وقنيع هذا عبارة عن ماء ولكنه ليس منزلاً ولا متعشى من متعشيات ومنزل طريق الحج البصري, إلا أنه يقع على الطريق بعد ضريه وقبيل رميلة اللوى أحد متعشيات الطريق فإلى تحديد هذا المعلم, لنلقي بدءًا نظرةً على معنى القنع الذي هو أصل كلمة قنيع. - يقول ياقوت الحموي ج 4 ص 408 من كتاب (معجم البلدان): القُنع بالتحريك: قال ابن شميل: «القنعه من الرمل ما استوى اسفله من الأرض إلى جنبه وهو اللبُ وما استرق من الرمل». القنع عبارة عن وصف يتصف به معلم ومنه يكتسب التسمية، ولهذا لا يستغرب وجود موضع آخر يحمل نفس التسمية لأنه يحمل نفس الاوصاف، ولهذا قنيع آخر ليس بعيداً عن قنيعنا على طريق الحاج الأيمن، ولكنه في ديار بني قريط بن عبد بن ابي بكر بن كلاب وليس قنيعنا الذي في ديار بني جعفر وبني أبي بكر بن كلاب وهذا غير ذاك. - يقول ياقوت الحموي ج4 ص 410 من كتاب (معجم البلدان): قنيع تصغير قنع وقد تقدم اشتقاقه قال الأدبي: «هو ماء بين بني جعفر وبني أبي بكر اختصموا فيه حتى كادوا يقتتلون ثم سدموه وتركوه». - قال ابن الخنجر: - قال أبو علي الهجري في الكتاب الذي نشره حمد الجاسر باسم ( ابو علي الهجري وابحاثه في تحديد المواضع ) ص251: «قنيع الذي ذكره ماءٌ كان للعباس بن عبيد وأهل بيته على ظهر محجة اهل البصرة من ضرية وبينه وبينها للمصعد إلى مكة تسعة أميال». - ويقول في ص 258: «وقنيع المتقدم ذكره في أعلى هذه الدارة كاد يكون خارجاً منها وهذه الدارة بين وسط وجبل آخر يقال له عسعس», وقد وصف أبعاد هذه الدارة على النحو التالي ص258 من كتاب ( ابي علي الهجري) المقدم ذكره: «نحو ثلاثة أميال في ميل», أي نحو ستة كيلوات في كيلوين. وكل هذه الأوصاف المتقدمة تنطبق على قرية الكفية التي تبعد عن ضرية قريب الثمانية عشر كيلاً، وهي تقع في دارة أبعادها نحو ستة كيلوات في كيلوين في أعلاها، وينطبق عليها وصف القمع وتنسب هذه القرية إلى جبل كف القريب منها، وفي هذه القرية بئرٌ كانت مدفونة ثم حفرها أحد الأهالي ولعلها هي بئر قنيع المذكورة آنفاً، فهي تبعد تسعة أميال عن ضرية باتجاه كل من جبل عسعس ووسط وباتجاه متعشى رميلة اللوى.