وقاع بولان من وصفه لايعتبر منزلا ولا متعشى كما هو وصفه بل يمر به حاج البصرة مروراً ويصف صاحب كتاب الطريق وكيع ( على الأصح) تسلسل طريق الحاج البصري للقادم من البصرة والمتجه إلى مكة فيقول في كتابه الطريق ص 335 : ثم من وراء حبل الحاضر من الرمل أقواز صغار يمنة ويسرى على الطريق والمحجة فيها وأحياناً رمل دعس وأحياناً قيعان منها قاع بولان الذي يقول فيه الراجز : بقاع بولان دعوت ربي دعوة عبد محرم ملبي وإنما سمي بذلك لأنهم إذا صاروا إليه في المطر زلقت فيه الإبل ووحلت). ويقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ج 1 ص 511 : (بولان: بفتح أوله قاع بولان منسوب إلى بولان بن عمرو بن الغوث بن طي واسم بولان غصين ولعله فعلان من البول وهذا الموضع قريب من النباج في طريق الحاج من البصرة , وقال العمراني: ( هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاج ... وقال مالك بن الريب المازني بعدما أوردنا في رحى المثال : إذا عصب الركبان بين عنيزة وبولان, عاجوا المنقيات النواجيا) وقد أورد الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في كتابه : ( أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ص 281 : ( وسكة البعوضة معروفة وهي بين النجفة نجفة المروت وبين رملة جراد وينزلها نفر من بني طهية . وأسفل من ذلك قاع بولان وهو قاع صفصف مرت لا يوجد فيه أثر أبداً ذكر ذلك أبو محلم. ) إذا ومما سبق فإن قاع بولان كما أوردنا ليس منزلاً ولا متعشى في طريق حاج البصرة ولكنه يمر عليه الطريق وهو قريب من النباج ( الأسياح) وقد اكتسب التسمية بولان (على الأصح) من سيلان ( سيح ) الماء من وادي الرمة عليه وهو كذلك يسرق العرب متاع ( أغراض ) الحاج فيه قديماً , وقبل أن ندلف إلى تحديد هذا القاع في التسميات الحديثة نستعرض ماذا قال المتأخرون بعد أن استعرضنا ماذا قال الأقدمون عن هذا القاع . المتأخرون وقاع بولان: حدد الأستاذ الكريم / محمد بن ناصر العبودي قاع بولان بأنه القاع الأبيض بقرب بريدة إلى الجنوب عنها وذلك اعتمادا على شهرة هذا القاع لا غير مما جعله يتخطى كل من متعشى الصريف ومنزل العوسجة وقد تابعه الأستاذ/ عبد الله بن محمد الشايع رحمه الله ولكنه أضاف في كتابه نظرات في معاجم البلدان تحقيق مواضع نجد على طريق الحاج البصري ص 577 عبارة أن حاج البصرة قديماً بعد أن يصدرون من العوسجة باتجاه منزل القريتين باتجاه مدينة عنيزة يمرون بهذا القاع ومن وجهة نظري تعليقاً على هذا الكلام لا يوجد في المراجع أي دلالة تؤيد هذا الرأي . قاع بولان هو قاع ماجد مما سبق نعلم أن قاع بولان من وجهة نظري هو قاع ماجد جوار قرية ( برقا) في الأسياح والتي يوجد فيها بركة للحاج على الطريق ولكنها الآن انطمرت فهي بقرب النباج التي يشرف عليها نفود الحاجر وهي أسفل من الكهيفية التي وصف أبو علي الهجري أن قاع بولان أسفل منها فإن السفل والعلو يعرف بالأودية ووادي الجوارم الذي يصب قرب قرية ( البرقا) مما يجعلها أسفل من الكهيفية ( البعوضة) قديماً خلافاً للقاع الأبيض الذي يصب فيه وادي الرمة القادم من الغرب. وسنتناول موقع القاع الأبيض من الإعراب البلداني في مقال لاحق إن شاء الله- ** **