تصاعدت حدة التوتر بين الهندوباكستان أمس في أعقاب الانذار الذي وجهه رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الى اسلام اباد بالرد خلال ايام على مطلبها انهاء أنشطة جماعتين انفصاليتين كشميريتين تتخذان من باكستان مقرا لهما وتتهمهما الهند بشن سلسلة من الهجمات بلغت ذورتها في الهجوم على البرلمان الهندي الاسبوع الماضي الذي أودى بحياة 12 شخصاً، فيما حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف في حديث للتلفزيون الباكستانيالهند من مغبة الاقدام على أي مغامرة ودان الهجوم واصفاً إياه ب"الإرهابي". ويتخوف مراقبون من أن يفضي التوتر إلى حرب بين البلدين خصوصاً أن باكستان وضعت جيشها على أهبة الاستعداد عشية الهجوم على البرلمان تحسباً من أي هجوم هندي. وقال رئيس الوزراء الهندي أمس ان الهند بلغت مداها في التسامح بعد الهجوم على البرلمان وحمل وزير الخارجية جاسوانت سنغ جماعتي "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" مسؤولية الهجوم مشدداً على أن لدى بلاده من الأدلة ما يثبت ما تقول. لكن مشرف الذي حذر من أي أفعال متهورة قال: "ندين بشدة الأعمال الإرهابية في الهند. باكستان ضد أي أعمال إرهابية في أي جزء من العالم، وأي أفعال متهورة ترتكبها الحكومة الهندية ضد باكستان ستؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية". وكان مسؤولون هنود دعوا سابقاً إلى تنفيذ ضربات صاروخية ضد مواقع يشتبه في أنها "مراكز تدريب الجماعات المسلحة الكشميرية" وهو ما تنفيه باكستان. وتشتبه نيودلهي في علاقة "العسكر الطيبة" جيش المدينةالمنورة و"جيش محمد" بهجوم الأسبوع الماضي على البرلمان. وكانت جماعة "العسكر الطيبة" نفذ العام الماضي هجوماً دموياً على الحصن الأحمر وسط نيودلهي ما أسفر عن وقوع إصابات عدة. وتخشى إسلام آباد من مخطط لتطويقها وتحجيمها في ظل تحرك وزراء الإدارة الانتقالية الأفغانية المنتمين الى التحالف الشمالي في اتجاه الهند اذ زار وزيرا الداخلية والخارجية الافغانيان الهند التي تعهدت دعم الحكومة الأفغانية الجديدة فيما يتوقع أن يزور وزير الدفاع الأفغاني فهيم خان نيودلهي قريباً. وأفيد أن الهند وعدت بالعمل على إعادة إعمار أفغانستان وتقديم دعم بقيمة 100 مليون دولار ومساعدات عينية والمساعدة في إصلاح جهاز الشرطة، وهو أمر يقلق باكستان التي باتت ترى أنها الخاسر الوحيد بعد الحرب الاخيرة في أفغانستان عمقها الاستراتيجي.