} بدا استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الذي سعت إليه المبادرة المصرية - الأردنية و"تقرير لجنة ميتشل" بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، وبدت إسرائيل كأنها تمهد لحرب شاملة، فالتصعيد العسكري الذي شهده اليومان الأخيران يشير إلى أن أي تحرك سياسي محكوم بالفشل. القدسالمحتلة، غزة - "الحياة"، رويترز - وجهت إسرائيل ضربات جوية جديدة إلى أهداف فلسطينية مستخدمة طائرات "اباتشي" في تصاعد لأعمال العنف أسفر عن 20 قتيلاً على الأقل خلال 24 ساعة. وفي أحدث هجوم قصفت طائرات "اباتشي" بالصواريخ مراكز السلطة الفلسطينية في مدينتي جنين وطولكرم في الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة 50 فلسطينياً على الأقل معظمهم من المدنيين. واستشهد امس اربعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي. وقتلت قوات الاحتلال رجل أمن فلسطينياً في معركة في جنين في الضفة الغربية ومزارعاً في قطاع غزة. وأعلنت أن الرجلين كانا مسلحين وشكلا تهديداً للقوات الإسرائيلية. وقالت مصادر طبية إن فلسطينييْن آخرين، احدهما في العشرين من عمره، قتلا عندما كانا يرشقان قوات إسرائيلية بالحجارة في مدينة نابلس عقب جنازة 11 من رجال الشرطة الفلسطينيين قتلوا خلال غارات أول من أمس. عبد ربه وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي ريوفين ريفلين: "إنها حرب يا أصدقائي... إنها حرب"، فيما دعا وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبدربه إلى وقف "جرائم الإرهاب الإسرائيلية" والتدمير الشامل للشعب الفلسطيني. وكانت السلطة الفلسطينية دانت الهجوم الانتحاري الذي وقع الجمعة، داعية إسرائيل إلى ضبط النفس. لكن الدولة العبرية استخدمت للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الطائرات المقاتلة من طراز "اف 16" مما أسفر عن مقتل 12 فلسطينياً على الأقل. وقصفت المقاتلات القاذفة منشآت أمنية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب هجوم انتحاري أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين ومنفذ الهجوم في بلدة نتانيا الساحلية. وكان الجمعة من أكثر الأيام عنفاً. وارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية التي شملت أيضاً طولكرم ورام الله وغزة إلى 12 شخصاً، واصابة ما لا يقل عن 90 فلسطينياً. وبعد الحوادث الأخيرة ارتفع عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة إلى 440 فلسطينياً على الأقل و87 إسرائيلياً و13 من عرب 1948. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن رجل أمن فلسطينياً قتل في معركة أمس في قرية سيلة الحارثية قرب جنين شمال الضفة الغربية أيضاً. وأضافت أن الرجل قتل في تبادل لاطلاق النار بعدما حاولت وحدة إسرائيلية سرية دخول منطقة تخضع للحكم الذاتي. وأعلن الجيش الإسرائيلي ان قواته التي كانت تسير دورية عند السياج المحيط في غزة فتحت النار عقب رصدها الرجل الذي كان مسلحاً ببندقية. قنبلة في القدس وفجرت الشرطة الإسرائيلية قنبلة وضعها فلسطيني في مقهى في القدس صباح أمس. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤوليتها عن هجوم نتانيا الذي أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين، بالإضافة إلى منفذ الهجوم واصابة أكثر من 100 آخرين. وقالت "حماس" إن الهجوم الذي وقع في مجمع تجاري مزدحم قبل عطلة السبت لدى اليهود كان رداً على قتل إسرائيل خمسة من رجال الشرطة في الضفة الغربية الاثنين الماضي. واتخذ النزاع حجماً جديداً نظراً إلى قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون استخدام مقاتلات "اف 16" الأميركية الصنع. حتى أن الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة داني نافيه قال: "لن نكشف مسبقاً عن الوسائل التي سنستخدمها، لكن الأكيد أنها لن تكون المرة الأخيرة التي نستخدم فيها الطائرات الحربية". وكما أن غارات المروحيات الإسرائيلية وعمليات التوغل في أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية باتت معهودة، فإن قصف المقاتلات الذي لم يكن وارداً قبل بضعة أيام قد يتحول أيضاً ظاهرة معهودة. وعبر توسيع حجم النزاع، أكد شارون أن هدفه لا يقتصر على الرد فحسب، بل تشديد الطوق على السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس ياسر عرفات.