ليسمع العالم ومن حولك أن بداخلك شيءٌ معطاء يعطي ولا ينتظر، يبادر ولا يختبئ ويحتوي ولا ينفرد. اصنع لعينك عالماً مبادرًا يرى فيه أن كل ما يفعله سيسعد باطنه مثلما أسعد به غيره. أجعل لك أثراً يخاطب قلوب من حولك. وأجعله ثابتاً لا تغيره الأيام. وأعلم أن كل عمل إنساني هو لك ولابد منه. ولا بد أن تضعه على عاتقيك وأن تسعى له. فالعطاء بابُ خير لا يوصد، يكفي فقط أن يأتي من قلبك. فالذي يأتي من الداخل يلامس الأرواح ويترك صدًا لا يزول. فكما قال جبران خليل جبران «إن تعط مما تملك فإنك تعطي القليل، أما أن تهب من نفسك فهذا عين العطاء». ذكر نفسك دائماً بما فعلت وافخر بها لتبذل المزيد وإن كان بأبسط الأشياء، فبالبساطة تستطيع أن تكسب الكثير وتسطيع بما لديك وأن تصل إلى القلوب محلقًا فنحن بحاجة إلى تغذية أرواحنا بحب الخير والتطوع. وإن رأيت وجهًا شاحبًا وألقيت إليه التحية وابتسم أو أعطيت الكثير من الإيجابية ليائس مزقته الأيام أو أمسكت بيد مسن لنهاية الطريق أو شاركت بتطوع ما وأنجزت، يكفي أن تبذل وتمد يد العون، وهذا عند ربك شيء عظيم وسيمدك بشعور فرح مختلف. فالأيام متداولة اليوم تساعد وغداً ربما تحتاج. فكلما بادرت وأعطيت سيأتيك الفرج والرزق مرحباً من أوسع أبوابه، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان. فالسعادة الحقيقية ليست بالأخذ بل بالعطاء كما قال «سومرت موم» وتأكد أنه لن يضيع لك عمل تقصد به وجه الله. فمادامت حواسك خمس وعافيتك تتنفس إذاً المجتمع بحاجتك والأجيال من بعدك متعطشةٌ لأمثلةٍ تحتذي بها، فحانت وقت أجراس قلبك لترن بالعطاء. ** ** Twitter / @Nada08_