هو أحد كبار الاشتراكية وعرّابها، فلاديمير إليتش أوليانوف المسمّى ب(لينين) ويعتبر اشتراكياً متعصباً حتى النخاع وربما كان فقده لأخيه حين أُعدم على يد النظام الملكي الأثر الكبير في نفسه بحيث تبنت أسرته الفكر الثوري مبكراً فمن خلال كتابه (الدولة والثورة) حاول أن يرسّخ للماركسية كثورة لا ينضب معينها وهو يختلف مع أنجلز كاشتراكي أكثر منه شيوعي بعكس الأخير والذي يرى أن الاشتراكية ليس لها مفهوم ثابت بل يمكن أن تعني كل شيء ولا شيء في آن معاً بحيث يلجأ إليها كل سطحي التفكير! وهذا يعني ضبابية المشهد الاشتراكي مبكراً والتي قد تفسد الشيوعية! ينظر لينين بأفضلية الدكتاتورية البروليتارية على الدكتاتورية البرجوازية بما أنها دكتاتورية وهو يعني البلشفيك أي الطبقة الحاكمة! وهذا احتكار ينطلق من نوازع نفسية بحتة وصدق العروي حين قال: السياسة هي فن توظيف النوازع وهكذا كان لينين حين وظف استراتيجية البروليتاريا لصالح البلشفيك وهو قائدها الملهم دون منازع! ولكن قبل هذا الكتاب كان له كتاب أكثر أهمية بالنسبة للاشتراكيين وهو (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) وفيه يتنبأ بالسقوط للدول الرأسمالية الاستعمارية بدخول الاشتراكية حيّز التنفيذ كحركة وثورة عالمية، ثورة تجتاح دول العالم باستراتيجية التصدير الاشتراكي والذي استمد النظام الإيراني منذ سنة 1979م فكرة التصدير للعالم بأيديولوجية دينية كمراوغة للهيمنة الفارسية، وقد سار تنبؤه في بعض الدول إلا أن الاستراتيجية الاشتراكية لا تشجع الطبقة البرجوازية البسيطة على النمو لأنها تحتكر الموارد وبالتالي يكون النمو محدودا وبطيئا وكلتا وجهتا النظر فشلتا مستقبلاً. لقد كانت الشيوعية والاشتراكية في صياغتها التاريخية في منتصف القرن التاسع عشر كأي حركة تجتذب الجمهور لتنشئ قاعدة صلبة تقف عليها ولكنها لم تتوقع يوماً أن تحقق النجاح الكبير في روسيا القيصرية سنة 1917م لولا التعبئة العامة التي تسربلت عبر النداءات في البيان الشيوعي وهي تزكي نفسها برؤيا طوباوية في مجتمع ونظام فاسد آنذاك على أن هناك في فرنسا سنة 1798م كانت التجربة حين قامت طبقة الانتلجنسيا بقيادة فولتير ومنتسكيو بإلهام العامة بالحقوق التي يجب أن تكون لهم ويتجلى ذلك في العقد الاجتماعي لروسّو والذي تسبب في إسقاط النظام الملكي واستبداله بنظام جمهوري ما أسرع أن أصبح أشد قسوة من الملكية على يد بونابرت الذي احتكر السلطة حتى تيقنت أوروبا أنها أمام دكتاتورية لا تقل قسوة عن محاكم التفتيش فقامت بإعادة الملكية حتى ثورة 1830م وهي الجمهورية الثانية ولعلّ تلك الثورة وإن كانت في اتجاه مغاير عن الاتجاه الاشتراكي لكونها ليبرالية الصنع إلا أنها قد داعبت خيال ماركس وانجلز! ولم يكن النظام الشيوعي أفضل من الليبرالي في دكتاتوريته فستالين كان أشد قسوة من الفرنسي بونابرت وكانت سلطته أقوى من مجلس السوفيت الأعلى ولإن كانت الرأسمالية تدّعي الحرية والديمقراطية كصورة مجازية إلا أنها إمبريالية استعمارية بالمفهوم الواقعي وكذلك الاشتراكية حين تدّعي العدل والديمقراطية إلا أنها ظلت استعمارية دكتاتورية لا تسمح للاشتراكيين بحرية التعبير وعزل مالينكوف دليل على ذلك ولكنها مع الوقت رضخت بشيء من الرأسمالية رغماً عن أنف المبادئ الدستورية للحزب الاشتراكي. ** **