أنا التي فعلت كل شيء من أجله؟!!» ميديا ألفت الممثلة الكاتبة السويدية غودرون أكستراند كتابها الشهير: «غضب ميديا وعقدة النساء المهجورات» حيث استهوتها شخصية ميديا في المسرحية الإغريقية « ميديا» حيث استوحت منها جانباً لا علاقة له بالتمثيل؛ فكتبت عن النساء المهجورات، بعد مقابلة ثلاثين امرأة منهن وأسقطت عليهن ما يشبههن من شخصية ميديا من الجانب النفسي، فتحدثت في كتابها عن شعور الزوجة المهمشة المسحوقة بعد هجران زوجها لها واستبدالها بأخرى. حاولت الكاتبة التقرب من مشاعر المرأة وإيجاد طرق لإعادة الثقة بنفسها من جديد. ميديا: هي مسرحية للكاتب اليوناني يوربيدس تدور أحداثها حول خذلان الزوج وإخراج زوجته الأولى من حياته مقابل الاقتران بزوجة أخرى أصغر سنًا، وتأثير ذلك على المرأة، فعندما هجر (جاسون) زوجته (ميديا )وطفليه من أجل الزواج بفتاة أصغر، غضبت ميديا بجنون وانتقمت منه بقتل طفليهما لتعذبه وتبرر لنفسها بطريقة لا يمكن أن يصدقها عقل حيث إنها تعتبر هذا الانتقام ردة فعل طبيعية من يد قدرية أشد شراسة منها. الكتاب: الكتاب عبارة عن إعادة قراءة لمسرحية ميديا بصورة فلسفية، تنتهي فيه الكاتبة بمحاولة البحث عن حلول تعيد للنساء الثقة بأنفسهن من خلال أربعمائة وواحد وثلاثين صفحة متاحة للتحميل على الشبكة . أجادت فيه الكاتبة في سبر أغوار النساء المكلومات موضع الدراسة، وتدرجت في تفسيرها تدرجًا منطقيا ونفسيا حيث تحدثت عن التغيير الذي سيحدث عقب الهجران، ومراحل الصدمة من لحظة المصارحة حتى لحظة ردة الفعل، ومايعقبها من أحزان، وتحول الغضب إلى طاقة هائلة من الكره يؤدي للرغبة في الانتقام، كما تحدثت الكاتبة عن بدء التعامل مع الأزمة، ومايتخلل كل ذلك من تذكر لكل اللحظات التعيسة، إلى أن تصل إلى مرحلة النظرة الجديدة للتفكير بعد ردود فعل المحيط، ونصائح النساء المهجورات، وتختم المؤلفة بمقولة ميديا جاعلة منها رسالة لكل النساء: «هناك الكثير من النساء من لم يتعلمن كيف عليهن أن يتعاملن مع قدراتهن وقواهن الخاصة» ** ** - د. زكية بنت محمد العتيبي