تتغير الاحوال بين الهندوباكستان بين ساعة وأخرى ففيما ساد قدر من التهدئة على مجريات الامور بينهما أول أمس فان باكستان اتهمت جارتها أمس بالاستمرار في حشد القوات. غير ان وزارة الدفاع الهندية نفت الاتهام الباكستاني وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع لرويترز «عملية التعبئة انتهت تقريبا» وأضافت ان الحشد كان مجرد «اجراء وقائي». وكان المتحدث باسم الحكومة الباكستانية الميجر جنرال راشد قرشي قد ذكرفي مؤتمر صحفي ان نيودلهي جهزت قواعدها الجوية وبدأت في تحريك البحرية. وحشد البلدان اللذان خاضا ثلاث حروب قواتهما عند الحدود في أكبر حشدمنذ 15 عاما وذلك بعد هجوم انتحاري على البرلمان الهندي في 13 ديسمبر كانون الأول اتهمت نيودلهي مقاتلين كشميريين مقرهم باكستان بتنفيذه. هذا ولا تعكس التصريحات الصادرة من الطرفين حقيقة ما يجري على ارض الواقع فقد ذكر أن رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في رسالة بمناسبة العام الميلادي الجديدان الهند مستعدة لبدء محادثات مع باكستان تشمل منطقة كشمير المتنازع عليها اذا تبنت جارتها سياسة جديدة في التعامل معها. وفيما يتصل بالوضع على الحدود اعلن احد كبار الضباط الهنود ان القوات الهندية قتلت عشرة جنود باكستانيين ودمرت ما لا يقل عن عشرة خنادق محصنةفى اطلاق نار ردا «حسب قوله» على الجيش الباكستاني الليلة قبل الماضية. إلى ذلك أكد المتحدث باسم تنظيم "عسكر الطيبة" يحيى مجاهد لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء ان الشرطة الباكستانية اعتقلت نحو مائة من مسؤولي وأنصار هذه المجموعة ومجموعة «جيش محمد» اللتين اتهمتهما الهند بتنفيذ اعتداء 13كانون الأول/ ديسمبر على البرلمان الهندي. وقال مجاهد ان الاعتقالات تمت «بدون مبرر» مضيفا كما قلنا سابقا مجموعتنا غير متورطة في الاعتداء على البرلمان الهندي. وقد أشاد الرئيس الامريكي جورج بوش بالرئيس الباكستاني برويز مشرف لاتخاذه اجراءات ضد الجماعتين، وأضاف ان قيام مشرف فعلا بحملة قوية ضد الجماعات انما يعتبر اشارة جيدة. ونسب راديو «صوت امريكا» أول أمس إلى بوش قوله في تصريحات له في تكساس بهذا الصدد انها بادرة طيبة ان يشرع مشرف في قمع جماعتين كشميريتين تتخذان من باكستان مقراً لهما وتحملهما الهند مسؤولية هجوم الثالث عشر من الشهر الماضي على البرلمان الهندي. وقد ذكر المتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الهند ترحب بهذه الاعتقالات.. كمااعرب عن اعتقاده بان الدولتين تراجعتا على ما يبدو عن المجابهة. ومن جانبه حث كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة كلا من اتال بيهاري فاجبايي رئيس وزراء الهند والرئيس الباكستاني بيرويز مشرف على استغلال الفرصة التي تتيحها قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي «السارك» في خفض حدة التوترفى جنوب آسيا. وأبدى عنان ترحيبه بالاجراءات الصارمة التي اتخذتها باكستان بحق المتشددين حيث وصفها بانها يمكن ان تسهم في خفض التوترات مع الهند.