من افريقيا الى آسيا يتناثر الجنرالات الفاسدون، ومن بطن التاريخ القريب.. والقريب جداً، ظهر في العراق جنرال يحلو للعراقيين تسميته بالجنرال «أبو طبر».. و «طبر» للذين لا يفهمون اللهجة العراقية المميزة هو الفأس، وجاءت التسمية بعد تزايد جرائم القتل في بغداد، تلك الجرائم التي يستعمل فيها القاتل الفأس لمهاجمة ضحاياه الذين كانوا يقتلون بطريقة وحشية وبعضهم تقطع رؤوسهم بالفأس.. ولوحظ ان عمليات القتل موجهة لشخصيات سياسية، ووجهاء المجتمع الذين يُطلق عليهم «الشخصيات العامة»، وادى تزايد تلك الجرائم وبشاعتها الى اثارة الهلع والخوف في العاصمة العراقية وبخاصةٍ الاحياء الراقية التي كانت مسرحاً لجرائم «الجنرال أبو طبر» الذي يثير اسمه الرعب، إلا أن أحداً لم يعرف من هو أبو طبر، فظهر الكثير من الاشاعات والقصص التي ألفها بعض المروجين الذين زعم بعضهم أنه شاهد «أبو طبر» وأنه رجل ضخم الجثة يحمل فأساً يهاجم به ضحاياه. وأدت تلك القصص والاشاعات الى تحويل أحياء مدن بغداد الراقية الى مناطق مرعبة لا يجرؤ الناس على القدوم إليها ليلاً حيث كانت تتم جرائم «أبو طبر»، أما سكان تلك الاحياء فقد لزموا منازلهم وزوَّدوا أبوابها بأقفال قوية، وبعضهم استعان بكلاب مدربة للحراسة، وظلت جرائم أبو طبر مسيطرة على الشارع العراقي بعد أن وصلت قصص جرائمه التي ضُخِّمت بعد تناقلها إلى المحافظات الاخرى والتي عادة ما يضاف إليها بعض الزيادات من مخيلة الناقل والراوي، حتى اصبح الجنرال أبو طبر شخصية مرعبة..!! أما كيف عُرف أبو طبر.. وكيف عُرف أنه جنرال، فذلك بعد الكشف عن محاولة انقلابية فاشلة قام بها «الجنرال كاظم كزار» الذي كان مديراًَ للأجهزة الأمنية لقلب النظام في بغداد، وبعد القبض على الجنرال والتحقيق معه اعترف بما كان يقوم به من عمليات قمع وتعذيب للمعارضين السياسيين وأساليب تصفيتهم جسدياً، ومنها قطع رؤوسهم بالطبر.. أي «الفأس»، وهنا ظهر لغز الجنرال أبو طبر وجرائمه التي انتهت بإعدام الجنرال أبو طبر ليتخلص العراقيون من شروره.