يحكى أن غاندي كان يجري للحاق بالقطار وكان القطار قد بدأ بالتحرك وعند صعوده للقطار سقطت إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا أن أسرع وخلع الثانية ورماها إلى حيث سقطت الأولى!!، فتعجب الناس منه وسألوه: «لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى».. فقال : أحببت للذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده!!. لا تتوقف في بذل السعادة للآخرين حتى في وقت الحزن عندك، حاول أن تقلب حالة المحنة التي تمر بها إلى منحة تتقدم بها.. إن الحزن لا يمكن له أن يرجع ما فات بل يقتل ما هو آت، ومن الجميل أن تصنع من الليمون عصيرا حلو المذاق. لا تعتقد أنك سوف تأتيك الكآبة بمجرد الفقدان، بل اعتقد أن الكآبة سوف تستمر إذا تركتها تلازمك، وستخسر حياتك لأجل لحظة حزن استمرت معك ولم تطردها، لا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ بل انظر إلى النصف الممتلئ . نحن دائما نبكي على الماضي ولم نجرب أن نستمتع بالحاضر.. ابن عباس عندما ضعف بصره لم يتحدث عن نصف الكأس الفارغ بل نظر إلى النصف الممتلئ فقال : إن يأخذ الله من عيني نورهما .. ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل .. وفي فمي صارم كالسيف مأثور حاول أن لا تطفئ أنوار حياتك بيدك فأنك من عنده القرار، بل أشعل أنوار السعادة للعالم ليرى الآخرون النور بك، لا عليك من محزنات الطريق فالسعادة سوف تملأ وجه العالم إذا ابتسمت، ليس حقيقة النور الذي تراه بل الحقيقة هو النور الذي يخرج من قلبك لكي يرى به الآخرون.. ذهبت إلى الحرم وفقدت حذاءك فابتسم إنك فرجت عن إنسان، لعله لا يوجد لديه نقود لشراء حذاء، فأخذ حذاءك .. إن الحياة تكون أجمل إذا شعر الإنسان بسعادة الآخرين، وقدم لهم ما يسعدهم، ورأى شفاههم تبتسم، وأبصر أطفالا يضحكون، ونساء تدعو له، وبيوتا تعمر.. هذه هي قمة السعادة، فالفلاسفة اختلفوا في كل شيء إلا في شيء واحد وهو «أن لذة العطاء أجمل من لذة الأخذ» .. فلتكن معطاء حتى لو فقدت كل شيء. أنس الخطيب