باريس - "الحياة"، رويترز - رفض وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر التجاوب مع طلب القضاء الفرنسي الذي استدعاه خلال وجوده في باريس، لتقديم شهادته في جرائم اتهم بها الرئيس التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه. وفوجىء كيسنجر بامر استدعاء احضره شرطيون، الى فندق الريتز الباريسي الفاخر حيث يقيم خلال وجوده في العاصمة الفرنسية لإلقاء سلسلة محاضرات. وأعلن مصدر قضائي فرنسي أمس، ان السفارة الأميركية في باريس تولت معالجة الموضوع وأبلغت القاضي الذي يحقق في اختفاء فرنسيين في تشيلي خلال السبعينات، ان عليه التقدم بطلب رسمي الى ادارة الرئيس جورج بوش للسماح لوزير الخارجية السابق بالادلاء بشهادته. وكان القاضي روجيه لو لوار طلب استدعاء كيسنجر للشهادة حول الدور المزعوم الذي لعبته الولاياتالمتحدة في مقتل شخصيات معارضة في تشيلي ابان حكم الجنرال بينوشيه. وجاء ذلك بعد الكشف عن وثائق للاستخبارات المركزية الأميركية تفيد ان الادارات الأميركية السابقة كانت على علم مسبق بخطط بينوشيه لتصفية خصومه السياسيين، خلال السبعينات والثمانينات. وبعد تسلمه مذكرة الاستدعاء يوم الاثنين الماضي، غادر كيسنجر الى ايطاليا من دون مقابلة القاضي، تاركاً للسفارة الاميركية مهمة شرح موقفه. وقال مصدر قضائي فرنسي ان السفارة ابلغت لو لوار في رسالة ان لدى كيسنجر التزامات اخرى، مشيرة الى ان المعلومات التي طلبها القاضي سرية. وجاء في الرسالة التي وقعها احد مسؤولي السفارة، ان على لو لوار تقديم طلب رسمي الى الادارة الأميركية للحصول على معلومات. وقال المصدر القضائي الفرنسي ان طلباً ارسل الى واشنطن عام 1999 خلال ولاية الرئيس بيل كلينتون الا ان الادارة لم ترد. واضاف المصدر ان لو لوار لديه وثيقة من وزارة الخارجية الأميركية تحمل تاريخ 23 آب اغسطس 1976 تقول ان الادارة الأميركية آنذاك، كانت على علم بخطة اطلق عليها اسم "كوندور" اتفقت عليها تشيلي مع عدد من حكومات دول أميركا الجنوبية لاغتيال شخصيات معارضة. واصبح كيسنجر مستشاراً للأمن القومي اثناء ولاية الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1969 ثم وزيراً للخارجية من 1973 الى 1977 اثناء ولايتي الرئيسين الجمهوريين نيكسون وجيرالد فورد. وبحسب تحقيقات لو لوار فان جان ايف كلوديه فرنانديز الناشط اليساري الفرنسي، كان من بين الفرنسيين الذين اختفوا في اطار خطة "كوندور".