سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمريكا تواصل حشد « المارينيز » بالقرب من قندهار لتعقب بن لادن واجبار طالبان على الاستسلام الأسرى المتمردون فضلوا الموت الجماعي على الاستسلام - مؤتمر بون يبحث القوة متعددة الجنسيات
تراجعت سخونة الاحداث الأفغانية لتتركز على المداولات الهادئة في مؤتمر الفصائل في بون الذي دخل أمس يومه الثاني وامتد الهدوء إلى ساحات المعارك حيث تواصل الولاياتالمتحدة نقل المزيد من مشاة البحرية «المارينز» إلى مناطق قريبة من قندهار غير ان ذلك الهدوء كسرته غارة أمريكية على ما يعتقد انه مجمع لطالبان لكن الحركة نفت اصابة أي من زعمائها في القصف كما يبدو ان طالبان متمسكة بقندهار معقلها الاخير على الرغم من جهود قبلية لاقناعها بالاستسلام. وبعد يوم من قصف الطائرات الأمريكية لما قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد انه مجمع كان يستخدمه قادة طالبان والقاعدة أكدت طالبان ان زعيمها الملا محمد عمر زعيمها بخير ولم يصب بأذي. ونقلت وكالة الانباء الأفغانية الاسلامية عن الملا عبدالسلام ضعيف سفير طالبان السابق لدى باكستان قوله: لم يمس الملا محمد عمر بضر وقال ضعيف: ان لا مسؤولي طالبان ولا عمر ولا ابن لادن كانوا في المجمع بمنطقة داند جنوب غرب قندهار ساعة القصف. ونقلت الوكالة عن ضعيف قوله: لا نعرف مكان ابن لادن وهو ليس في أراضينا. وشددت الولاياتالمتحدة حصارها لطالبان والقاعدة بتمركز المئات من قوات مشاة البحرية في قاعدة جوية بالصحراء على مسافة قريبة من قندهار. وقالت مراسلة رويترز كلاوديا بارسونز ان طائرات هليكوبتر وطائرات شحن كيه.سي 130 هيركيوليز نقلت خلال الليل المزيد من الجنود والعتاد للقاعدة الجوية. وتنوي القوات الأمريكية استخدام القاعدة كنقطة انطلاق متقدمة لتعقب ابن لادن. وقال رامسفيلد ان القوات الأمريكية ستبدأ سريعا عملية تعقب منظمة لابن لادن ورفاقه على الارض وفي شبكة من الانفاق السرية والكهوف وليس فقط من الجو. وقال: سنتعقبهم حتى لا يجدوا مكانا يهربون إليه. وتابع خلال زيارة لمقر لقيادة القوات الأمريكية في تامبا بفلوريدا: ستتحول جهودنا من المدن الى اصطياد واستئصال الارهابين حيثما كانوا. إلا ان الجنرال تومي فرانكس قائد الحملة العسكرية الأمريكية قال ان قوات مشاة الاسطول ستضغط على قندهار التي تعد آخر معاقل طالبان المهمة لكنها لن تهاجم المدينة العتيقة التي شهدت مولد طالبان عام 1994. و قال فرانكس ان القوات الأمريكية تراقب عن كثب المناطق المحيطة بجلال اباد على أمل التوصل إلى أي خيط يشير إلى مكان ابن لادن الذي قيل انه شوهدفي منطقة تورا بورا قرب جلال اباد الواقعة في الشرق. وقال فرانكس: تلكما هما المنطقتان اللتان نوليهما اهتماما شديدا للغاية. وقال متحدث باسم طالبان ان طائرات بي 52 قصفت الطريق من قندهار الى بلدة سبين بولداك على الحدود مع باكستان في وقت متأخر اول أمس مما اسفر عن تدمير عدة شاحنات. وقال المتحدث مولوي عبدالله من سبين بولداك ان طالبان مازالت تسيطر على المدينة، ويحتجز مقاتلو طالبان في سبين بولداك صحفيا كنديا يعمل لحساب صحيفة أسبوعية شعبية في مونتريال. هذا وقد أعلن احد المقربين من حميد قرضاي أمس الاربعاء ان مفاوضات تجري حاليا بين مسؤولين في حركة طالبان وشيوخ من قبائل الباشتون يحاولون اقناع طالبان في قندهار . وقال فريد قرضاي ابن عم حميد قرضاي نائب وزير الخارجية الافغاني السابق والمقرب من الملك المخلوع ظاهر شاه ان وفدا من الباشتون المعارضين لطالبان ومن بينهم بعض رجال الحاكم السابق في قندهار حاجي غول آغا يوجدون حاليا في معقل طالبان. وكان الطالبان رفضوا التفاوض مع الوفود السابقة من الباشتون التي وفدت إلى قندهار وقالوا انهم مستعدون للموت في سبيل الدفاع عن معقلهم السياسي والديني. ولكن عناصر من الباشتون المناهضين لطالبان أعلنوا انهم ما زالوا يتفاوضون مع طالبان سعيا للتوصل إلى استسلام سبين بولداك. ومن جانب آخر أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس ان قوات تحالف الشمال سيطرت تماما صباح أمس الاربعاء على قلعة جانجي شمال أفغانستان حيث كان مقاتلون أجانب موالون لطالبان يقاومون. وأفاد أحد قادة التحالف الشمالي ان ما لا يقل عن 450 مقاتلا أجنبيا قتلوا منذ الأحد لكنه لم يشر إلى أي خسائر في صفوف قوات التحالف. وأكد الجنرال عبداللطيف وهو من القادة الذين أشرفوا على الهجوم لقد قضينا على آخر (الاجانب) الذين كانوا يقاومون هذا الصباح وقتلنا في الاجمال450 مقاتلا لم يوافق أحد على الاستسلام. وقال: كانوا من الباكستانيين والشيشان والعرب والاوزبكيين. وكان مقاتلو التحالف الشمالي يسيطرون صباح أمس على كامل الحصن الفسيح القريب من مزار الشريف كبرى مدن الشمال الافغاني. وكانت الباحات الداخلية للحصن مليئة بجثث المقاتلين الموالين لطالبان اضافة إلى سيارات محروقة وأشجار اقتلعت بفعل القصف وآلاف القذائف. وكان المقاتلون الاجانب الموالون لطالبان تمردوا الاحد بعد أسرهم في الحصن وكانوا قبل ذلك استسلموا لقوات التحالف خلال حصار قندز في شمال شرق افغانستان. إلى ذلك دخلت محادثات مؤتمر بون الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان بعد سقوط نظام طالبان يومها الثاني أمس الاربعاء فيما يسعى المشاركون في المؤتمر لصياغة مستقبل سياسي للدولة التي مزقتها الحروب وملاحقة التطورات العسكرية على الارض، وكانت المحادثات قد بدأت أول أمس الثلاثاء في دار ضيافة الحكومة الالمانية بالقرب من بون بحضور حوالي 50 قائداً أفغانيا ومستشاريهم، واتفقت الاطراف المشاركة في المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الاممالمتحدة خلال اليوم الاول على جدول أعمال يحدد مسودة جدول زمني لتشكيل حكومة جديدة في كابول. وأكد مسؤولو الاممالمتحدة خلال الاجتماع وبصورة متكررة أن الموقف العسكري المتغير في أفغانستان يعني أنه من الضروري تشكيل حكومة جديدة لتحل محل حركة طالبان بأسرع ما يمكن وتأمل الاممالمتحدة في استكمال محادثات بون خلال ثلاثة إلى خمسة أيام وتعد قضية تشكيل قوة أمنية متعددة الجنسيات في أفغانستان من القضايا الأكثر تعقيدا على جدول أعمال مؤتمر بون. طالع المتابعة