«كيو أو لاين» أو تجمهر أو بالأحرى طابور! يصل إلى نهاية الشارع في أحايين كثيرة لشراء «الكوكيز، أو القهوة المختصة، أو المثلجات بنكهاتها المختلفة» ربما هي ظاهرة تسويقية كان النجاح حليفها فاستمرّت..! كانت هذه الظاهرة منتشرة في نيويوركوباريس وصولاً إلينا (هنا). في رمضان يصبح بائع الفول والتميس والمعصوب والسوبيا أشهر من نار على علم! يقف الرجال في تلك الطوابير بانتظام وكأنَ تلك الأشياء لن تدوم أو إلى الزوال! عند البحث والتعمق وجدت أن تلك الظاهرة تنتشر على أبسط الأشياء التي ذُكرت سابقًا في مطلع المقال! وتساءلت هل (مكتبة مدبولي) يتزاحم حولها الناس على هيئة «كيو أو لاين» باحثين عن أعرق أنواع المعرفة أم أن قطعة الكوكيز أهم من قطعة الورق؟ صديقي: لا أعني بهذا الحديث أنني ضد هذه الجمهرة على كلَ ما لذ وطاب، بل إنني واحدة ممن أحدثت رقمًا على «لاين» لادوريه في باريس للحصول على قطعة «ماكرون» هشّة! ولكن لأن الأمر صار أكثر انتشارًا في (هذا الموسم) فأخذ فكري يُقلِّب تلك الأسئلة ويتخيّل وربما يتمنى أن (مدبولي) أحضر جُزءًا من مكتبتهِ هنا وأنّ التراثية صارت حاضرة في مناطق الترفيه. هل سنجد الزحام على المعرفة والثقافة والورق، كما نجدهُ على الكعك والقهوة والباستا؟ صديقي: لا تتعجّل فسيّان بين الاثنين فكليهما غذاء. ولكن الأول للجسد والثاني للعقل! أنا من الذين يتمنون لو أن الترفيه هنا يشمل الاثنين فسأختارهما معًا! فأودّ أن أستلذ بكوب الشاي من ذاك المكان العريق، ثمّ أقف في زحام الطابور لأحصل على كتابي من (مدبولي) أو ما يساويه، ثمّ أحضر لفنّاني المفضل أو شاعري الذي تُشنّف أذني إليه. آمل أن تتلاقى جميع وسائل الترفيه التي تليق بالجميع (الجميع) بلا استثناء. ** ** - شهد النجيم