واصل الفلسطينيون استعداداتهم لعدوان جديد يستهدف هذه المرة قطاع غزة على الرغم من تسريبات إسرائيلية تفيد بأن العملية المرتقبة قد تم تأجيلها، في الوقت الذي فرضت فيه القوات الاسرائيلية طوقا امنيا شاملا على منطقة بيت لحم كما طوقت مدينة طولكرم بعد اعلانها الانسحاب منها. وطرأ من جانب آخر تغيير على المواقف الاوروبية فيما يتصل بالمبعدين الفلسطينيين وقالت ايطاليا انها مستعدة لاستقبال واحد منهم بعد ان كانت رفضت سابقا استقبال أي منهم، فيما قالت اليونان ان الاتحاد الأوروبي سيبحث الامر يوم غد الاثنين. حصار بيت لحم وطولكرم فقد فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقا امنيا شاملا على منطقة بيت لحم في الضفة الغربية بعد ان اعادت انتشارها عقب انهاء حصارها لكنيسة المهد.. فيما اعلنت انسحابها من مدينة طولكرم لكنها اقرت انها لا تزال تطوق المدينة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي لوكالة فرانس برس ان: «قواتنا انسحبت من طولكرم لكنها ما زالت تطوق المدينة»، موضحا ان هذا الاجراء يهدف إلى تجنب «خطر أي عمليات تسلل ناشطين إلى إسرائيل من هذه المدينة». وقال شهود عيان فلسطينيون: ان الجيش دمر بالمتفجرات خلال توغله في المدينة بعد ظهر الجمعة منزل منفذ العملية الفدائية التي أدت إلى مقتل 26 شخصا في نتانيا شمال إسرائيل منذ ستة اسابيع. وقد دمر منزل عبد الباسط عودة الذي ينتمي إلى حركة المقاومة الاسلامية(حماس)، بالكامل وتضررت منازل مجاورة له، وقد اخلت اسرة عودة المكان بأمر من الجنود الاسرائيليين. وكانت حركة حماس اعلنت ان عودة هو منفذ العملية التي وقعت في السابع والعشرين من آذار/مارس في مطعم في فندق في مدينة نتانيا الساحلية عشية عيدالفصح اليهودي. وبعد يومين من هذا التاريخ، شنت إسرائيل عمليتها الواسعة في الضفة الغربية. وقال شهود عيان: ان عشر دبابات دخلت بعد ظهر الجمعة طولكرم حيث فرض الجيش الاسرائيلي حظر تجول على شرق المدينة. إعادة نظر في العدوان المرتقب وفيما يتصلب الوضع في قطاع غزة فقد اعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس ان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اعاد النظر مع هيئة الاركان في خطة الهجوم على القطاع التي ارجئت في الوقت الحالي. وقد التقى الوزير الاسرائيلي يوم الجمعة مع مسؤولين عسكريين في هذا الشأن. وقالت مصادر امنية: انه تم اعتماد خطة معدلة ومحدودة أكثر تشمل عمليات آنية وتحد من احتلال اراض. واضافت هذه المصادر ان الهجوم الذي تقرر بعد العملية الفدائية التي نفذها فلسطيني الثلاثاء في ريشون ليتسيون قرب تل ابيب، ارجئت لانها فقدت عامل المفاجأة. إلا ان قوات إسرائيلية كبيرة ما زالت منتشرة حول قطاع غزة ومستعدة للتدخل. وكان مسؤول امني اسرائيلي صرح مساء الجمعة لوكالة فرانس برس ان بن اليعازر قرر ارجاء شن الهجوم «بسبب تسرب» معلومات عنه. وتشير هذه «التسريبات» إلى ان إسرائيل ستهاجم في قطاع غزة خصوصا اهدافا تابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تبنت الهجوم الذي قتل فيه 16 شخصا ومنفذه. وتمهيدا للهجوم، قام الجيش الاسرائيلي مساء الخميس باستدعاء الاحتياط وحشد مدرعات قرب قطاع غزة. الا ان بعض العسكريين الاحتياط الذين تم استدعاؤهم اعيدوا إلى بيوتهم من جديد. وقالت الصحف الاسرائيلية: ان هيئة الاركان استندت إلى الدروس التي استخلصتها من الهجوم الذي بدأته في 29 آذار/مارس في الضفة الغربية. واضافت ان هيئة الاركان تدرك ما يشكله من خطر على رجالها وصورة إسرائيل في الخارج تعرض المدنيين الفلسطينيين لخسائر غير متوازنة في معارك في المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة. وحول اسبات تأجيل العملية نسبت اذاعة تل ابيب امس إلى مسؤول إسرائيلي كبير قوله: ان تأجيل العمليات العسكرية والامنية ضد قطاع غزة تم بسبب هروب كبار المطلوبين من قادة التنظيمات الفلسطينية من منازلهم ومقارهم في القطاع إلى اماكن اخرى الامر الذي افقد العمليات عنصر المفاجأة. وكان وزير الخارجية الاسرائيلية شيمون بيريز قد صرح في وقت سابق من امس «الجمعة» بأن أي عملية إسرائيلية في غزة ستكون عملا «حذرا ودقيقا» ضد مراكز المتشددين وأن إسرائيل ليس لديها أي نية لغزو أراض فلسطينية. ضغوط على إسرائيل وقال مسؤول امني اسرائيلي ان واشنطن مارست ضغوطا على إسرائيل لتجنب عملية واسعة النطاق شبيهة بعملية «السور الواقي» في الضفة الغربية، بينما وجه الرئيس المصري حسني مبارك رسالتين إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تشدد على خطر هجوم اسرائيلي في قطاع غزة. وفي ذات الوقت تواصل القوات الاسرائيلية حشد الدبابات والمجنزرات اضافة للزوارق الحربية المدعومة بالطائرات المقاتلة والمروحيات استعدادا لغزو قطاع غزة أو ما يسمونه المرحلة الثانية من «الجدار الواقي». الاستعدادات الفلسطينية مستمرة وبعد تأجيل توقيت العدوان لتحقيق عنصر المفاجأة واصلت المقاومة الفلسطينية تشكيل قيادات ميدانية نسقت جهودها في نطاق المواجهة الوشيكة بينها وبين القوات الاسرائيلية واقامت المتاريس من الحجارة وبقايا السيارات والستائر الترابية ووضعت العبوات الناسفة لاصطياد القوات والآليات المعادية. كما استعدت السلطة الوطنية الفلسطينية للمواجهة واعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات وتشكيل فرق طبية ميدانية في القطاع. وقد واصل سكان قطاع غزة تخزين المواد الغذائية مثل «الطحين» وغيره من المواد الاساسية خشية قيام إسرائيل بعملية على غرار عملية «السورالحامي» التي كانت قد شنتها على مدن وقرى ومخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية في 29 آذار/مارس الماضي بعد سلسلة من الهجمات الانتحارية استهدفت عدة مدن إسرائيلية خاصة نتانيا. ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن الفلسطينيين قولهم إن قرار تأجيل عملية التوغل بغزة «مجرد خدعة إسرائيلية». وأضافت أن إسرائيل تخشى دخول القطاع وبه كثافة سكانية عالية خشية سقوط عدد كبير من الضحايا من الجانبين. كما ذكر صوت إسرائيل أن عملية حشد القوات الاسرائيلية على مشارف القطاع مازالت تمضي على قدم وساق. المبعدون الفلسطينيون وبالنسبة للفلسطينيين المبعدين فقد اعلن وزير الدفاع الايطالي انتونيو مارتينو يوم الجمعة في واشنطن ان ايطاليا ستستقبل على الارجح فلسطينيا واحدا أو أكثر من الذين غادروا كنيسة المهد في بيت لحم. وقال الوزير الايطالي الذي يقوم بزيارة لواشنطن «نقوم بما يمكننا القيام به وما هو ضروري للمساعدة على استئناف عملية السلام ومن اجل الخروج من المأزق الحالي وهذا يعني ان الحكومة الايطالية ستقبل على الارجح فلسطينيا واحدا او أكثر من هؤلاء الناشطين ولكن لا اعلم الشروط القانونية». واضاف المسؤول الايطالي بعد محادثات في البنتاغون مع نظيره الامريكي دونالد رامسفلد «اشك في ان يكون الامر يتعلق بالمرحلة الاخيرة من القرار». واوضح «انا متأكد ان ذهاب هؤلاء الاشخاص إلى بلدان مختلفة لن يكون إلا مرحلة» بين مراحل اخرى. وكانت ايطاليا قد رفضت استقبال الفلسطينيين ال13 مشيرة ان الامر يشكل مشكلة لاوروبا بأسرها. ومن المنتظر ان يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بهذا الشأن الاثنين المقبل. اليونان والمبعدون وفي اثينا اعلنت وزارة الخارجية اليونانية امس السبت ان احتمال طلب إسرائيل تسليم المبعدين الفلسطينيين من بيت لحم لدى وصولهم إلى منفاهم في دول اوروبية «مسألة قضائية» سيبحث فيها الاثنين خلال اجتماع مجلس الشؤون العامة للاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال المتحدث باسم الوزارة بانوس بيغليتيس لوكالة فرانس برس ان «تسليم الفلسطينيين مسألة قضائية ستبحث إلى جانب سلسلة من القضايا الاخرى التي تتعلق، على سبيل المثال، بالوضع القانوني للفلسطينيين وأمنهم في بلدان الاستقبال، الاثنين في بروكسل». واضاف ان الفلسطينيين ال13 «لم يرتكبوا جنحا في الاراضي الاوروبية ولم توجه إليهم أي تهمة في اوروبا». وفي حين ان وضع المبعدين ال13 لا يزال غير أكيد لدى نقلهم إلى الدول الاوروبية التي ستستضيفهم، اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز يوم الجمعة ان إسرائيل تحتفظ بما أسماه بحق طلب تسليم المبعدين. وقد اعلنت اليونان الجمعة انها ستستقبل بعض المبعدين ال13.