قال ناشط بريطاني في الدفاع عن حقوق الإنسان انه سيتقدم بدعوى لمحكمة في لندن لإصدار امر باعتقال هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق في اتهامات تتعلق بجرائم حرب. وجاء ذلك بعد ايام من دعوة قاض اسباني لاستجواب كيسنجر الحائز على جائزة نوبل للسلام وذلك بشأن جرائم ارتكبتها السلطات العسكرية في دول امريكا الجنوبية في السبعينات والثمانينات. وقال الناشط البريطاني بيتر تاتشل انه سيسعى لاستصدار امر اعتقال في محكمة بو ستريت في لندن ضد كيسنجر في اتهامات بارتكاب جرائم حرب بمقتضى معاهدات جنيف.وأضاف في بيان «القانون البريطاني ينص على ان انتهاكات معاهدات جنيف تعد جرائم حرب، وليس هناك حصانة من المحاكمة». وكان تاتشل وهو من اصل استرالي قد استخدم اساليب مماثلة من قبل للفت الانتباه للقضايا التي يدافع عنها، فقد سعى مرتين لإصدار امر باعتقال روبرت موجابي رئيس زيمبابوي الذي يتهمه بانتهاك حقوق الإنسان. وقالت الشرطة البريطانية انها ليس لديها علم بتقدم تاتشل بطلب للمحكمة. وقال تاتشل ان امر الاعتقال في حالة صدوره سيتهم كيسنجر بأنه «ارتكب وساعد وحرض ونفذ جرائم حرب في فيتنام ولاوس وكمبوديا» اثناء توليه منصب مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون في الفترة من 1969 إلى 1973 ووزير الخارجية من 1973 إلى 1977 في عهد حكومتي نيكسون وجيرالد فورد. ومن المقرر ان يصل كيسنجر الالماني المولد إلى لندن يوم غد الاربعاء لإلقاء كلمة أمام اجتماع في معهد المديرين البريطاني، وحصل كيسنجر على جائزة نوبل للسلام عام 1973 لتفاوضه على انهاء حرب فيتنام. وفي الاسبوع الماضي طلب بلتاثار جارثون القاضي بالمحكمة العليا الاسبانية من الشرطة الدولية «الانتربول» استجواب كيسنجر في لندن بشأن ما إذا كان على علم بانتهاك حكومات امريكا اللاتينية لحقوق الإنسان اثناء عمله في واشنطن. وطلب القاضي من السلطات سؤال كيسنجر عما إذا كان قد علم «بعملية كوندور» التي طبقتها الأنظمة السابقة في البرازيل والارجنتين وتشيلي واوروجواي وباراجواي للترصد بالمعارضين. وقال متحدث باسم كيسنجر انه سيتعاون في التحقيق الذي طلبه القاضي الاسباني لكنه أكد انه يعتبر شاهدا وليس متهما.