الشاعر العاطفي والنابغة الموهوب عبد الله بن سبيل اشتهر بجودة وقوة ودقة التصوير الشعري وسلاسة الاسلوب وقوة المعنى وقصائده متداولة ومرغوبة للمتذوق للشعر الشعبي قديما وحديثا وشعره من أجود ما قيل في وصف عيشة البادية حيث يصف حياتهم وخيامهم ورحيلهم. وابن سبيل له احتكاك في البادية وهذا قد جعل من شعره صوراً حية من صور البادية في لهجته وتعبيره وقد وصف العادات والحل والترحال وهو غاية في الجودة واحكام السبك وصحة الوصف ومتانة الالفاظ وعذوبتها ولهذا فهو كالسهل الممتنع وهذه مقطوعات وشواهد مختارة من شعره عبارة عن صور حية من البادية والتي اصبح بعضها يسير سير الامثال كقوله في احدى قصائده: للحب في وجه المقابل مواري ضحك الحجاج ورفعته وانطلاقه والا من المبغض تشوف النكاري ياله فراقك وانت تاله فراقه راع الهوى المعتاد يخفي الآثاري الى بغاله رمسة بانسراقه ولا هوب زهاف الى حل طاري يفرق على غيره بعقل ووثاقه وشعره في الغزل صورة حية من الغزل العذري وهو له غزارة شعر ومعان مبتكرة لم يسبق اليها كما ان في شعره امثالاً وحكماً باقية على ألسن اهل البادية الى هذا اليوم كقوله: ياناس خلوا كل وادي ومجراه قلتوا كثير وقولكم ما لقيته وقوله: اذا عزمت فحط للرجل مرقاه من خوف يدري بك حسود وبادي لا تاخذ الدنيا خراص وهقوات يقطعك من نقل الصميل البرادي وكذلك يصف حالة البادية بعد تفرقهم من القطين في وقت الصيف واجتماعهم على الماء ثم تفرقهم عند نزول الامطار. وخانة المقطان لو قيل محلاه صيور ماجا بالليالي غدت به يامل قلب من شديد العرب باه بوهة غرير بالمظامي رمت به لا والله الا ما صار للبدو ناناه وثور عسام الجو مما عفت به شالوا على اللي بالمبارك مثناه ما حط فوق ظهورها زوعت به مظهورهم كن الطماميع تشعاه يتلى سلف خيال من قربت به يا قرب مسراحه وما ابعد معشاه له شدة راعي الغنم يشتمت به لو صوت الرحال ما تسمع انداه من لجة المرحول ما يلتفت به مقطانهم امست خلي ركاياه تقنب سباعه والذواري بنت به