كلمة الكهرباء كلمة فارسية الأصل وتعني جاذب القش والمقصود بها الكهرمان العنبر الذي إذا فرك بالفرو أنتج الكهرباء الساكنة. وقد خضعت هذه الطاقة للدراسات منذ القدم إلا أنه لم يتم تطبيق علم الكهرباء في المجال الصناعي والاستخدامات السكنية إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بعد تمكن فراداي من تمرير التيار الكهربائي عبر الأسلاك فمهد باختراعه للأجهزة الكهرومغناطيسية لبدء تكنولوجيا المولدات الكهربائية حيث صنع بيكسي مولدا كهربائيا يدار باليد ففتح بذلك الباب لكل من أدسون الأمريكي وسوان البريطاني لاختراع المصباح المتوهج عام 1878م حيث أسس هذان العالمان أول شركة لإنتاج المصباح المتوهج وتمكنا من إضاءة شوارع نيويورك بهذه المصابيح عام 1882م. تلا ذلك أن أثمرت جهود كل من ماكسويل وهيرتز إلى اختراع الراديو عام 1895م فالكهرباء وصلت إلى ماوصلت إليه في عصرنا هذا على أيدي العشرات من العلماء على مدى زمن طويل جدا حيث استخدمت في الإنارة والمواصلات والتدفئة والاتصالات.. وذلك بعد جهود وأبحاث متواصلة من علماء الغرب على مدى قرون.. أما في بلادنا فكان دخول الكهرباء لها عام 1337ه بإضاءة المسجد النبوي بمولدين أحدهما يعمل على الفحم والآخر على الكيروسين وهذا يعني أن هناك مدة أقل من أربعين عاما بين إنشاء أول محطة لتوليد الطاقة في العالم عام 1299ه 1889م ودخول الكهرباء إلى أراضي المملكة. أما المسجد الحرام فتمت إضاءته بالكهرباء عام 1338ه 1918م وفي مكة ظهرت أول إنارة للشوارع والمنازل. وكما جاء في توثيق دارة الملك عبد العزيز لتطور الكهرباء في المملكة. أما في الرياض فيقول خير الدين الزركلي في كتابه الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز: أمر الملك بإضاءة الرياض بالكهرباء عام 1367ه 1948م ولم تمضي شهورحتى كانت أربع سيارات شحن كبيرة تحمل من رأس مشعاب مكائن ومولدات تدار بالديزل قادمة من سان فرانسيسكو فكانت نواة محطة توليد الكهرباء في العاصمة وهكذا انتشرت الكهرباء في بقية مدن وقرى المملكة.. أما في المجمعة: فكان دخول الكهرباءعلى يد كل من- منصور بن محمد العتيقي وابراهيم بن عبد العزيز العتيقي. وخالد بن علي المسعودي. وعبد المحسن بن عبد العزيز العتيقي وابراهيم بن خلف الصقير. وذلك عندما اشتروا مولد الكهرباء الخاص بالمدرسة العسكرية عند إغلاقها أوائل عام 1379ه وهو من نوع بيتر ونقلوه قرب منازلهم شرق البلد ثم قاموا بالتمديدات لبيوتهم وبيوت جيرانهم. حيث كان يقوم بتمديد الأسلاك للبيوت. فهد الخلف الصقير ضرب وتد في جدار كل بيت وربط السلك به وإدخاله للمنزل وهكذا من بيت إلى بيت حيث يستخدم كل بيت لمبتين أو ثلاث فقط وكان الذي يعمل الأوتاد بشكل يمنع من انفراط الأسلاك هو علي الهندي. بعد ذلك طلب المجاورون مد الكهرباء إليهم فاشتروا مولدا آخر ومدوا الكهرباء حتى وصلت إلى قرب الجامع القديم - جامع الملك عبد العزيز- وقرروا رسما على كل بيت قدره سبعة ريالات في الشهر مقطوعية.. هؤلاء المشار إليهم أعلاه هي من أدخلوا الكهرباء في المجمعة. بعد ذلك اتفق معهم بقية الأهالي على إيصال الكهرباء لجميع منازل المجمعة وتأسيس شركة للكهرباء.. فعقد أول اجتماع لهذا الغرض في بيت العتيقي حيث تأسست الشركة عام 1382ه باسم شركة كهرباء المجمعة وضواحيها. وتم شراء مكينتي كهرباء كبيرتين واختير للمحطة الموقع المحاذي لجبل المزيريرة من الجنوب. وفي عام 1385ه تم الانتهاء من بناء مقر ومحطة الشركة في الموقع المذكور. وكان المسئول عن تشغيل وصيانة وإصلاح مكائن الكهرباء منذ دخولها المجمعة هو ابراهيم بن حمد الزويد. أما المسئول عن الموقع الجديد وحراسته فهو محمد ابن شيحة. والذي يعمل على تمديد الأسلاك بين أعمدة الكهرباء التي وضعتها الشركة ويصعد لها هو عبد الرحمن بن مطلق الفوزان. أما قارئ العدادات فهو عبد الرحمن بن تركي العبدان. وفي عام 1386ه تم اعتماد الشركة بالمرسوم الملكي رقم م 11 وتاريخ 1-4-1386ه المنشور في صحيفة أم القرى العدد 2131 في 11-4-1386ه والمؤسسون للشركة كما في أم القرى هم: منصور بن محمد العتيقي وإخوانه. صالح بن ابراهيم الشلهوب. محمد بن عبد الرحمن الربيعة. علي وعبد العزيز الصنع الله. عبد الله بن عثمان الصالح. صالح بن عبد العزيز العتيقي. ناصر بن عبد الرحمن العسكر. عبد الله بن زيد الشلهوب وإخوانه. وتكون أول مجلس لإدارة الشركة حسب أم القرى من الآتية أسماؤهم: - ابراهيم بن عبد العزيز العتيقي. - عبد الله بن عثمان الصالح. - صالح بن عبد العزيز العتيقي. - محمد بن عبد الرحمن الربيعة. - صالح بن ابراهيم الشلهوب. - منصور بن محمد العتيقي. - علي وعبد العزيز الصنع الله. - ناصر بن عبد الرحمن العسكر. - عبد الله بن زيد الشلهوب. وفي عام 1399ه قام وزير الصناعة والكهرباء د. غازي بن عبد الرحمن القصيبي. بزيارة لمدينة المجمعة تفقد خلالها شركة كهرباء المجمعة ومحطتها ومنشآتها.. وفي أواخر عام 1399ه استلمت الشركة السعودية الموحدة للكهرباء أعمال شركة كهرباء المجمعة. أما الذين تعاقبوا على إدارة الشركة منذ تأسيسها فهم: 1- إبراهيم بن عبد العزيز العتيقي. 2- صالح بن عبد العزيز العتيقي. 3- عبد الله بن عثمان الصالح. 4- أحمد بن عبد الله الصالح. 5- حمد بن ابراهيم المعجل. 6- عبد الله بن محمد المغامس. 7- سعود بن عبد الله الحمالي. 8- ناصر بن عبد الرحمن العبد الكريم. 9- سليمان بن عبد الرحمن الجبر. مواقف طريفة: - في بداية دخول الكهرباء وقبل تحولها إلى شركة انقطعت عن أحد الأحياء وبعد التحري تبين أن أحد المواطنين قد قطع الأسلاك بالمحش ورمى الوتد من جداره.. - بعد قيام الشركة تم التعاقد مع مهندس روماني للإشراف على المولدات وصيانتها وإصلاحها.. وبعد بضعة شهور قدم استقالته قائلا كيف تتعاقدون معي وعندكم هذا المهندس. يقصد ابراهيم بن حمد الزويد. - بعد انتقال مدير الشركة صالح العتيقي من المجمعة للعمل في الملحقية السعودية في بغداد انقطعت الكهرباء عليهم هناك فأخذ يشتم ابن زويد.. وعند زيارته للمجمعة ذهب إلى بيته طالبا منه أن يحلله فاستغرب ابن زويد فقال له العتيقي انطفأت علينا الكهرباء في بغداد فسببتك على أنني مديرا لشركة كهرباء المجمعة.. ** **