شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    شركة سناب تعزز حضورها في السعودية بافتتاح مكتب جديد وإطلاق «مجلس سناب لصناع المحتوى»    وكالة الفضاء السعودية تدشن «مركز مستقبل الفضاء» لدعم الابتكار وتعزيز الريادة    لأول مرة.. لجنة للفروسية في اتحاد الغرف    انطلاق معسكر "إخاء الشتوي" تحت شعار "فنجال وعلوم رجال" في منطقة حائل    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الأمير سعود بن نايف يفتتح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي للإلتهاب الرئوي"    أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    موعد مباراة الهلال ضد السد في دوري أبطال آسيا    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    هل تؤثر ملاحقة نتنياهو على الحرب في غزة ولبنان؟    الجوال يتسبب في أكثر الحوادث المرورية بعسير    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44211 شهيدًا    المعرض السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" يوسع مشاركات الحرفيين المحليين والدوليين في نسخته الثانية    سعود بن نايف يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    باص الحِرفي" في جازان: احتفالية فنية تعزز التراث وتلهم الأجيال    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    "يلو 11".. ديربي حائل وقمم منتظرة    في أقوى صراع الحريق يشعل منافسات براعم التايكوندو    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    "الصندوق العقاري": إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر نوفمبر    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    القِبلة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    توقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج ..وزير الصناعة: المحتوى المحلي أولوية وطنية لتعزيز المنتجات والخدمات    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مشكلات المنتخب    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحث في الأصول التاريخية.. واستعراض لمسببات الظاهرة.. واقتراحات حول كيفية تقديم صورة إيجابية للعرب والمسلمين للآخر
في ندوة «العرب والمسلمون في المخيّلة الغربية»:
نشر في الجزيرة يوم 05 - 05 - 2002


المشاركون في الندوة:
* د. أحمد قطرية
أستاذ الأدب الأمريكي في جامعة الملك سعود
* د. صالح الأسود
أستاذ في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود
* إعداد: أ.د. سعد البازعي
«العرب والمسلمون في المخيّلة الغربية» هو عنوان ندوة الجزيرة الثقافية التي استضافت فيها د. أحمد قطرية ود. صالح الأسود وأدارها د. سعد البازعي.
تحدث المشاركون في الندوة عن جذور الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الغرب عبر العودة إلى التاريخ واستعراض شهود تاريخية مهمة في هذا السياق، كما ان الندوة طرحت تساؤلات مهمة حول استمرار الصورة السلبية للعرب والمسلمين وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي، بالاضافة إلى ان المشاركين وضعوا عددا من الاقتراحات البناءة لمحاولة تكوين صورة ايجابية للعرب والمسلمين في الغرب، وهي اقتراحات تستحق ان تكون محل اهتمام القائمين على الإعلام العربي لتفعيل دورهم في هذا المجال.
* د. البازعي:
أود في البداية ان أرحب بالإخوة د.أحمد قطرية من قسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب، جامعة الملك سعود، د. صالح الأسود من قسم الإعلام في كلية الآداب، جامعة الملك سعود، وأن أرحب أيضاً بالإخوة الحضور لمشاركتنا في هذا الحوار الذي نجريه ضمن النشاط الثقافي لصحيفة الجزيرة، الذي ابتدأ منذ ما يقارب الأسبوعين بعقد ندوة نصف شهرية تناقش قضايا ثقافية مختلفة بمشاركة بعض الأساتذة من ذوي الاهتمام بهذه القضايا،. الموضوع الذي نتحدث عنه اليوم هو في الواقع من موضوعات الساعة، موضوع مهم ومطروح في الإعلام بشكل قوي، هو باختصار كيفية النظر إلى العرب والمسلمين بشكل عام في الغرب، كما تنعكس هذه الرؤية في الإعلام أو في الأعمال الثقافية على اختلافها، والموضوع مهم كما ذكرت، بوصفه موضوعا من موضوعات الساعة، لأننا نعيش في خضم أحداث كثيرة قطباها المسلمون من ناحية والغرب من ناحية أخرى، ولكن الموضوع أيضاً من الموضوعات التاريخية، لأن العلاقة بين أوروبا أو الغرب بشكل عام والعالم العربي الاسلامي قديمة قدم ظهور الأديان، وقدم العلاقات التجارية والسياسية التي قامت بين هذه المناطق، وكان من الطبيعي ان تدخل هذه العلاقة في مراحل ووجوه مختلفة باختلاف المتغيرات التاريخية، وباختلاف المصالح الكثيرة التي أثرت في كيفية التعامل بين الأمم الأوروبية والأمم العربية والأمم الإسلامية بشكل عام، عندما قال الرئيس بوش في بداية الأحداث التي نعيشها الآن، أن ما ستفعله الولايات المتحدة هو عبارة عن حملة صليبية، عندما قال هذه الكلمة أثارت الكثيرين، لأنهم ربطوها بتاريخ من المجابهة بين العالم العربي من ناحية والأمم الغربية من ناحية أخرى، ومع أن الحكومة الأمريكية اعتذرت عن ذلك بسرعة وصحح المقصود إلا أن المفهوم ظل عالقاً في الذهن، والمسألة ليست مسألة رؤية شخص أو دولة وإنما هي ذات عمق تاريخي كما نعلم، أنا أشير إلى هذه المقولة لأنها مرتبطة ارتباطاً قوياً بموضوع حديثنا اليوم أي الصورة التي تسكن الخيال الغربي للعرب والمسلمين: كيفية النظر إلى العرب والمسلمين، أو ما أسميناه باختصار «العرب والمسلمون في المخيلة الغربية»، وللحديث حول هذا الموضوع يشاركنا د. أحمد قطرية أستاذ الأدب الأمريكي في جامعة الملك سعود ود. صالح الأسود الأستاذ في قسم الإعلام، وأود ان يحدثنا د. أحمد قطرية عن التطورات الأخيرة بما أنه عاش في الولايات المتحدة فترة طويلة وله ارتباط اجتماعي ببعض فئات المجتمع الأمريكي. كيف ينظر الناس إلى العرب والمسلمين بشكل عام.
* د. قطرية:
النظرة نحو العرب ليست بنظرة أحادية وليست نظرة يمكن اختصارها بسهولة أو قول واحد يمكن ان يبرهن عليه الانسان من نواح كثيرة، نظرة الأمريكيين خاصة، وقد تختلف عن نظرة الغربيين نحونا، إنها تنبع أساسا من نظرة الأمريكي لكل غريب يأتي إلى بلده، طبعا كل ما أقوله ينطلق على ما قبل 11/9، فالأمريكي بشكل عام كان يحب وأرجو انه لا يزال يحب الأجنبي، ويتطلع لاختلافه، ويتقبل هذا الاختلاف بشكل عام، يتطلع إلى هذا الاختلاف ولا ينتقده أبداً، على العكس إنما يحب هذا الاختلاف، وبالطبع هذا يعود إلى كون الأمريكيين كلهم قد أتوا من العالم القديم، ربما يبدأ الأمريكي حديثه مع شخص يتعرف عليه لأول مرة بسؤال ما أصلك؟ ما نسبة الأعراق المختلفة في دمك؟ فيقول له 10% من هولندا و20% من فرنسا و35% من انجلترا، والباقي من ألمانيا، وهذا شيء لا يعيب فهذا يفرح الكل، ومن يقول ان دمي كله ألماني أو فرنسي يشعر بأنه ليس بمثير لانتباه الآخرين بأنه أحادي الثقافة، من هذه النقطة يتقبل الأمريكي الثقافة العربية ويطلب ان يعرف عنها إلى حد ما، لا يحبون أن يتعرفوا بشكل عام عنك، وإنما ان يعرفوا خواص حضارتك، إنهم يريدون ان يعرفوا شيئا كافياً عنك ليتعاملوا معك كشخص، فبشكل عام الأمريكيون يحبون الأجانب مهما كان أصلهم، وبالطبع عندما تأتي إلى ناس لهم فكرة خاصة عنا بسبب أصدقائهم اليهود أو لأنهم يهود أو لأنهم بسبب آخر لهم انطباع عن العرب بسبب قضية فلسطين، فإنهم يسألون ويحبون ان يعرفوا أكثر إذا لم يكونوا يهودا، وإذا كانوا يهوداً فبعضهم يتعامل معك باحترام وتحفظ، وبعضهم يتعامل ببعض من العداء. وعندما نعود إلى الأدب الأمريكي نجد العربي في أعمال مارك توين الذي كتب رواية بعنوان «هكلبري فن» صورت كفيلم وكرسوم متحركة وربما تكون أهم رواية كتبت في القرن التاسع عشر. آرنست همنغواي قال عن هذا الكتاب ان كل الأدب الأمريكي فيما بعده نبع منه، فهو كتاب مهم جدا، ولكن ما أذكره عنه ان مارك توين يذكر العرب فيه، وأيضاً ينتقد الدين المسيحي كثيراً، فيقول عن السيدة التي تبنت الشاب هكلبري لتكون أماً له، لأنه ليس له أم، يقول عنها: إنهم عندما يجلسون إلى الطعام تتمتم المرأة شيئا، يعني تصلي أو تدعو فتكون ردة فعله ان الطعام جيد ليس فيه أي شيء يحتاج ان ندعو أو نخاف منه.
وعندما يأتي إلى صورة العرب يقول عنهم: أنا لا أريد أن أذهب إلى جنة المسيحيين أنا أريد أن أذهب إلى جنة العرب التي فيها طعام لذيذ ومكان مبهج، بينما جنة المسيحيين أناس يغنون ويلعبون القيثارة وليس فيها أي شيء.
كما نجد صورة أخرى للعرب مستقاة من ألف ليلة وليلة وتتمثل بقافلة عربية يتخيل الأولاد أنهم يسطون عليها حين يشكلون عصابة.
* د. البازعي:
الحقيقة أن الكلام الذي ذكره د. أحمد مهم، وأود ان أعقب عليه بالاشارة إلى ان هذه الصورة المتوازنة التي تكاد تكون صورة ايجابية إلى حد كبير تمتزج حتى لدى مارك توين بشيء من السلبية في بعض الأحيان لأنه في هذه الرواية الشهيرة هناك أيضاًً شيء من السخرية ليس من المسيحيين فقط، إنما من الجميع، لأن مارك توين كاتب ساخر ومضحك كثيرا ولا يسلم أحد من نكته وسخريته فهذه الصورة المركبة التي تنشأ. وتتضمن السخرية من الجميع ومن ضمنهم العرب والمسلمين، هذه السخرية ربما تكون متصلة بجوانب في الرؤية الأمريكية للعالم قد لا تكون دائما متوازنة أو ايجابية بل إننا ربما نفرق بين نظرة الأمريكيين إلى الأوروبيين ونظرتهم إلى العالم غير الأوروبي، لأنها كما ذكر توين نفسه في كتب أخرى مثل كتابه الذي نشره بعد رحلته إلى فلسطين عندما جاء إلى الأراضي المقدسة تتضمن الكثير من الجهل بهذه المنطقة وان معظم ما يتصورونه جاء من قصص مثل ألف ليلة وليلة وغيرها بنوا عليها تصورات كثيرة، وهذه التصورات فيها خيال كثير وفيها أوهام وفيها أيضاً واقع، كما أن فيها ما يبعث على السخرية، وما يبعث على الاستهزاء، وما يبعث على الاعجاب أحيانا. د. صالح الأسود ممن توقفوا أمام هذه الصورة بما فيها من تعقيدات وربما ان وقفته اتصلت بشكل مباشر بالثقافة المعاصرة، وليس بالقرن التاسع عشر ومارك توين. د. صالح درس السينما الأمريكية في أطروحته للدكتوراه وتوقف عند الصورة النمطية للعرب في هذه السينما واعتقد ان عنوان الأطروحة يحمل هذا المدلول بشكل قوي فهو: «Holywood Shoots the Arab» فال«Shooting» أو الاطلاق هنا ممكن، أن يكون بالبندقية وممكن أيضاً أن يكون بالكاميرا لأن ما تفعله الكاميرا يسمى «شوتنغ» بالانجليزية. فما هو تعليقك على الصورة العربية في الثقافة الغربية؟
* د. الأسود:
اعتقد ان نظرتنا مختلفة تماما. أعتقد ان نظرة الأمريكان إلى الأجانب نظرة سلبية، هم صحيح نظرتهم ايجابية أكثر من الشعوب الأخرى، ولكن أنا أعتقد بصفة عامة أن الانسان ينظر إلى الآخر نظرة سلبية.. والعنصرية موجودة في أمريكا، في المجتمع الأمريكي، بشكل كبير مثل أي مجتمع آخر، وأنا لي علاقات قوية مع أمريكان أصدقاء ولم أشعر بأشياء سلبية مباشرة ولكن من الواضح ان في المجتمع الأمريكي تفرقة، والتفرقة موجود في كل مكان وفي كل مجتمع، ولكن ربما بطريقة أكثر تهذيبا، ولكني أعتقد أننا لم نصل إلى المرحلة التي ننظر بها إلى الآخر بدون أي اعتبارات، يعني الانسان بصفة عامة من النادر ان ينظر إلى الآخر بغض النظر عما إذا كان أبيض أو أسود أو أحمر أو أصفر، امرأة، رجلاً، يهودياً، مسلماً، عربياً، هندياً، هذا نادر. والاسلام كما نعلم حث على هذه النظرة، ولكن أنا أعتقد ان القليل من الناس يطبقونها سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وربما أنهم في الغرب يطبقونها أكثر من المسلمين مع الأسف، وكما قال محمد عبده وجدت في الغرب إسلاما بلا مسلمين في بلادنا ومسلمين بلا اسلام، يقصد العرب والمسلمين الذين لم يطبقوا التعاليم الإسلامية، فالانسانية هذه من السمات التي حث عليها الاسلام، ولكن أنا أعتقد ان الانسان يصارع لكي يحقق النظرة غير المتحيزة، والنظرة الأمريكية للعرب والأجانب مستمدة من أشياء كثيرة أشياء راسخة في الثقافة الأمريكية، وأنا لم أدرس صورة العرب في السينما فقط لأن طريقي أو منهجي اعتمدت على دراسة الثقافة الغربية وعلى التاريخ والعلوم السياسية، لأنني وجدت أمامي تحليلات لصور العرب ناقصة جدا، وأحيانا تكون عقيمة لأنها غير مكتملة، ينظرون ويحللون الصورة من ناحية واحدة فقط، ولا أعتقد ان ذلك كافياً فالمنهج الذي اتخذته مع العلم انه صعب جداً لكنه تطرق إلى أشياء شاملة من الأدب إلى التاريخ إلى الدين إلى علم النفس إلى الاجتماع، أما بالنسبة لمارك توين فنظرته إلى العرب نظرة سلبية جدا، لقد نظر اليهم بازدراء بل وبكراهية، وأنا لا ألوم مارك توين لأن نظرته نتيجة للنظرة الغربية السائدة والسلبية في نفس الوقت تجاه العرب والمسلمين، فقد زار مصر والقدس وزار دولا عربية، وكتب عن تجربته، ونظرته للعرب بل نظرته للآخر نظرة سلبية وهذا شيء أساسي في العلاقات الانسانية الذي هو «استبداع الآخر» الذي يعني ان الانسان ينظر إلى الآخرين بنظرة مختلفة لنظرته لنفسه، ومن الأغراض التي تؤديها هذه العملية أنك تكون نظرت لنفسك على حسب نظرتك للآخرين، إذا كان الآخرون مثلا أغبياء فتكون أنت ذكياً، وإذا كان الغرب متحضراً فالشرق متخلف، وإذا كان الغربيون متقدمين فالعرب متخلفون.. إلخ، فدائما هناك نظرة تعتمد على الاختلاف، وكل مجموعة ترى أنها أحسن من الأخرى حتى نحن نقول: ربما يكون الغربيون ولديهم تكنولوجيا ولديهم ولديهم، ولكن نحن أخلاقيا أعلى منهم، فالإنسان يعتبر نفسه أحسن من الآخر ودائما تكون نظرته للآخر عبر منظار غير واقعي لا يعكس حقيقة الآخر بل يعكس الأشياء السلبية في النفس، فنظرة الأمريكان أو الغرب إلى العرب في أشياء أكثر جوهرية نظرة طبيعية ربما تنطبق عليها نظرية استبداع ومنها ما هو ايجابي وما هو سلبي.
لكن من الصعب فصل ونظرة الغرب إلى العرب في الوقت الحاضر عن الظروف التاريخية التي حصلت.
وقد لخص نظرة الغرب ألبرت هبرت في القرن التاسع عشر عندما عرّف الشرق بأنه مهد المخازي والحِكَم، يعني يوجد به أسوأ شيء، وأحسن شيء، أي أن نظرة الغرب للعرب تتميز بالازدواجية، بالحب والكراهية. وكما ذكرت ففي دراستي للسينما، التي بدأت في القرن التاسع عشر، عدت إلى ما قبل الحضارة اليونانية ورأيت كيف ان الانسان يصور الآخر منذ بداية التاريخ، وفي الواقع أنك لا تتصور عدد الأفلام الأمريكية عن العرب منذ بداية السينما في أمريكا ففيه اهتمام بالعرب وبثقافتهم، فقد كان لهم دور في تشكيل الهوية الامريكية عن طريق الاختلاط، وبالنسبة للمسألة التي تطرق لها د. قطرية بالنسبة لما قاله هكلبري فن جنّة المسلمين وأنه يفضلها على جنّة المسيحيين، أنا أعتقد أن هذا شيء سلبي جدا لماذا؟! لأن هذا النقد ضمن ما يأخذه المسيحيون أو الغربيون على الإسلام متهمين العرب والمسلمين بالإباحية وبالتركيز على الجوانب الجسدية أو المتعة الحسية، فهم يقولون هذا دين يركز على المتعة الحسية مشيرين إلى حور العين من ناحية، والى تعدد الزوجات من ناحية أخرى إلى غير ذلك بينما الدين المسيحي يفصل بين الروح والجسد ويمنح الروح، كما يقولون، أهمية أكبر.
* د. قطرية:
نعم كما تفضلت يا دكتور صالح ففي ما يقوله مارك توين تهكم، ولكنه كان يتهكم على الأديان كلها، وفي ذلك المكان بالذات هناك من يقول إنه يبحث عن شيء ويريده في نفس الوقت ولكن الحقيقة أن الصورة السيئة عندما وضع العبد الأسود في الرواية حتى يخيف بقية الناس فقد كتبوا لوحة تقول «عربي مجنون»، يعني ابعدوا عنه وإلا تحملوا النتائج، ولا شك أن الصورة تحكي الكثير لكن السينما الامريكية لا تعكس الحضارة الامريكية تماما، إنها تعكس جزءا من الصورة، والمعروف ان اليهود يسيطرون عليها، ربما أكثر من أي صناعة أخرى في أمريكا.
* د. البازعي:
نحن نتحدث عن الصورة العربية في المخيلة الغربية وليس الامريكية فقط، وتعلمون أن الغرب يتجاوز أمريكا إلى أوروبا والعمق الأوروبي مهم في تمثل هذه الصورة. سأضرب مثالا بما نشر مؤخرا في جريدة الفاينشال تايمز بعد أحداث سبتمبر ففي 20 أكتوبر نشرت الجريدة مقالة عن الحرب الحالية ونشرت مع المقالة صورة لسيدتين مسلمتين منقبتين ويدلين بأصواتهن في الانتخابات فالمقالة تدور حول الذي ينبغي أن يفعله الغرب، ويقترح أنه بدلا من أن يحارب ويلقي بالقنابل أن يشجع على الإصلاح وعلى اجتثاث جذور الإرهاب الذي تشن هذه الحرب للقضاء عليه، ما المثير هنا؟ المثير هنا هو الصورة الإيجابية إلى حد كبير، هنا نظرة إلى أن العرب والمسلمين ليسوا كلهم إرهابيين وهذا طبعا ننادي به، لكن ما المثير أكثر من ذلك؟! المثير أن هذه جريدة بريطانية، ويبدو لي أن الإعلام في بريطانيا الآن أكثر واقعية أو أقل تشويهاً وتحيزاً ضد العرب والمسلمين من كثير من وسائل الإعلام الامريكية مما يجعل الصورة الموجودة ربما في أوروبا للعرب تختلف عن الصورة الموجودة في الولايات المتحدة ربما نتيجة قرب أوروبا من العالم العربي والإسلامي، وربما نتيجة ضعف تأثير السينما، لأن السينما الأمريكية فعلا بها كثير من التشويه، أنا لا أقصد أنها صورة ايجابية بالضرورة لكنها واقعية أقرب إلى معرفة الواقع ومعايشته، الامريكان أعتقد أن لديهم حسن نية كثيراً يعني على مستوى الشارع الامريكي لكن هناك جهل كثير في نفس الوقت مما يجعل المخيّلة الامريكية خصبة لحملات التشويه التي يشنها اليهود وغيرهم.
بينما المخيّلة الأوروبية قد تكون أقل استعدادا لتقبل مثل هذه الصور، وإن لم تكن مخيّلة بريئة أو محبّة فليس هناك عملية حب، وإنما هناك مواجهة للواقع أو معايشة للواقع قد تكون أفضل مما نجده في أمريكا طبعا هذا مثال معزول وهناك في الصحافة الامريكية أشياء ايجابية نشرت وقد أراني د. أحمد قطرية مقالة في مجلة التايم تشبه في نقدها للغرب وتحمسها لنظرة أكثر منطقية فلعلنا نعلّق على البعد الأوروبي وسأوجه سؤالي إلى الدكتور أحمد.
* د.قطريه:
تعاملت مع الأوروبيين في قطر، وكانوا من الجنسيتين الانجليزية والفرنسية وأذكر أنني كنت ذات مرة معهم وكنت العربي الوحيد ولم يعي الموجودين أنني عربي فلم يكن في كلامي ما يدل على ذلك فكانوا يتكلمون بحرية إلى أن قال أحدهم وهو انجليزي العربي يبقى عربياً مهما فعل وتساءلت ماذا تراه يعني؟، وهو انجليزي! لقد قالها بنوع من الخسرية والانتقاد اللاذع. لم أقل شيئا .. فما الفائدة من كلام مع شخص مقتنع. فكلامي سيزيده اقتناعا بكلامه، لذا تركته في حاله.
وبالنسبة للفرنسيين ربما يكونون الآن منفتحين نحو العرب أكثر من الإنجليز ويتقبلون العرب، وكأن علاقتهم مع الجزائر فتحت عيونهم على أشياء كثيرة، ولكن كثيرا منهم عنصريون وخاصة نحو الجزائريين مع أنهم استعبدوهم وادعوا أن الجزائر جزء من فرنسا.
فعندهم عنصرية شديدة تجاه العرب فبشكل عام إنني لا أجد الأوروبيين أكثر عدلا وإنصافا للعرب من الأمريكيين،ربما الامريكيون لديهم إنصاف أكثر لأنهم ينصفون بقية العالم، وذلك لعدم معرفتهم ببقية العالم، بمعنى أنه بسبب عدم المعرفة يحاولون أن ينصفوا جميع الناس ليحصل كل شخص على الحلم الأمريكي.
كما تفضل بالإشارة إلى ذلك د. الأسود، فقد قال إن لدى الأمريكيين نظرة للآخر مختلفة، ولكنه قال: إننا ننظر إليهم بنفس الطريقة لذا ليس هناك ما يميزهم عنا.
* .د الأسود:
نظرة تكوين الآخر واستبداعه أيضاًً تتعلق بالقوة.
فنظرة القوي للضعيف يمكن أن تؤدي إلى الاستعمار والنتائج تكون فادحة على الآخر، بينما إذا كان الآخر ضعيفا، فإنه يستطيع إلا أن ينظر نظرة سلبية كما هي نظرتنا إلى الغرب فنحن لا نؤثر عليهم لأن لديهم القوة.
فيما مضى كان العربي يشكل الآخر بالنسبة للأمريكي أو في الثقافة الامريكية، ومع الوقت أصبح العربي يشكل العدو كما في السينما الأمريكية بداية من السبعينيات بعد حظر البترول، وبدأ العرب يشكلون قوة سياسية فبدأ الغرب يحس أن العرب لديهم قوة، وبدأوا يصورونهم كالعدو فنحن العرب كإرهابيين، وحتى في أواسط السبعينات كانت هناك أفلام عن عرب إرهابيين يحاولون أن يدبروا أعمالاً إرهابية في أمريكا نفسها، وحتى مع أن أمريكا نفسها لم تتعرض للضرر فلم يكن بين العرب والأمريكان شيء مباشر ولكنه يتأثر بالعلاقة بين الاسرائيليين والعرب من ناحية والاسرائيليين والأمركان من ناحية أخرى، وهناك الكثير من المحللين الذين يعتقدون أن التأثير الرئيسي جاء من اليهود، ولكن لو لم يكن هناك يهود أعتقد أن نظرة الأمريكان والنظرة الغربية للعرب تظل سلبية لأن العداء له جذور تاريخية طويلة. اسرائيل بدأت في الأربعينات وبدأ اليهود يتحولون إلى قوة إعلامية، وأعتقد أن مشكلة العرب انهم يجهلون استخدام الإعلام، لقد كان من نتائج النظرة السلبية الغربية للعرب الاستعمار ولم يؤد اهتمام الغرب بدراسة العرب، كما في أدب الرحلات والاستشراق إلى زيادة المشكلة.
* د. البازعي:
أود أن أشير إلى نقطة مهمة بمناسبة الإشارة إلى الاستشراق فهناك كتاب لأدوارد سعيد عنوانه «تغطية الإسلام» وهو يشير إلى التغطية الإعلامية مشيرا إلى التورية في كلمة «تغطية» لأن التغطية يقصد بها أيضاًح ما حدث كما في قولنا «تغطية صحفية» ولكنها تغطية أيضاً من ناحية لكونها تغطي الواقع أي تخفيه أو تغيره. فهو يشير في مقدمة الكتاب إلى أن الإسلام كان دائما يمثل تهديدا للغرب، ويقول: إن ذلك يعود إلى أسباب ناقشها في كتابه «الاستشراق»، ثم يضيف أن الإسلام أكثر من أي دين أو مجموعة ثقافية أخرى يمكن أن يوصف بأنه يمثل تهديدا للحضارة الغربية، من وجهة نظر الغربيين طبعا.
هذا الكلام كتب في أعقاب الثورة الايرانية، فالكتاب نشر في أوائل الثمانينيات وطبعا أحداث ايران كما تعلمون حصلت عام 1978م ولكن كأن كلامه هذا يكتب اليوم، لأنه مع كل حدث تتجدد نفس الانطباعات ونفس المشاعر الغربية بأن هناك تهديدا سواء كان ذلك عام 1973م وما أدت إليه حرب ذلك العام من قطع للبترول، أو غير ذلك من الأعوام، فكل حدث كبير يوقظ هذه المشاعر النائمة أو الخامدة على الأقل، الجديد في هذه الأحداث الأخيرة أن الولايات المتحدة دخلت كعضو فعال أو كهدف ربما للمشكلات التي كانت أوروبا تعرفها منذ فترة طويلة، أردت أن أذكر بأن الكلام الذي ذكره د. صالح الأسود هو في الواقع محل تحليل ودراسة لباحثين كثر منهم إدوارد سعيد وغيره ولعل د. أحمد قطرية يعلق على هذه النقطة.
* د. قطرية:
أريد أن أؤكد أن هناك انفصاماً في الشعب الأمريكي، إن رجل الشاعر يختلف عن المؤسسة، والمؤسسة متأثرة تأثرا كبيرا بوجود اليهود فيها، والمؤسسة تؤثر على الرأي العام فعندما سقط الاتحاد السوفيتي رأيت على غلاف مجلة التايم غلافا أزعجني كثيرا يقول العدو القادم هو الإسلام بسقوط الاتحاد السوفيتي.
قالوا نحن بحاجة إلى عدو لنستمر ورشحوا الإسلام، والإنسان يجب أن يعود إلى هذا العدد ويدرس مرة أخرى لماذا من بين كل الأديان في العالم لم يجدوا إلا الإسلام ليختاروه عدواً.
* د. البازعي:
أنت تشير إلى أطروحة صموئيل هنغتون المشهورة التي قال فيها بصدام الحضارات وأن الإسلام والبوذية تشكلان خطرا على الغرب.
* د.قطرية:
أود أن أشير إلى أن اليهود الذين يمثلون 5.2% من الشعب الأمريكي والذين لا يدخلون في عمل إلا إذا كان هذا العمل من النوع المهني: يدخلون في المحاماة والطب والكتابة فإن كان عدد المحامين في أمريكا 000.400 فستجد منهم 000.150 يهودي تقريبا.
35% من المحامين الامريكيين يهود و35% من أطباء أمريكا يهود و35% من عمداء الكليات في أمريكا يهود و35% من أساتذة الجامعات في أمريكا يهود و35% من القضاة في أمريكا يهود، اذهب إلى المصانع واتني بيهودي واحد فإنك لن تجد!! يركزون كل اتجاههم نحو هذه المهن.
وكان فورد يكره اليهود ويقول هذه عشرة آلاف دولار لمن يأتيني بشخص يهودي يكسب عيشه بعرق جبينه! لن تجدهم في الزراعة، ولن تجدهم في الصناعة يعملون فقط في البنوك.
ومن يؤثر على الرأي العام؟ هم أساتذة الجامعة والأطباء والمحامون، وهم يعرفون تماماً كيف يستغلون النظم الأمريكية إلى حد الكمال، فهم موجودون في الأماكن التي تؤثر على من سينتخب؟ فهم في نيويورك وفلوريدا وبنسلفانيا، وهم الذين يؤثرون على صورة العربي، وهم الذين كانوا وراء وجود هذا الغلاف.
* د. البازعي:
لكن ألا يمكن أن نقول يا د. أحمد أنهم يستغلون شعوراً موجوداً أصلا في الثقافة الامريكية، يعني أن هناك موقفا جاهزاً أصلا لكي يذكون هذه النار بدل أن يوجدوها يعني أنهم عامل مساعد على انتشار وتعميق هذه الصورة وهم من الذكاء بحيث يفعلون هذا، لذلك من الصعب أن نقول أنهم وحدهم المسؤولون.
* د. الأسود:
أنا أعتقد أن إحدى المشاكل في التحليل العربي للتفكير الغربي هي التركيز على اليهود وتوجيه اللوم لهم باستمرار، واليهود بالفعل هم نخبة في أمريكا وأحرى بنا أننا نعجب بهم ونتعلم منهم لأنهم عرفوا كيف يصلون إلى القمة وعرفوا كيف يخدمون أهدافهم.
بمعنى أن اليهود مضطهدون على مر العصور وفيه تفرقة كبيرة ضدهم في كل الشعوب حتى الامريكان نفسهم لديهم عنصرية ضد اليهود ولكن لا يستطيعون أن يصرحوا بها، يعني أنا كعربي مثلا هناك أمريكان يتكلمون معي وينتقدون اليهود ويتحدثون بازدراء عنهم أو يصارحوني بكراهيتهم ويعتقدون أنني سأتجاوب مع ذلك وأحياناً لا أرتاح لأنني لا أحبذ الكراهية، والنظرة للآخر بصورة سلبية ولكنهم يعتقدون أنهم سيكونون مرتاحين وصريحين في التعبير عن مشاعرهم الداخلية تجاه اليهود لأني عربي.
الشيء الثاني لا بد أن تراعي ما هو سائد ومقبول بشكل عام يعني لا تتكلم عن النساء مثلا بازدراء أو عن الأفارقة الامريكان أو تتكلم عن الهنود الحمر أو تتكلم عن غيرهم يعني لازم تراقب ما تقول بغض النظر عن أفكارك الداخلية، ولكن هذه أشياء لا بد أن تحترمها مثلما نحترم «ممنوع التدخين» بمعنى لا تدخن في الأماكن العامة أو تتجرأ في الكلام عن أقلية ما في أمريكا لكي تنسجم مع الرأي العام، ولكن عندما يأتي الموضوع إلى العرب فالباب مفتوح حتى إنني أذكر واحداً تكلم عن رالف نادر وقال، الأمريكي اللبناني المدافع عن حقوق المستهلك وقال عنه «عربي قذر»! لو واحد عربي قال كلاماً مماثلاً عن أقلية في أمريكا لقامت الدنيا ولم تقعد فمثلا في الأفلام الأمريكية انتهت الصور النمطية للأقليات الأخرى كالأفارقة والهنود الحمر والمكسيكان وحتى الشيوعيين والألمان غيرهم ممن كانت لم صور نمطية في السينما الامريكية لأنهم حاربوها، ولكن العرب ما زالت صورهم نمطية بل على العكس تزداد، وتحولت الصورة من مجرد صور الآخر الذي هو متخلف وقذر إلى انه إرهابي ومجرم ويستحق العقاب، والنقطة المهمة التي لابد ان نركز عليها ان كثيراً من الناس ينظرون إلى السينما على أنها شيء للتسلية وللترفيه فقط ولكن لها تأثير قوي على النفسية الصور النمطية عن العرب في السينما وفي الثقافة أيضاًً ترسخ الأشياء السلبية في ذهن العامة والثقافة نفسها، وفي نفس الوقت هناك دلالات كثيرة على ان الطريقة التي تصور بها تساهم في الطريقة التي نعامل بها بمعنى انه اذا رأيت العرب يقتلون ويعذبون في السينما ويعاقبون ويعاملون كمجرمين فان هذا يؤدي إلى معاملتهم كإرهابيين وكمجرمين وعقابهم العقاب القوي هذا يكون طبيعياً مقبولاً ونحن نعرف ان الأطفال عندما ينظرون إلى أفلام العنف يتكون لديهم قبول، فالعرب في السينما الأمريكية عوملوا أو صوروا كأعداء للثقافة الغربية واعداء لمجتمع الأمريكي في نفس الوقت خذ مثلا فيلم «إثبات التكذيب» الفيلم الذي حقق نجاحاً باهراً عندما ظهر من بطولة الممثل ارنولد شوارز نيجر الذي يحكي عن مجموعة من الإرهابيين العرب الذين كانت معهم قنابل نووية وكانوا سيدمرون بها امريكا، فالعربي يمثل العدو وفي الفيلم كل العرب يقتلون بصور شنيعة جداً ثم ينتهي الفيلم بانتصار القوة الأمريكية والعائلة التي كان فيها الزوج والزوجة منفصلين تجمعوا بسبب محاربتهم الإرهابيين العرب، وهذا الفيلم يعطي صورة عن الكراهية والمعاداة التي تسكن في العقلية الأمريكية، ان المشكلة الأساسية هي ان الخوف يولد الكراهية والخوف من الآخر يولد الكراهية خاصة اذا كنت اذا كنت لا تعرف الآخر ولديك تخوف وتصورات ربما لا تعكس الحقيقة لكنك متخوف لأن الآخر مختلف عنك. فالعرب والمسلمون مختلفون وعند الأمريكان يبدو ما لدينا من أفكار وكأنها أتت من كوكب آخر، يرون ان الإسلام يشكل خطراً على الغرب لأنه نظام كامل مستقل والغرب يسعي إلى القوة والسيطرة واذا كانت هناك قوة أخرى مخالفة ومستقلة فان ذلك يشكل خطراً على السيطرة الغربية. في السابق كانت الشيوعية مثلاً هي القوة المضادة للرأسمالية والديمقراطية الغربية وعندما انتهوا من محاربة الشيوعية بقي نظام ثان قائم نظام سياسي واجتماعي وثقافي متكامل الذي هو الإسلام وبدا الإسلام أقوى من الشيوعية فقد كان النظام الشيوعي فاشلاً وواضحاً جداً ولكن الإسلام على مدى قرون وفي دول كثيرة بالفعل يشكل تحدياً للغرب والأفكار الغربية.
* د. البازعي:
هل من الممكن ان ننتقل إلى نقطة أخرى ونتحدث عن كيفية مقاومة مثل هذه الصور عندما كانت صور اليهود في الثلاثينيات والأربعينيات قاتمة جداً في الذهنية الأمريكية وعندما عانوا بعد الحرب العالمية الثانية مما يسمونه (العداء للسامية) إلى حد انه عندما يتحدث الكتاب اليهود عن عيوب اليهود في آدابهم كان اليهود الآخرون يغضبون منهم ويقولون انتم تثيرون علينا أعداء السامية مرة أخرى، عندما حدث ذلك انشأ اليهود منظمات تقام هذه الصورة السلبية بالإضافة إلى إنهم تجذروا في المجتمع الأمريكي، اما العرب فان لهم حضوراً قديما في الولايات المتحدة وفي أوروبا ولكنهم لم يستطيعوا ان يحققوا نفس التوازن أو نفس الصورة الايجابية. فمنظمة بني برث اليهودية موجودة في كثير من أنحاء العالم ولكن مركزها الرئيسي في الولايات المتحدة وهي مسؤولة عن الدفاع عن اليهود بالإضافة إلى منظمة «أنتي ديفاميشن» المضادة للتشويه، فماذا فعل العرب؟ لقد أقاموا منظمة عرب امريكا تقاوم التشويه وحققوا بعض النجاح.
أنا أذكر مثلا فيلماً أنتجته والت ديزني عنوانه (علاء الدين) كان يتضمن أغنية تمس العرب والمسلمين فشنت حملة ضد المنتج مما جعله يعالج الأمر ومما يؤكد ان العمل المنظم والجاد يمكن ان يؤدي إلى نتيجة، فهذه الشركة ستفكر مرتين في المرة القادمة قبل ان تفعل مثل هذا ولكني اعتقد ان هذه امثلة معزولة وأود ان أعرف رأيكم في كيفية مقاومة الصور السلبية؟
* د. الأسود:
أنا في الواقع حللت ردة فعل العرب ومساهمتهم في محاربة الصور النمطية ضدهم في أمريكا واعتقد مع الأسف أنهم فاشلون إلى درجة مخجلة حتي إنهم مثلاً في فيلم «هو لوكون» كانت لديهم أثناء إنتاج الفيلم نقاشات ومحاورات مع المنتج والمخرج ومع كاتب السيناريو ولمدة طويلة، ومع ذلك ظهر الفيلم في الأخير بصور بذيئة جداً وصور نمطية وسلبية جدا. هذا على الرغم من ان المنتج كان أثناء التصوير متعاونا وكانت هناك محاولات لتغيير بعض الأشياء التي احتجوا عليها لكن مع الأسف لم يحدث شيء أضف إلى ذلك ان الذين دخلوا في المناقشات شخصيات عربية أمريكية معروفة، ولهم دور كبير ولكنهم مع ذلك فشلوا بجهلهم بالإعلام وعدم تحليلهم الكافي للصور النمطية ولربما مرت عليهم اشياء ولم يفكروا ان لها أبعاداً كثيرة فالمشكلة ان هناك أناساً ليست لديهم الخلفية الكاملة لتحليل الصور النمطية بشكل عام للتعامل مع السينما والصور السلبية والنمطية في الثقافة بشكل عام وتحتاج إلى مختصين لا ينبذون الثقافة الغربية بل يفهمونها ويفهمون كيف يتعاملون معها، ونحن نحتاج إلى جهد منظم خاصة ان الجهد العربي مشتت جداً وليس فيه تركيز.. اليهود صرفوا أموالاً وبذلوا جهوداً كبيرة للإعلام. الآن أكثر الحروب التي تقوم والتي سوف تقوم هي حروب إعلامية واذا خسرت الحرب الإعلامية فقد خسرت لأن الحرب الإعلامية مهمة جداً لأن الصور النمطية كما ذكرت سابقاً مضرتها ليست في كونها صوراً فقط ولكن هذه الصورة تتحول وتؤثر على صانع القرار السياسي ... إلخ.
يقول د. أحمد ان السينما الأمريكية لا تعكس الثقافة الأمريكية لكني اعتقد انها والى حد كبير تعكس تلك الثقافة. وهناك ارتباط بين السياسة وبين الثقافة، السياسة الأمريكية والسينما الأمريكية بينهما ارتباط سياسي حتى في السينما نجد بعض التوقعات في بعض الأفلام فيما يتعلق بالعرب والإرهاب.. إلخ.
وأحيانا الإعلام الغربي أو الإعلام الأمريكي أو السينما الأمريكية تعكس الصراع الذي يحدث بين العرب والاسرائيليين وبين الثقافتين الغربية والعربية اذن كيف نحدد المشكلة؟
اننا بحاجة إلى اعلام يوضح ويدافع عن العرب ويحلل الصور النمطية في الثقافة الغربية، وفي نفس الوقت يخلق صوراً ايجابية للعرب. المشكلة الكبيرة التي وجدت في السينما، ليست فقط في صور سلبية بل في انه لا توجد أي صور ايجابية للعرب فهي في الماضي.
ففي قديم السينما كانت النظرة إلى نوع ما ايجابية ولكنها تطورت سلبياً على مر العصور لأنها تجاري التطورات والعلاقات السياسية بين الشرق والغرب وبين العرب والامريكان واسرائيل.. إلخ، لكن يجب علينا ان نخلق أيضاًًً صوراً ايجابية عن العرب، وهناك شخصيات عربية وإسلامية لها مساهمات كبيرة في التاريخ الإنساني فهل توجد أفلام عن ابطال العرب أو المسلمين نادراً ما تجد ذلك...
* د. البازعي:
من المحاولات القليلة في هذا المجال محاولة المخرج العربي السوري العقاد الذي اخرج فيلم المختار، وما إليه لكن هذه المحاولات لا تجد دعماً، فالرجل مثلا يقول أعطوني كذا مبلغ وسأعمل لكم أفلاماً ولديه مشروع فيلم عن صلاح الدين الايوبي، ولكن لم يجد الدعم الكافي. لقد سمعته في برنامج تلفزيوني يقول اعطوني ثمن طائرة حربية وأعطيكم فيلماً يبرز الصورة الايجابية للعرب والمسلمين.
وفي اعتقادي ان الصور الايجابية ليست غائبة تماما ولو أنشأت مؤسسة عربية لدعم مثل هذا النشاط لكان أجدى لكن الجهود العربية مشتتة.
* الأسود:
شخصية صلاح الدين الايوبي من الشخصيات الايجابية التي لها صدى ايجابي في الغرب وهم معجبون جداً بصلاح الدين إذ انه يمثل الاستثناء في هذه المسألة وليس القاعدة.
* د. قطوية:
أعتقد ان العرب سيفشلون ويفشلون ويفشلون، الطريقة الوحيدة هي ان العرب والمسلمين الموجودين في امريكا أو أولادهم الذين ينشأون في امريكا يمزجون الثقافتين. هؤلاء يمكنهم أن يخاطبوا الغرب، فالعرب لا يعرفون كيف يخاطبون الغرب.
وهم يحفرون حفرة لهم عندما يتكلمون في أغلب الأحيان ضد أنفسهم، فهناك طريقة معينة للحديث مع الغرب ولا يمكنك أن تتحدث مع إنسان اذا لم تكن تعرف تماماً خلفيته الثقافية، وكيف يفكر يجب أن تتكلم معه بطريقة يفهمها وأحيانا الطريقة المباشرة هي الطريقة التي تفشل بينما الطريقة غير المباشرة تكون ناجحة بالنسبة لأفلام الكارتون ظهر فيلم يصور العرب صورة سيئة فكتبوا لنفس الشركة انه لا يجوز أن تعلموا الأطفال الكراهية فاعتذزت الشركة وقالت سنتدارك الأمر ولم يقل لهم كيف تتداركه فأنتجت فيلما آخر تعلق فيها طفلة صغيرة في غار ويأتي طفل عربي معها وتحتاج إلى طريقة لتزيح الحجر فيقول لها هذا شيء بسيط نستعمل علم الجبر ويشرح ويكتب ويحلل المشكلة جبريا وينقذ الفتاة. ان هذا يؤثر على الأطفال وسيكبرون ومعهم هذه الفكرة الطيبة، المنظمات الأمريكية هي التي تعرف كيف تتحدث مثلاً جيمس زغبي أتى إلى هنا وقال نجحنا في دخول البيت الأبيض ثم قام الرئيس بوش بدعوة المسلمين إلى الإفطار في رمضان فضحك منه الناس وقالوا كل هذه السنين ما حدث شيء والآن تفعلون هذا مع انه انجاز كبير جداً ومن الصعب أن يفهمه الكثيرون في العالم العربي لأنهم يظنون انه سهل، ولكنه انجاز كبير جداً وجيمس زغيبي يعرف كيف يتكلم مع الأمريكان لأنه أمريكي نشأ مع الأمريكان ويعرفهم. واعتقد أن هذه هي المشكلة، إدوارد سعيد يتكلم مع الأمريكان لأنه يعرف الثقافة الأمريكية تمام المعرفة.
* د. البازعي:
لكن العرب الأمريكيين الذين أشرت إليهم يا د. أحمد بوصفهم أملنا في تعديل الصورة السلبية لماذا أمضوا كل هذه العقود من السنين دون أن يفعلوا شيئا يذكر؟
فالعرب موجودون منذ بداية القرن الماضي وكان الشعراء المهجرون من أوائل من هاجروا وهناك تجار كثيرون لماذا لم يصنعوا صوراً ايجابية؟
لماذا لم يهتموا بهذا الجانب مع أنه لا تخفاهم وغيرها من الأطماع؟
بصفتك عربياً امريكياً إلامَ تعزو ذلك؟
* د. قطرية:
ما حدث أن العرب المسلمين الذين ذهبوا إلى هناك لم يندمجوا مع الحضارة اما المسيحيون العرب فقد اندمجوا مع الحضارة الأمريكية وانتجوا أشياء أثرت العالم الأمريكي.
داني توماس من أشهر المطربين والممثلين وكان له تأثيره وبث الصورة الطيبة عن العرب بينما المسلمين بقوا منعزلين في بيوتهم لا يتعلمون اللغة الإنجليزية ويعملون وأملهم أن يعودوا إلى بلادهم فقط لكسب العيش وبعد 1967 تغير الأمر لأن نوعية المهاجرين اختلفت، أصبح المهاجرون الطبقة المثقفة فالمثقفون المسلمون العرب الذين هاجروا بعد 1967م والموجودون الآن هؤلاء يغيرون وأولادهم سيغيرون أكثر لأن هؤلاء استوطنوا ويقولون غن أنفسهم إنهم أمريكيون ولم يصلوا إلى هذه النتيجة الا بعد وقت طويل وهو ما يمكنهم من التأثير، فالانتخابات الأخيرة أثر فيها العرب لأنهم قالوا نحن أمريكيون ويجب أن نكون جزءا من اللعبة الديمقراطية لا يجب أن نبقى على الهامش ونرى ما يحدث كمتفرجين وصار جزء منهم مع الحزب الديمقراطي وجزء مع الحزب الجمهوري كما يفعل اليهود الذين لا يضعون كل ثقلهم مع حزب واحد فهم دائما مع الحزبين حتى اذا نجح هذا يكون لهم ناس ومع الحزب الآخر لهم ناس فيعرفون كيف تؤكل الكتف تماماً وهذا هو الفرق بيننا وبينهم. لأن اليهود بتشردهم ألفي سنة وبوجودهم في كل هذه الشعوب تعلموا كل الحيل التي تمكنهم من السيطرة رغم قلة عددهم بينما نحن جدد على هذه اللعبة.
* د. البازعي:
هناك سؤال آخر عن إمكانية نجاح إعلام عربي في الغرب. فكما تعلمون هناك تفكير حاليا بأن تكون هناك قنوات تلفزيونية وصحف عربية تنشر باللغة الإنجليزية وغيرها.
لكن هناك من يرى أن لا أمل لمثل هذا الإعلام لمنافسة الإعلام الغربي في فضائه وهيمنته على المشاهد كإعلامي ومختص في هذا الجانب كيف يرى د. الأسود إمكانات النجاح؟
* د. الأسود:
أود أولا أن أضيف إلى ما سبق أن ذكرته عن أنه يجب أن يكون للإعلاميين خلفية كبيرة عن المجتمع الأمريكي وهذا ليس معناه انه لابد أن يكون الإعلامي امريكيا غربيا لأن الصفة ليست أساسية.
فكما ذكرت كان العرب الامريكيون محامين وشاركوا في النقاش مع مخرجين ومنتجين ومع ذلك فشلوا لأن ليس لديهم القدرة ولا يملكون الخلفية الإعلامية في تحليل الصور النمطية كما ذكرت ونحتاج إلى أشخاص لديهم الخلفية الإعلامية والثقافية والقدرة على التحليل لأنه ليس باستطاعة كل شخص أن يحلل أو يرى الأشياء الكامنة أو المخفية، فهناك أشياء تؤثر بطريقة غير مباشرة على اللاوعي واذا احللتها بالطريقة هذه فالأشخاص الآخرون يتجاوبون لأنك تكشف أشياء ليست واضحة، وقد تكون عفوية ودراستي للسينما الأمريكية من الدراسات القليلة جدا ولم اجد أي دراسة متعمقة في هذا الموضوع وكانت ردة الفعل من اميركان ومن أكاديميين انها أول دراسة عميقة أكاديمية جادة عن صورة العرب في الثقافة الغربية أو في السينما الأمريكية.
وأيضاً التحليل يحتاج إلى قدرات شخصية ولابد أن يجمع الشخص بين معرفة العالم العربي ومشاكله بالإضافة إلى معرفته بأمريكا. ربما يكون لدينا الأشخاص الذين لهم جذور عربية لأن لديهم التراث والاهتمام والوازع الداخلي الذي يحثهم على خدمة العرب والمسلمين ولديهم القدرة على التحليل والخبرة وأيضاًً التشجيع، ايجاد الامكانات للإعلاميين والأكاديميين لكي يبحثوا في هذه المواضيع ويتصلوا بالغرب عن طريق الصحف والكتب والقنوات التلفزيونية. لكن المشكلة انك اذا خاطبت الأمريكان والثقافة الأمريكية مخاطبة مباشرة فانهم لن يتجاوبوا لابد أن تخاطبهم بطريقة غير مباشرة وبصور ايجابية وتطمس أو تلغي الأشياء السلبية بطريقة غير مباشرة، فالامريكان لا يحبون الطريقة المباشرة في المخاطبة، واذا كانت قناة عربية مثلا تشير وفق الطريقة المباشرة فلن تستقطب أو تستحوذ على اهتمام الأمريكان ولكني اعتقد انه لو وجدت قناة تهتم بالثقافة العربية أو مثلاً الموسيقى العربية أو بالتراث الإسلامي فستجذب انتباه الغربيين لأنهم يحبون مثل هذه الأشياء مثل المعلومات عن العرب هذه تجذبهم بطريقة غير مباشرة تخلق لديهم الرغبة على الأقل في أن يتقصوا الحقائق ويدرسوا مثلاً العرب وتاريخهم والحضارة الإسلامية التي هي أعظم الحضارات في التاريخ.
وأنا متأكد أن الغرب عندما يعرف الشيء القليل عن الحضارة العربية الإسلامية سيكون معجباً جداً ويجد حافزاً لدراسة تلك الحضارة بجدية أكبر، فأنت عندما تولد الرغبة فستجد الاهتمام لدى الغرب إلى بعض الجوانب، أي أنك كسبت على الأقل اهتمامهم وطبعاً يعتمد عليهم وعلى مجهوداتنا أيضاًً في توفير معلومات عن العرب مما يتطلب التخطيط والمعرفة الكافية والمساعدة المادية للإعلاميين وإنشاء هيئات اعلامية في الغرب، وأنا أعتقد أنها ستكلفنا أقل عندما تقاس بالمضار التي تحصل من جراء الحملات الإعلامية التي تستهدف العرب والإسلام كما نعلم فالمملكة العربية السعودية مستهدفة من الإعلام الأمريكي ومن الإعلام الغربي بصفة عامة ونستطيع أن نفعل أشياء كثيرة ونوفر على أنفسنا المشاكل عن طريق ايجاد محطات إعلامية أو هيئات إعلامية أو نشاط إعلامي مركز ومخطط له في الغرب وخاصة في أمريكا وأعتقد انه سيوفر علينا الكثير من الوقت والجهد.
* قطرية:
نحتاج أيضاً إلى نوع من الذكاء، فقد كنت أتكلم مع شخص أمريكي عن أحد الأفلام التي تشوه العرب فقال لي: لماذا فتحت فمك ضد هذا الفيلم، كان الأحرى بكم أن تأتوا بفيلم شهير تتفرج عليه الناس على قناة أخرى في نفس الوقت، فلن يتفرج احد على ذلك الفيلم الذي تحاربون وتكونون أنتم الرابحون فهذه استراتيجية لا تأتي إلا ممن يعرف هذه الأمور.
* سؤال من أحد الحضور:
ماذا فعل الإعلام العربي في سبيل تقديم صورة إيجابية للعرب داخل المحيط العربي ليعكس ذلك من ثم الصورة الحقيقية لنا لدى العالم الغربي؟!
* د. الأسود:
لقد عجزنا عن الوصول الى المحيط الذي نعيش فيه، وهذا دليل على فشل الإعلام العربي وعلى قصوره مع الأسف كما أنه دليل واضح على أن الاعلام العربي متخلف، والإعلام هو لغة العصر، وهذا العصر هو عصر الإعلام والمعلومات، خاصة مع العولمة التي صارت فيها المعلومات شيئاً أساسياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.