قال مسؤولون عسكريون امريكيون ان طائرات «بي/52» استأنفت امس الخميس قصف مواقع طالبان وتنظيم القاعدة في شرق افغانستان بعد يوم من الهجمات البرية اسفرت عن مقتل مئة من مقاتلي الحركة. وقال برايان هيلفرتي المتحدث العسكري في قاعدة باجرام الجوية «نرسل بطائرات هليكوبتر وقودا واغذية وذخيرة وعتادا اخر» مشيرا الى انه «قتل في المعارك يوم الاربعاء نحو مئة من طالبان والقاعدة». وطلبت القوات الامريكية وحدات اضافية قوامها 300 جندي و17 طائرة هليكوبتر هجومية والعديد من طائرات ايه 10 مزودة بمدافع سريعة الطلقات وصواريخ لمواجهة تدفق اعداد جديدة من مقاتلي القاعدة وطالبان. وشهدت منطقة غارديز الواقعة على مسافة 30 كيلومترا من القتال الدائر في اقليم بكتيا نشاطا جويا اكبر على خط المواجهة مقارنة بيوم الاربعاء. وغابت طائرات «بي/52» اول امس عن ساحة المعارك لكنها عادت للظهور امس الخميس مع طائرات اف 16 وطائرات هليكوبتر. وقال الجنرال «اف.ال» بوستر هاجنبيك قائد العملية «اناكوندا» التي يشارك فيها الان 1200 جندي امريكي الى جانب 200 من رجال القوات الخاصة الغربيين واكثر من 800 جندي افغاني ان مقاتلين متشددين يهرعون لقتال قواته. وقال عن اضخم اشتباك بري للقوات الامريكية في الحملة الافغانية «لدينا معلومات سرية من مصادر شتى... تفيد ان الاصوليين المحليين دعوا الى الجهاد ضد الامريكيين وحلفائهم» قصف جديد على جبال عرما (مسؤول محلي) ومن جانبه صرح الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الامريكية في أفغانستان بأن قواته تقاتل عدة مئات من المتشددين من بينهم بعض الشيشانيين والاوزبكيين «من المقاتلين المتمكنين ذوي البأس والمتفانين لمبادئهم». من جانبه قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد انه «من المرجح جدا أن المعركة ستستمر لبعض الوقت لإنهائها»، وقال رامسفيلد «إنني أعتقد أن النتيجة مضمونة إلى حد معقول وتتلخص في إما أن يستسلم هؤلاء الاشخاص الذين يقاتلون أو أن يلقوا مصرعهم في غضون الايام المقبلة». وأضاف ان قوات العدو تضم «عناصر متمرسة للغاية من مقاتلي القاعدة وطالبان يحملون في الحقيقة أعناقهم على أكفهم» ويخوضون بالتأكيد معركة شرسة، واستطرد قائلا «غير أنه اعتمادا على كل ما شاهدناه فإن قوات التحالف قادرة بالتأكيد على مواجهة هذا التحدي». وعلى جانب آخر قال فرانكس ان ثلاثة أفغان يقاتلون إلى جانب القوات الامريكية لقوا مصرعهم وأصيب ما بين 15 و 25 آخرين بجروح في المعارك، وذلك منذ بدء الهجوم على المناطق الواقعة جنوب مدينة جارديز يوم الجمعة الماضي، وذكر أنه منذ وفاة ثمانية جنود أمريكيين يوم «الاثنين» لم يقتل أو يصاب أحد من القوات الامريكية أو قوات التحالف في هذه المعارك، غير أنه أشار إلى إصابة ثلاثة جنود بالمرض الذي يصيب البعض من دوار المرتفعات. ويذكر أن ثمانية جنود أمريكيين قد لقوا مصرعهم منذ بدء المعركة يوم الجمعة الماضي، ولم يستطع أي من فرانكس أو رامسفيلد تأكيد ظروف وفاة أحد رجال الضفادع البشرية خلال عملية عسكرية يوم «الاثنين». وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن طائرة استطلاع غير مأهولة قد صورت فيلما عن إعدامه من جانب القوات المناوئة بعد إسقاطه فيما يبدو من طائرة هليكوبتر غير أن فرانكس ورامسفيلد ذكرا أن هناك تفسيرات متضاربة بشأن هذا الفيلم المصور. واكد البنتاغون ان ظروف مقتل الجندي الاميركي الذي سقط يوم الاثنين من مروحية لا تزال غامضة. واظهرت مشاهد التقطتها طائرة استطلاع في مكان الحادث ان هذا الجندي سقط حيا من مروحية «ام اتش47» من طراز تشينوك ووقع في الاسر بايدي رجال القاعدة ثم قتل برصاصة، كما اعلن الثلاثاء الجنرال فرانك هاجنبيك قائد عملية اناكوندا. لكن الجنرال تومي فرانكس اعلن يوم الاربعاء «لا اعرف شيئا عن ذلك(...) هناك احتمالات عدة». ومن جانب آخر ذكرت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية امس الخميس ان قنبلة انفجرت ليلا في سوق في مدينة خوست في شرق افغانستان حيث تتمركز القوات الاميركية لكنها لم تسفر سوى عن اضرار مادية. وقال الناطق باسم السلطات المحلية بادشاه والي للوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها ان القنبلة دمرت اربعة متاجر والحقت اضرارا بمتاجر اخرى. واضاف «انه عمل ارهابي، وقعت انفجارات صغيرة في وقت سابق لكن هذا الانفجار هو الاخطر» مشيرا الى انه لم يتم كشف بعد هوية المسؤولين. وصباح الاثنين اطلق مجهولون صواريخ على مطار خوست حيث تنتشر القوات الاميركية وقصفت طائرات اميركية القطاع بعد هذا الهجوم.