قدرت مصادر سياسية باكستانية مطلعة أن يعمد الحاكم العسكري الباكستاني الجنرال برويز مشرف الى زيارة الهند خلال الشهرين المقبلين تلبية للدعوة التي وجهها اليه رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجباي. وستكون هذه الزيارة الأولى لزعيم باكستاني للهند، منذ تلك التي قام بها الرئيس الراحل ضياء الحق عام 1987. ورحب وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار في مؤتمر صحافي عقده مساء اول من أمس بالدعوة التي انتظرتها باكستان طويلاً، منذ سيطرة العسكر على السلطة في إسلام آباد في تشرين الأول اكتوبر 1999. وقال رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في رسالة سلمها ديبلوماسي هندي الى وزير الخارجية الباكستاني امس: "من اجل مصلحة شعبينا، لا مفر من مواصلة طريق المصالحة بالدخول في حوار بنّاء وبناء الثقة". واضاف: "ادعوك الى ان تقطع هذا الطريق الصعب معنا". ووصفت الأحزاب الكشميرية المبادرة الهندية بالخدعة والفخ. وطالب زعيم منظمة "لشكر طيبة" الكشميرية مشرف بعدم زيارة الهند. وترافقت الدعوة الهندية مع وقف الهند العمل بالهدنة الأحادية الجانب التي أعلنتها قبل ستة أشهر ولم يكن لها تأثير على الأرض، ما دفع مصادر سياسية باكستانية إلى مقارنة المبادرة الهندية بسياسة العصا والجزرة. ففي حين استأنفت نيودلهي حربها على المقاتلين الكشميريين، قدمت هذه المبادرة الى إسلام آباد، الأمر الذي دفع ناشطين كشميريين الى التخوف من محاولة هندية لخلق تصدع بينهم وبين الحكومة الباكستانية. وفي غضون ذلك، رحبت دول عدة وفي مقدمها الولاياتالمتحدة بالدعوة الهندية، واعرب الناطق باسم الخارجية الاميركية عن امله في أن توفر فرصة مهمة لتسوية المسائل العالقة بين البلدين. وتأتي هذه التطورات في ظل وجود وفد من غرفة تجارة الهند في باكستان لإجراء حوارات مع نظرائهم الباكستانيين من أجل تعزيز الروابط التجارية و الاقتصادية بين البلدين. وجاءت الدعوة الهندية إلى الحاكم العسكري الباكستاني بعد ثلاث سنوات من توقف الحوار بين الطرفين إثر أحداث كارغيل صيف 1999 عندما اتهمت الهندباكستان بنسف آفاق الحوار واللجوء إلى العمل العسكري. ويطالب الجناح المعتدل في المقاومة الكشميرية داخل الهندوباكستان على السواء بحوار ثلاثي يضم باكستانوالهند والكشميريين لتسوية هذه الازمة التي تعكر صفو السلام الاقليمي منذ ما يزيد على نصف قرن. ورأت مصادر سياسية باكستانية أن قبول الهند بالحوار غير المشروط دليل على تراجعها عن سياستها السابقة، وعجزها على مواجهة تصاعد العمليات العسكرية التي كلفت الهند خلال الأشهر الأخيرة أكثر من ألف قتيل. ووصل الأمر بالمقاومة الكشميرية إلى شن عمليات وسط العاصمة نيودلهي.