(رأي) مساحة عبر صفحات الأدب الشعبي في صحيفة «الجزيرة» نُوثِّق من خلالها آراء الأدباء والمثقفين والمتخصصين في كل ما له صلة بالأدب الشعبي في تاريخ العرب منذ القدم كان هناك دائمًا أدب وشعر نحبه، وكان هناك أدب شعبي في مختلف مراحل التاريخ. عندما تريد أن تؤرخ تاريخ المجتمع وثقافة المجتمع لابد أن تلجأ إلى الوسيلة التي يستخدمها الناس في التعبير عن أنفسهم عموم الناس. لا تستطيع أن تؤرخ للمجتمع السعودي من خلال شعر محمد حسن عواد أو شعر عبدالله بن خميس أو عبدالله بن إدريس مستحيل لأن شعر عبدالله بن خميس أو عبدالله بن إدريس أو محمد حسن عواد أو ضياء الدين رجب أو أي أحد من الأدباء أو الشعراء هو لا يختلف في قليل أو كثير عن ما يقوله الشعراء أيضاً في مصر وفي المغرب العربي وفي السودان وفي أي مكان من المنطقة العربية، تأخذ أي قصيدة فصيحة هي لغة واحدة ستجد فيها تراث أمّة، تراث مشترك عام. لكن حينما تريد أن تؤرخ للمجتمع السعودي كمجتمع كثقافة محلية هنا لابد أن تلجأ للشعراء الشعبيين، الشعراء الذين هم يكتبون بلغة الناس وبالتالي يعكسون تصورات الناس في معاشهم اليومي وفي تصرفاتهم اليومية. هذا لا يعني أنه ينبغي عدم الاحتفاء أو عدم الاهتمام بالأدب الفصيح فلابد من الاهتمام بالأدب الفصيح وبالشعر الفصيح لأنه يدعم اللغة العربية واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم لغة يشترك فيها كل العرب وبالتالي كل المسلمين، لكن لا ينبغي أن يكون هذا على حساب الثقافة الشعبية أو الأدب الشعبي الذي هو يعكس الوجدان الحقيقي للناس. وحينما أقول الناس فالناس الذين يعيشون في مجتمعات بسيطة ويمثلون السواد الأعظم من مجتمع معين ويعكسون عادات المجتمع، تقاليد هذا المجتمع، أعراف هذا المجتمع. ولا أعتقد أن هناك شاعرًا فصيحًا سعوديًا استطاع أن يعكس ثقافة هذا المجتمع الحقيقية كما يعكسها شاعر شعبي.