قالت وكالة الطاقة الدولية ان دول أوبك العشر المشاركة في نظام حصص الانتاج خفضت انتاجها بمقدار 140 ألف برميل يوميا في يونيو حزيران الماضي لكنها تجاوزت سقف الانتاج الذي حددته لنفسها بمقدار 1 ،1 مليون برميل في اليوم. وقدرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان إنتاج دول أوبك العشر بلغ 8 ،22 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي بالمقارنة مع سقف الانتاج الرسمي البالغ 7 ،21 مليون. وقالت تقديرات مستقلة ان الزيادة في إنتاج أوبك عن الحد الرسمي المتفق عليه بلغت 5 ،1 مليون برميل يوميا في يونيو. ويقل تقدير الوكالة للتجاوزات الانتاجية عن التقديرات المستقلة لأن الوكالة اعادت تصنيف زيت أورينوكو شديد الكثافة على انه ليس خاما عاديا مما أدى إلى تعديل تقديرات الانتاج لفنزويلا بالخفض. ولا يشارك العراق في نظام الحصص الانتاجية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه. وبلغ اجمالي إنتاج أوبك بإضافة العراق 45 ،24 مليون برميل يوميا في يونيو بانخفاض 250 ألف برميل عن إنتاج مايو أيار الذي بلغ 70 ،24 مليون برميل في اليوم. وقالت الوكالة ان إنتاج العراق انخفض بمقدار 110 آلاف برميل يوميا مع استمرار اثر نظام التسعير بأثر رجعي على صادرات بغداد في اطار برنامج مبادلة النفط بالغذاء الموقع مع الاممالمتحدة. وتابعت الوكالة ان اجمالي إنتاج النفط العالمي بلغ في المتوسط 3 ،75 مليون برميل يوميا في يونيو بانخفاض قدره 650 الف برميل يوميا. وانخفض إنتاج النفط من خارج اوبك بمقدار 420 الف برميل يوميا إلى 3 ،47 مليون برميل يوميا في يونيو. وتوقعت الوكالة ارتفاع الطلب على نفط اوبك بمقدار 220 الف برميل يوميا إلى 1 ،25 مليون برميل يوميا في عام 2003 بالمقارنة مع 8 ،24 مليون برميل يوميا هذا العام. وعدل الطلبفي عام 2002 وفترات سابقة بالخفض بسبب اعادة تصنيف إنتاج فنزويلا من الخام وتعديل الطلب العالمي. وقالت الوكالة «مع نمو الطلب العالمي بمقدار 250 الف برميل يوميا يقدر انخفاض الطلب على إنتاج اوبك وتغييرات المخزونات في عام 2002 بمقدار 26 ،1 مليون برميل يوميا». وتابعت «خفضت تقديرات الطلب في الربعين الثالث والاخير من هذا العام بمقدار 9 ،0 مليون برميل يوميا و8 ،0 مليون برميل يوميا إلى 6 ،24 مليوناً و8 ،25 مليون برميل يوميا على التوالي. وقال محللون انه ينتظر تعافي نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2003 مقارنة بزيادته الهزيلة هذا العام إلا ان تأثير ارتفاع اسعار النفط الخام على الاستهلاك وتذبذب الانتعاش الاقتصادي العالمي سيحد من هذا التعافي. واضافوا ان زيادة الطلب العالمي على النفط سيصاحبها زيادة مستمرة في الامدادات من الدول غير الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «اوبك» بصورة لن تتيح لاوبك إلا هامشا محدودا للمناورة على صعيد تخفيف القيود الانتاجية إذا ما ارادت الحفاظ على اسعار النفط قرب مستواها المستهدف عند 25 دولارا للبرميل. وقال آدم سيمينسكي من دويتشه بنك «ينتظر ان يصل الانتعاش الاقتصادي ذروته في العام المقبل ومن ثم فإننا نتوقع نمو الطلب العالمي بمقدار 3 ،1 مليون برميل يوميا». واضاف «لكننا نتوقع زيادة امدادات الدول غير الاعضاء في اوبك بنحو 800 الف برميل يوميا فيما سيضع ضغوطا كثيرة على السعودية للمحافظة على انضباط اوبك». وبدأت بعض الدول الاعضاء في اوبك ممارسة ضغوط من اجل تخفيف القيود المفروضة على الانتاج المنظمة منذ يناير كانون الثاني. وبلغ حجم تجاوزات حصص الانتاج الرسمية في اطار اوبك بالفعل حوالي 5 ،1 مليون برميل. وتوقع جيوف بين المحلل بمؤسسة سيمبرا انيرجي زيادة الاستهلاك العالمي للنفط في العام المقبل 25 ،1 مليون برميل يوميا إلى 5 ،77 مليون برميل يوميا. وقال ان الدول غير الاعضاء في اوبك ستغطي تقريبا كل الزيادة في الطلب العالمي على النفط بضخ كمية اضافية تبلغ نحو مليون برميل. وقال بين «بلغ متوسط نمو الطلب في التسعينات حوالي 5 ،1 مليون برميل يوميا إلا ان ارتفاع الاسعار سيواصل تقييد الطلب». وانتاج دول غير اعضاء في اوبك مثل روسيا وانجولا في ارتفاع مع بدء إنتاج مشروعات جديدة مدعومة بصعود اسعار النفط منذ عام 2000. وتأتي تلك التوقعات قبل التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس المقرر صدوره غدا الجمعة. وتقوم الوكالة بدور استشاري في قطاع الطاقة للدول الصناعية الست والعشرين. وسيتضمن التقرير اول توقعات للوكالة بالنسبة الى الطلب العالمي على النفط في العام المقبل فيما سيوفر اساس قياس لتوقعات الطلب بالنسبة إلى الدول المستهلكة والمنتجة. وتتوقع الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 420 الف برميل يوميا فقط بعد زيادات لا تذكر في عام 2001. ويعتقد محللون باحتمال ان تخفض الوكالة في تقريرها تقديراتها للطلب عن مستوى 2001. وقالت وكالة الطاقة الدولية ان من المتوقع ان يعاود الطلب العالمي على النفط الارتفاع بقوة في عام 2003 يدعمه الانتعاش الاقتصادي بعد ارتفاعاته الهزيلة في الاعوام الخمسة الماضية. لكن ارتفاع الانتاج من دول من خارج اوبك سيكون كافيا للوفاء بالطلب الاضافي بحيث لا يترك للمنظمة فرصة لتخفيف قيود الانتاج إذا ارادت الابقاء على مستويات الاسعار حول 25 دولارا للبرميل. وقدرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط الذي يشمل اول تقديراتها للطلب العالمي على النفط في عام 2003 متوسط الاستهلاك بمقدار 3 ،77 مليون برميل يوميا بارتفاع 1 ،1 مليون برميل يوميا بالمقارنة بالعام الحالي. وقال التقرير «هذا التقدير يفترض اسعارا اقل من اسعار عام 2002 وانتعاشا اقتصاديا معتدلا وارتفاعا في الطلب يتناسب مع نمو اجمالي الناتج المحلي». وبلغ نمو الطلب في الاعوام الخمسة من 1998 إلى العام الجاري 580 الف برميل يوميا في المتوسط بانخفاض حاد عن 69 ،1 مليون برميل يومياً في الاعوام الثلاثة السابقة. وفي العام المقبل من المتوقع ان يزيد استهلاك الدول الصناعية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعد انخفاضه على مدى عامين وذلك بنمو قدره 500 ألف برميل يوميا. وفي الدول ذات الاقتصادات الناشئة من المتوقع ان تبدأ الصين اتجاه النمو وتنشره بين جيرانها في آسيا. ومن المقدر ان يرتفع الطلب الآسيوي بشكل عام بمقدار 390 الف برميل يوميا إلى 12 ،21 مليون برميل يوميا. وقالت الوكالة ان الطلب العالمي على النفط في عام 2002 جاء اقل من المتوقع. واشارت وكالة إلى «تنامي القلق بشأن ايقاع انتعاش الاقتصاد العالمي مع اهتزاز الثقة بسبب المخالفات المحاسبية في الشركات والقلق المتعلق بالاستقرار الاقتصادي في امريكا اللاتينية». وعدلت بالخفض تقديراتها لنمو الطلب في عام 2002 بمقدار 170 الف برميل يوميا إلى 250 الف ليبلغ 1 ،76 مليون برميل يوميا. واشارت الوكالة الطاقة الدولية ان الطلب على النفط في الصين ارتفع إلى مستويات قياسية في ابريل نيسان الماضي وانه مستمر في تحقيق نمو أسرع من أي اقتصاد آخر ومن المتوقع ان ينمو بنسبة 6 ،2 في المائة هذا العام. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان الطلب على النفط في الصين الذي يمثل مجمل الانتاج المحلي وصافي الواردات من الخارج قفز إلى 41 ،5 ملايين برميل في اليوم في ابريل مسجلا أعلى مستوياته على الاطلاق أي بزيادة 1 ،8 في المائة عن الشهر السابق و5 ،3 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي. وتحققت الزيادة مع ارتفاع معدلات تكرير النفط بالمصافي الرسمية الكبيرة في البلاد ليصل اجماليها إلى 25 ،4 ملايين برميل في اليوم بزيادة نسبتها 9 ،10 في المائة عن الشهر السابق. وعوضت الزيادة في الانتاج المحلي انخفاضا بلغ 4 ،3 في المائة في صافي واردات المنتجات النفطية في ابريل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي رغم ان هذا الرقم لا يشمل عمليات التهريب. وتشير التقديرات إلى ان النمو سار بوتيرة أسرع في مايو ايار مقارنة بالشهر المقابل من العام الماضي. وأوضح التقرير ان النمو في الطلب على النفط واكب استمرار النمو الاقتصادي في البلاد إذ ارتفع الناتج الصناعي 9 ،12 في المائة في مايو وزادت الصادرات بنسبة 4 ،18 في المائة وفقا للبيانات الرسمية. وقالت انه من المتوقع ان يتباطأ نمو إنتاج الدول غير الاعضاء في اوبك في العام المقبل لكن هذه الدول ستلبي النصيب الاكبر من نمو الطلب العالمي على النفط. وأضافت ان ارتفاع إنتاج روسياوالمكسيك وكندا سيكون اكبر من انخفاض انتاج بقية المنتجين من خارج اوبك ومنهم بريطانيا والولايات المتحدة وكولومبيا. وقالت في تقريرها الشهري عن سوق النفط «مع الاستثمارات الكبيرة في قطاع الانتاج سيواصل المعروض من الدول غير الاعضاء في اوبك ارتفاعه في عام 2003». وتابع التقرير «ستظل روسيا مسؤولة عن نحو نصف نمو إنتاج الدول غير الاعضاء في اوبك». وبشكل عام من المتوقع ان يرتفع إنتاج الدول غير الاعضاء في اوبك بمقدار 700 الف برميل يوميا إلى 6 ،48 مليون برميل يوميا في العام المقبل ويتراجع معدل النمو من 2 ،1 مليون برميل يوميا هذا العام. وتابعت الوكالة ان اوبك التي خفضت انتاجها بنسبة 20 في المائة منذ بداية عام 2001 لدعم الاسعار لن يكون أمامها فرصة لزيادة انتاجها سوى بمقدار 220 الف برميل يوميا في العام المقبل بعد أخذ تدفقات الدول غير الاعضاء في الاعتبار. وروسيا التي تخلت منذ وقت قريب عن اتفاق لخفض الانتاج مع اوبك ستظل تمثل التهديد الاكبر لحصة المنظمة في السوق. وتتوقع الوكالة ارتفاع إنتاج روسيا بمقدار 340 الف برميل يوميا في عام 2003 إلى 62 ،7 ملايين برميل يوميا بعد ارتفاعه بمقدار500 الف هذا العام. ومن المتوقع ان يرتفع إنتاج المكسيك وكندا بمقدار 150 الف برميل لكل منهما، لكن سينخفض على الارجح إنتاج النفط في بريطانيا والولايات المتحدة وكولومبيا مع بلوغ الحقول اقصى مستوى ممكن للانتاج. وزاد اجمالي المخزونات النفطية لدى الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 2 ،1 مليون برميل يوميا في مايو ايار الماضي بفضل نمو مخزون المنتجات المكررة. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري ايضا ان مخزونات النفط الخام استقرت دون تغيير لتزيد الفترة التي تغطي فيها المخزونات الاستهلاك في مايو يوما واحدا عما كانت عليه قبل عام. واضاف التقرير ان مخزون المشتقات الوسيطة زاد 52 ،0 مليون برميل في اليوم بينما ارتفع مخزون البنزين 21 ،0 مليون برميل في اليوم مما رفع اجمالي المخزون إلى 63 ،2 مليار برميل في مايو. وانخفض مخزون النفط الخام 20 الف برميل في اليوم فقط ليصل إلى 911 مليون برميل أي منتصف النطاق الذي تحرك فيه خلال خمس سنوات وبما يقل عن المتوسط المعتاد في شهر مايو. وكان مخزون شهر مايو يغطي استهلاك 56 يوميا أي أعلى من العام الماضي لكنه يقل بواقع يومين عن مستواه عام 1999. وذكرت وكالة انباء اوبك نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة صعد إلى 16 ،25 دولارا للبرميل من 94 ،24 دولارا. وتستهدف اوبك سعرا يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل من سلة خاماتها النفطية الذي يقل في العادة نحو دولار عن سعر مزيج برنت القياسي المستخرج من بحر الشمال ونحو دولارين عن سعر الخام الامريكي الخفيف. وتضم السلة خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي وبوني الخفيف النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام دبي وتيا خوانا الفنزويلي وايستموس المكسيكي. وفيما يلي جدول بتقديرات إنتاج الدول الاعضاء في اوبك في يونيو بالمليون برميل يوميا مقارنة بشهر مايو. الدولة يونيو مايو السعودية 535 ،7 600 ،7 ايران 34 ،3 35 ،3 العراق 64 ،1 76 ،1 الامارات 96 ،1 95 ،1 الكويت 89 ،1 88 ،1 قطر 64 ،0 64 ،0 نيجيريا 91 ،1 93 ،1 ليبيا 32 ،1 31 ،1 الجزائر 82 ،0 81 ،0 فنزويلا 28 ،2 36 ،2 اندونيسيا 12 ،1 12 ،1 الاجمالي 45 ،24 70 ،24