استؤنف امس القصف الاميركي على مواقع "القاعدة" و"طالبان" في جبال عرما قرب غارديز، فيما بدأت تصل امدادات عسكرية ضخمة قوامها دبابات ومروحيات وذخيرة لوضعها تحت تصرف الاميركيين وحلفائهم المحليين في مواقع القتال، استعداداً لشن هجمات يتوقع ان تكون حاسمة. واعلن ناطق اميركي ان مئة مقاتل قتلوا ويشتبه في انهم اعضاء في تنظيم "القاعدة". غارديز، بغرام، تشارسياب افغانستان، واشنطن - رويترز، أف ب - شوهدت قافلة ضخمة من المصفحات التابعة لقوات "تحالف الشمال" بينها ست دبابات، في طريقها نحو مدينة غارديز عاصمة ولاية بكتيا في الشرق الافغاني، حيث تدور مواجهات بين القوات الدولية والافغانية من جهة ومئات من مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" من جهة اخرى. وضمت القافلة حوالى 12 مصفحة بينها ست دبابات وعدد من العربات التي تحمل قاذفات صواريخ، اضافة الى آليات عسكرية اخرى. وشوهدت القافلة تعبر بلدة تشارسياب على بعد نحو 30 كلم جنوبكابول. وراح الجنود يلوحون بأيديهم ويبتسمون للسكان المحليين. وافادت مصادر عسكرية اميركية انه تم نقل 12 مروحية هجومية من طراز "اباتشي" تابعة للقوات البرية الاميركية، جواً من الولاياتالمتحدة الى افغانستان حيث بدأت وزارة الدفاع تعزز وسائلها الحربية. وقال مسؤول عسكري اميركي امس، ان هذه الطائرات نقلت بطائرات شحن من طراز "سي 17" من فورت كامبل، موضحاً انها في طريقها الى افغانستان. وبذلك سيتضاعف عدد مروحيات ال"أباتشي" في افغانستان اضافة الى خمس مروحيات قتالية من طراز"اي اتش1 كوبرا" نقلت ايضاً من سفينة اميركية في المحيط الهندي الى أفغانستان. وقال برايان هيلفرتي الناطق العسكري في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول، ان اعادة تزويد مئات الجنود الاميركيين وحلفائهم المؤن والعتاد امر مهم للغاية، خصوصاً ان هؤلاء يقومون بعمليات برية في منطقة تغطيها الثلوج. واضاف هيلفرتي في مؤتمر صحافي عقده في القاعدة الجوية القريبة من كابول "نستخدم طائرات الهليكوبتر لارسال الوقود والاغذية والذخيرة". وكانت القوات الاميركية طلبت وحدات اضافية قوامها 300 جندي و17 طائرة هليكوبتر هجومية وطائرات من طراز "اي -10" مزودة مدافع سريعة الطلقات، وصواريخ، لمواجهة تدفق اعداد جديدة من مقاتلي "القاعدة" و"طالبان". نشاط جوي وشهدت منطقة غارديز الواقعة على مسافة 30 كيلومتراً من القتال الدائر في اقليم بكتيا، نشاطاً جوياً اكبر على خط المواجهة مقارنة بيوم اول من امس. وعادت قاذفات "بي -52" الى الظهور مجدداً في اجواء المنطقة، امس بعدما غابت اول من امس، اضافة الى طائرات "اف 16" ومروحيات. وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان قاذفات ال"بي -52" استأنفت امس، قصف مواقع "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في الجبال الشرقيةلافغانستان، بعد يوم على الهجمات البرية التي اسفرت عن مقتل مئة من مقاتلي الحركة. وقال القادة الافغان ان القتال يدور على جبهة تمتد على مسافة عشرة كيلومترات من المخابئ والكهوف حتى قمة ارتفاعها ثلاثة آلاف متر حول قرية شاهي كوت. وقال قائد عملية "اناكوندا" الجنرال اف.ال. بوستر هاجنبيك ان حوالى 1200 جندي اميركي يشاركون في العملية الى جانب 200 من رجال القوات الخاصة الغربيين، واكثر من 800 جندي افغاني. واضاف هاجنبيك ان مقاتلين متشددين من "القاعدة" و"طالبان" يهرعون لقتال قواته، مضيفاً: "لدينا معلومات سرية من مصادر شتى، تفيد ان الارهابيين اطلقوا دعوات الى الجهاد ضد الاميركيين وحلفائهم". مئة قتيل واعلن ناطق اميركي امس ان اكثر من مئة مقاتل يعتقد انهم ينتمون الى تنظيم "القاعدة" قتلوا في عمليات برية وجوية في اليوم السادس من عملية "اناكوندا" في جبال عرما في شرق افغانستان. وقال الناطق الاميركي في قاعدة بغرام انه تم امداد القوات الاميركية والافغانية والقوات الاجنبية الاخرى في الائتلاف بالذخائر، وهي تواصل هجومها الى جنوب بلدة شيرخان خيل الواقعة جنوب غارديز عاصمة باكتيا. واكد القائد الرئيس في غارديز محمد اسحق انه تقرر في اجتماع عقد اول من امس بين زعماء الحرب ووزارة الدفاع، ارسال تعزيزات افغانية الى جانب قوات الائتلاف الدولي المشاركة في عملية "اناكوندا". ويعني ذلك ان قوات طاجيكية وأوزبكية من الشمال الافغاني سترسل الى منطقة الشرق للقتال الى جانب الاميركيين وحلفائهم ما يهدد بانقسامات عرقية بحسب عدد من القادة البشتون المحليين.