربي وبدأت الندوة التي ادارها القاص عبدالحفيظ الشمري بعرض لسيرة المحاضر الشخصية وعرض لبعض مؤلفاته من دواوين شعرية وكتب وابحاث علمية، ثم بدأ الدكتور الزهراني المحاضرة بمقدمة حول المسنين وخصائصهم من جميع النواحي موضحاً أن اعداد المعمرين في الوطن العربي اقل من المعمرين في البلاد الغربية مرجعاً تزايد اعداد المعمرين إلى زيادة الوعي الصحي وارتفاع مستويات المعيشة موضحاً أنه مع تعقد الحياة وتسارع ايقاعها وتفرق الافراد برزت احتياجات المسنين التي اجملها في تفهم كبار السن لانفسهم واعدادهم لمرحلة الشيخوخة عن طريق التثقيف وتثقيف المجتمع في التعامل مع هذه الفئة واعداد الاخصائيين والمهنيين لرعاية هذه الفئة ثم عرض لمتوسطات المسنين في الوطن العربي والمؤلفات والكتب في هذا المجال ثم فند الخصائص الاجتماعية والنفسية للمعمرين من خلال الابيات الشعرية موضحاً أن هذه الخصائص تستقرأ من خلال ابيات وقصائد لشعراء مسنين في التراث الشعري العربي خلال عصور الادب العربي منذ الجاهلية وحتى العصر الحديث وقد ركز على العصرين الجاهلي وصدر الاسلام وقسم تلك الخصائص أو المباحث أو الملاحظات إلى سبعة اقسام وهي: اولاً : الشعور بالعزلة والاغتراب مستشهداً ببيت للبيد بن ربيعة: ذهب الذين يعاش في اكنافهم وبقيت وحدي كالبعير الاجرب وثانياً: الوقوف موقف الناصح مستشهداً بقول عمارة بن عوف العدواني: تقول لي عمرة ما الذي تهدي في السر والجهر قلت لها الجود من شيمي امركم في العسر واليسر وثالثاً: الفخر بالماضي وانجازاته والتحسر عليه ومن الابيات التي استشهد بها: الا ليت الشباب يعود يوماً فاخبره بما فعل المشيب ورابعاً: السأم من الحياة كقول زهير بن ابي سلمى: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبالك يسأم وخامساً: شعور المسن بأنه عبء على الاخرين مستشهداً بأبيات منها: الا ياسم اعياني الركوب واعيتني المكاسب والذهول وسادساً: وصف الشيخوخة ومظاهرها ومن الابيات التي اوردها في هذه الفقرة قول ابي الطمحان القيني: حنتني حانيات الدهر حتى كأني خاتل يدنو لصيد قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقيداً اني بقيد وسابعاً واخيراً: زيادة التعلق والولع بالابناء مستشهداً بالعديد من القصائد المشهورة في التراث العربي. ثم قدم العديد من الملاحظات والاستنتاجات مجملها حول اعتبار اهمال الكبير عيباً عند العرب وتفاخر العرب بالقيام بالواجب تجاه الكبير وان مظاهر محاولات اخفاء مظاهر الشيخوخة ظاهرة قديمة. وفي الختام قدم العديد من التوصيات ثم فتح المجال للعديد من المداخلات هذا وقد القى الدكتور الزهراني قصيدة بعد الحاح الحضور على ذلك مما يذكر أن الحضور كان كثيفاً ومتفاعلاً مع ما دار في المحاضرة والمداخلات.