اختتم مساء أمس الأول فعاليات ملتقى قراءة النص في دورته العاشرة والتي نظمها نادي جدة الأدبي الثقافي وبرعاية معالي وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز بن محي خوجه ، وقد أثارت الجلسة الأخيرة العديد من المداخلات والتعليقات انصبت جلها على ورقة الدكتور محمد الصفراني التي دارت حول “أنماط التجديد في الشعر العربي”، وتحدث فيها الصفراني عن نقل مفاهيم علم تجويد القرآن الكريم من حقل الدراسات القرآنية ومن علم التجويد في ميدان الدراسات القرآنية إلى حقل الشعر وقراءة التشكيل البصري في الشعر العربي الحديث، وهذا ما أثار مداخلات عديدة عن صحة هذا الاستخدام لعلم التجويد من عدمه، فتوافق البعض مع فكرة الصفراني فيما عارضه البعض الآخر الذي رأى أن علم التجويد خاص بالقرآن الكريم. وقال الصفراني في ورقته: إن مثل هذا المبحث يدرس مواكبة الشعر لإيقاع العصر وأنماط الحياة بشكل عام ومن هذا المنطلق حاولت أن أنقل مصطلحات علم التجويد والتي ساد الظن منذ أكثر من 1400 سنة بأن هذه المصطلحات لا تصلح للعمل إلا على النص القرآني فقط ولا تصلح للعمل على أي نص آخر وحاولت من خلال هذه الدراسة نقل علم التجويد من إطاره الضيّق إلى فضاءات أرحب تتمثل في الشعر العربي وقراءة تشكيلاته البصرية. وأكد الصفراني أن هناك نقولا كثيرة عن كتابه المطبوع في هذا المجال وهو بعنوان «التشكيل البصري في الشعر الحديث» وكل هذه النقول لا ترجع للمصدر الأساس أو الإشارة إليه، مبيناً أن هذا يعد من باب نقض المعرفة، وخرق نظرية التراكم المعرفية. فيما شارك في الجلسة كذلك الدكتورة أشجان الهندي التي تحدثت عن الأساليب الجديدة في كتابة القصيدة شاعرات من الجزيرة العربية والخليج نموذجاً، وعرضت من خلالها لنماذج لعدد من الشعراء مبيناً الطريقة الجديدة التي كتب بها هؤلاء الشعراء قصائدهم. وتحدث المشارك الأخير في الجلسة الدكتور مراد مبروك في ورقته عن «جماليات الهندسة الإيقاعية في النص الشعري»، مبيناً فيها طرق المعالجة الهندسية الصوتية الإيقاعية في النص الشعري من خلال التحول الذي طرأ على القصيدة العربية بداية من مسيرتها الكلاسيكية ونهاية بالشكل الحر لها. في بداية الأمسية الشعرية اعترضت الشاعرة فوزية أبو خالد أن تكون هي الممثلة الوحيدة للصوت النسائي في الأمسيتين اللتين أقامهما نادي جدة الأدبي في ملتقى قراءة النص العاشر، مطالبة بالعدل في العدد بين الشعراء من الجنسين، وكان الملتقى قد اختتم مساء أمس الأول بأمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعر علي الدميني، والشاعر عبدالله الصيخان، والشاعر أحمد قران الزهراني، والشاعرة فوزية أبو خالد، والشاعر أحمد العوضي من اليمن، وقدم الجميع عدداً من النصوص الشعرية حيث بدأت أبو خالد بإلقاء عدد من القصائد، ثم ألقى الشاعر العواضي أيضاً قصيدتين شعريتين، وعقبه الشاعر أحمد قران، ثم الشاعر عبدالله الصيخان الذي حظي بتصفيق وإعجاب من قبل الحضور، ثم ألقى الشاعر علي الدميني قصائده، وأدار الأمسية التي حضرها عدد من الضيوف اكتظت بهم القاعة الدكتور أحمد الطامي، في ثلاث جولات.